المحكمة عن سفاح التجمع: الأذكى بين أفراد أسرته.. والإفتاء: جزاؤه الإعدام

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يجُل بخاطره أن جثمانها الذي لم يواريه التراب سيكون طرف الخيط الذي سيكشف ستره ويفضح جرائمه.. جرائم الشاب كريم محمد سليم المعروف لدى الجميع بـ«سفاح التجمع».

منتصف شهر مايو الماضي.. نفذ سفاح التجمع جريمة قتل ضحيته الثالثة أميرة، ربة منزل.. طوق عنقها بـ«كرافتة» وأحكم قبضته عليها.. غير مبال بالصرخات التي انطلقت من الضحية.. حتى فاضت روحها لخالقها.. وضع جثته في حقيبة سفر.. وحمل الجثمان في سيارته متجها من منطقة التجمع - محل سكنه - مسرح الجريمة - متجها إلى طريق الإسماعيلية الصحراوي.. مستترا بالليل.. لكن ساعات الظلام لم تستمر طويلا وكشفت الأجهزة الأمنية والقضائية لغز جرائمه.. وسطرت الجهات المختصة اعترافات تفصيلية للمتهم.. وحرزت مقاطع فيديو تؤكد ارتكابه لجرائمه.. ومقطع فيديو مصور أثناء تمثيل سفاح التجمع جرائم قتل ضحاياه بأبشع الطرق.. وأيضا أجابت محكمة جنايات القاهرة التي أصدرت حكما بإعدام سفاح التجمع في حيثيات الحكم عن كل الأسئلة التى خطرت ببال القارئ والمشاهد والمتابع لتلك القضية.. هل السفاح مريض نفسي أم لا؟.. هل تأثر بنشأته وتربيته في إحدى الدول الأجنبية أم لا؟.. وماذا عن زوجته؟.. وكانت البداية بما جاء في تقرير دار الإفتاء المصرية عن إدانة السفاح.

سفاح التجمع أمام مفتى الديار المصرية:

صباح يوم السبت 24 أغسطس الماضى.. أصدرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار ياسر أحمد الأحمداوي، قرارا بإحالة أوراق قضية الدعوى 3962 لسنة 2024، جنايات القطامية، والمقيدة برقم 1279 لسنة 2024 كلي القاهرة الجديدة، والمُدان فيها كريم محمد سليم، إلى فضيلة مفتى الديار المصرية.. عما أسند إليه من اتهامات بقتل 3 فتيات والتخلص من جثثهن في صحاري القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد.. وبتاريخ 9/9/2024 الموافق يوم الاثنين السادس من ربيع الأول لسنة 1446 هجريا، أودعت دار الإفتاء المصرية تقريرها والثابت به إجابة فضيلته على النحو التالي «إنه لما كان المقرر عند فقهاء الشريعة أنَّ خنق شخصاً بأداة ( رابط ملابس ) أو نحوه قاصداً القتل ونجم عن فعله القتل غالباً.. فذلك من قبيل القتل العمد الموجب للقصاص شرعاً إعمالاً لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (178) ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون (179) سورة البقرة».

أضاف تقرير دار الإفتاء المصرية: فإذا ما أقيمت هذه الدعوى بالطرق المعتبرة قبل المتهم كريم محمد سليم عبد المجيد نصر، ولم تظهر في الأوراق شبهة تدرأ القصاص عنه، كان جزاؤه الإعدام قصاصاً لقتله المجني عليهن نورا (مجهولة الهوية) ورحمة أحمد صابر محمد وأميرة أشرف عبد الله عبد الله طلبة، عمداً جزاء وفاقا».

سفاح التجمع.. من الأذكياء وليس مريضا نفسيا

وعقب تسلم محكمة جنايات القاهرة، تقريرا برأي مفتي الديار المصرية عن سفاح التجمع والذي أكد أنه لا وجود لشبهة تمنع القصاص منه.. كما أجابت المحكمة في حيثات حكمها عن طلب دفاع المتهم بعرضه على الطب النفسي وأنه يعاني من مرض نفسي.. حيث أكدت المحكمة بمطالعتها للتحقيقات وأوراق الدعوى أنها ترى أن المتهم لم تثبت إصابته بأي أمراض نفسية أو عصبية أو عقلية سابقة أو معاصرة أو لاحقة على الدعوى بل كان من الأذكياء بين أفراد أسرته.

أضافت المحكمة في حيثات الحكم أن المتهم اشتهر بذلك بين زملائه في الداخل والخارج، يقصد الأفعال التي يقدم عليها وينتقيها، ارتكب جرائم عمدية في الصغر، واعتاد عليها وتمكن من الفرار من الملاحقة الشرطية في الدولة الغربية.. واختلط حال عودته إلى مصر بالمواطنين المصريين وبات معلماً بأعالي المدارس الخاصة.. ونظراً لقدرته اللغوية الفائقة، صار معلماً للغة الانجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي وحصد ملايين المشاهدات والإعجاب والمتابعين وحصد منها الوفير من الأموال.. بل تجاوز ذلك وراح محل أنظار الشركات الخاصة ليكون عارضاً لمنتجاتها.

سفاح التجمع من أسرة ملتزمة

وكشفت المحكمة فى حيثات الحكم عن أن المتهم اعترف في التحقيقات التي أُجريت معه، أن والديه قد ربياه على التدين، إلا أنه عندما كبر سمع من أصدقائه عن العلاقات التي حاول والديه إخفاءها عنه، وبدأ في طريق مخالف عن تربية والديه، بشرب الكحوليات في سن 14 عاما، ومارس الافعال الغربية وغير المالوفة مع العديد من النساء وتعاطي المواد المخدرة.

أضاف المتهم أنه تعرض للحبس في الولايات المتحدة خلال دراسته بالجامعة بسبب تعديه على أحد الأشخاص وتعاطيه المواد المخدرة أثناء القيادة، فهرب إلى مصر وتعرف على زوجته التي كانت أيضا تتعاطى المواد المخدرة، وانتهت العلاقة بابتعاد زوجته عنه، والبحث عن ممارسات لإثبات ذاته.

سفاح التجمع ينتقم من ضحاياه بعد هروب زوجته

قالت المحكمة في حيثيات حُكمها، إن واقع الدعوى حسبما استقرت في عقيدة المحكمة، واستخلاصا من كل أوراقها والتحقيقات التي جرت فيها وما دار بشأنها في جلسات المحاكمة تتحصل في أن المتهم كريم محمد سليم، مصري الجنسية، نشأ صغيرًا مع والديه -في مجتمع غربي غلبت فيه حب المادة على القيم النبيلة والفضيلة- فبات باحثًا منذ نعومة أظافره عن الشهوة الحرام واشتهر بين أخلائه بذلك وبات المعين لهم في تدبير تجمعاتهم.

أضافت المحكمة: المتهم مارس الأعمال التجارية، غير أنه كفر ولم يحمد الله على ما أنعم عليه به، إذ انغمس في طريق الشيطان، فتعاطى المواد المخدرة والأعمال المنافية للآداب، غير عابئ بزوجته وابنه وخسر زوجته التي هرعت هربا خارج البلاد لتنجو بنفسها من بوائقه، فأضمر في نفسه الشر المتقد للنساء جميعا، وأخذ ينتقم من النساء ليؤكد لنفسه قدرته الجامحة على إثبات ذاته، وإذ سولت له نفسه الأمارة بالسوء الدخول على العديد من المواقع التي تعرض مادة ومحتوى غير مألوف للمجتمع وجد ضالته في أحد المواقع التي تنشر وتبيح له الأفعال التي ارتكبها مع ضحاياه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق