في تقرير حديث صدر هذا الاسبوع عن المنظمة الدولية اليونيسيف رصد أول تقديرات من نوعها في العالم حول "العنف الجنسي أثناء الطفولة"، كشفت المنظمة التي تعنى بحقوق الاطفال عن انتشار مثير للقلق للعنف الجنسي، مترافق مع تأثير مدمر على الأطفال!.

حيث يشير التقرير إلى أن "أكثر من 370 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة حالياً — أو 1 من كل 8 — عانت من الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة".

أما عند الحديث عن كافة أشكال العنف الجنسي (حتى دون اتصال مباشر) "من قبيل الإساءات اللفظية أو عبر شبكة الإنترنت، يرتفع عدد الفتيات والنساء المتأثرات إلى 650 مليوناً في العالم — أو 1 من كل 5، مما يُبرِز الحاجة الماسة إلى وضع استراتيجيات وقاية ودعم شاملة لتعالج جميع أشكال العنف والإساءات معالجة فعّالة".

وفي سياق متصل، صرحت "لأخبارنا" الاستاذة هاجِر الرحوي الشعيري، الباحثة المتخصصة في المجال الجنائي بمركز دراسات الدكتوراه في العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والتدبير بجامعة عبد المالك السعدي، بأن "الإعتداء الجنسي على الشابات والفتيات أصبح يسائل دول المعمور عن قصور المنظومة الزجرية للتصدي لهذه الظاهرة".

وأضافت الباحثة أن " التشخيص العميق للاعتداء الجنسي على الفتيات القاصرات بالعالم له ما مبررات؛ على رأسها مواقع التواصل التي أصبحت مرتعا لمن يتصفون بوصف البيدفوليا لإيقاع العديد من الضحايا، ناهيك عن قصور المنظومة التربوية في التعريف بالثقافة الجنسية التي كان قصب السبق فيها لديننا الاسلامي الحنيف".

مؤكدة في السياق ذاته "لأخبارنا"، أنه "ومن هذا المنطلق فإن الأمر يستلزم بالضرورة إعادة النظر في المنظومة الزجرية ؛ من خلال سن قوانين ترتكز على مقاربة استباقية بالموازاة مع تعبئة مجتمعية، ومختلف وسائل الإعلام والتواصل قصد التصدي لهذه الظاهرة".

هذا، وتُظهر بيانات اليونيسيف "أن العنف الجنسي ضد الأطفال واسع الانتشار، وهو يمتد عبر الحدود الجغرافية والثقافية والاقتصادية. ويوجد أكبر عدد من الضحايا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ يصل عدد الفتيات والنساء المتأثرات إلى 79 مليوناً (22 بالمئة)، يليها 75 مليوناً في شرق وجنوب شرق آسيا (6 بالمئة)، و 73 مليوناً في وسط وجنوب آسيا (9 بالمئة)، ثم 68 مليوناً في أوروبا وأمريكا الشمالية (14 بالمئة)، و 45 مليوناً في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (18 بالمئة)، و 29 مليوناً في شمال أفريقيا وغرب آسيا (15 بالمئة)، و 6 ملايين في أوقيانوسيا (34 بالمئة)".