لماذا يمكن اعتبار هذا الجبل في الإكوادور أعلى من إيفرست؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هو أعلى جبل على وجه الأرض؟ اتضح أن الإجابة على هذا السؤال أكثر إثارة للجدل مما قد نظن. 

وإذا قمنا بقياس الارتفاع فوق مستوى سطح البحر، فإن جبل إيفرست الذي يبلغ ارتفاعه 8،849 مترًا، ويمتد على الحدود بين التبت ونيبال، هو أعلى جبل في العالم بكل وضوح. 

ومع ذلك، إذا قمت بقياس الجبل من قاعدته إلى قمته، فإن ماونا كيا الذي يبلغ ارتفاعه 10،211 مترًا، وهو بركان درعي غير نشط في جزيرة هاواي، سيأتي بدلاً من ذلك في المقدمة. 

ولكن يبدو أن هناك منافسا آخر لأعلى جبل في العالم، أي جبل "تشيمبورازو"، وهو بركان طبقي غير نشط  بسلسلة كورديليرا أوكسيدنتال في جبال الأنديز بالإكوادور. 

لماذا يمكن اعتبار هذا الجبل في الإكوادور أعلى من إيفرست
يقع جبل "تشيمبورازو" على بعد حوالي أربع ساعات جنوب مدينة كيتو بالسيارة.Credit: F.J. Jimenez/Moment RF/Getty Images

وعند القياس من مستوى سطح البحر، يكون جبل "تشيمبورازو"، الذي يبلغ ارتفاعه 6،263 مترًا، أقصر من "إيفرست" بحوالي 8,500 قدم. ومع ذلك، فإن قمته تقع على بعد 6،800 قدم من مركز الأرض، ما يجعله أقرب نقطة من الأرض إلى النجوم.

وإذا تخيلت الأرض كنقطة زرقاء في الفضاء، فإن جبل "تشيمبورازو" هو المكان الوحيد الذي يمكنك الوقوف فيه لتكون على أبعد مسافة من مركز تلك النقطة، حسبما ذكره الفيزيائي ديريك فان ويستروم، الذي يعمل لدى هيئة المسح الجيوديسي الوطنية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وهي الوكالة الفيدرالية التي تتولى رسم الخرائط وإعدادها.

ويكمن السبب في موقع "تشيمبورازو"، الذي يقع على بعد 1.5 درجة جنوب خط الاستواء.

وأوضح فان ويستروم أن كوكب الأرض يتكونّ من صخور، وهو مستدير إلى حد ما، ولكن بسبب دورانه، فإنه يبرز عند خط الاستواء.

وتقوم قوة الطرد المركزي التي تنتج عن دوران الكوكب المستمر بضغط الصخور، ويستفيد جبل "تشيمبورازو" من هذا الضغط ليكون أبعد عن مركز الأرض مقارنة بالجبال الأعلى من مستوى سطح البحر في جبال الهيمالايا التي تقع على مسافة أبعد من خط الاستواء.

وقد استغلت الإكوادور مؤخرًا هذه الميزة للترويج لجبل "تشيمبورازو" كوجهة ناشئة. وتتمثل الفكرة في أن هذا الجبل الفريد، على عكس جبل إيفرست، يسهل الوصول إليه سواء من الناحية الجسدية أو المادية بالنسبة للمسافرين المغامرين الذين يتوجهون بشكل متزايد من عاصمة الإكوادور، كيتو، إلى وسطه المغطى بالثلوج.

لماذا يمكن اعتبار هذا الجبل في الإكوادور أعلى من إيفرست
المسار إلى جبل "تشيمبورازو" أقل صعوبة من أعلى قمة بسلسلة جبال الهيمالاياCredit: Roland Knauer/Alamy Stock Photo

ويحل جبل "تشيمبورازو" في المرتبة الـ39 من حيث الارتفاع في سلسلة جبال الأنديز عند قياسه من مستوى سطح البحر، ولكن كان هناك فترة وجيزة في القرن الـ19 كان يُعتقد خلالها أنه أعلى قمة في العالم.

وقد نشأت هذه الشائعة من الجغرافي والمستكشف الألماني المؤثر ألكسندر فون همبولت، الذي تسلق جبل "تشيمبورازو" في عام 1802. ولم يتمكن فون همبولت من الوصول إلا لحوالي 19،300 قدم قبل أن ينزل إلى وادي المرتفعات الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "Avenue of the Volcanoes" (طريق البراكين).

ومع ذلك، فإن رواياته التي قُرئت على نطاق واسع حول تحديه لهذا الجبل الأنديزي العملاق تسببت بإغراء مجموعة من المستكشفين الأوروبيين لزيارة الإكوادور، ومن بينهم المتسلق البريطاني إدوارد ويمبر.

وبعد نجاحه في الصعود إلى قمتي ماترهورن ومون بلان في جبال الألب، أصبح في عام 1880 أول شخص يُعرف بأنه وصل إلى قمة "شيمبورازو".

راهنا، يحاول حوالي 500 متسلق جبال الوصول إلى قمة الجبل كل عام، وفقًا لما ذكره سانتياغو غراندا، وهو وكيل وزارة الترويج السياحي في الإكوادور، لافتًا إلى أن أكثر من نصف هذا العدد يصلون إلى القمة بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك الارتفاع، والاستعداد، والطقس العاصف.

ويبدأ موسم الرحلات الرئيسي من أواخر سبتمبر/ أيلول  إلى فبراير/ شباط، عندما يكون الطقس أكثر اعتدالاً وتغطي الجبال غالبا طبقة سميكة من الثلوج. 

ومع ذلك، قال غراندا إن جاذبية جبال الأنديز الإكوادورية تكمن في أنها، على عكس غالبية مراكز تسلق الجبال، وجهة سياحية متاحة طوال العام.

وتتميز أعلى جبال في البلاد باعتدال درجات الحرارة نسبيًا، نظرًا لموقعها في المناطق الاستوائية، ولا يوجد سوى القليل من التباين في ضوء النهار بين المواسم. ويمكن الوصول بسهولة إلى غالبية القمم من مدن المرتفعات مثل كيتو أو كوينكا. 

وأوضح غراندا: "بدأ عدد متزايد من الناس في القدوم للتدريب والاستعداد للتحديات الكبرى في تشيمبورازو. أنت أبعد ما تكون عن مركز الأرض، وأقرب إلى النجوم أكثر من أي مكان آخر على هذا الكوكب وهذه نقطة جذب كبيرة".

وبالنسبة لأولئك الذين يأملون في الوصول إلى قمة الجبل، فإنهم عادة ما يقضون يومين في تسلقه، على عكس ما قد يستغرقه تسلق جبل إيفرست، أي مدة شهرين تقريبًا.

وبالطبع، يحتاج المتسلقون أيضًا إلى حوالي أسبوع من أنشطة التأقلم مسبقا، وفقًا لما ذكرته كريستيان فالنسيا، الرئيسة التنفيذية لشركة Activexpedition التي تتخذ من كيتو مقرًا لها، وتنظم رحلات التسلق إلى القمة.

وأوصت فالنسيا بالصعود إلى قمم أقل ارتفاعًا مثل "كايامبي" أو "إيلينيزا سور" أو "كوتوباكسي"، ثم النزول كل ليلة إلى ارتفاعات أقل للتخفيف من حدّة الارتفاع.

تجار الجليد وتضحيات الإنكا

تقدّم فالنسيا مغامرات أكثر هدوءًا إلى جبل "تشيمبورازو".

وتلي الرحلات النهارية التي تصل إلى ارتفاع 5،180 مترًا عادةً أربعة أيام من التأقلم المسبق على حلقة كويلوتوا القريبة. ويمكن لزوار "تشيمبورازو" بعد ذلك إلقاء نظرة على ملجأ ويمبر المبني من الحجر وبحيرة كوندور كوتشا التي تشبه المرآة والأنهار الجليدية الاستوائية، والتي تعد نذيرًا للاحتباس الحراري العالمي.

ويأتي العديد من الناس إلى تلك الأنهار الجليدية خصيصًا لمقابلة بالتازار أوشكا، آخر تجار الثلوج في مقاطعة تشيمبورازو.

وقد عملت أجيال من الرجال الأصليين في الإكوادور ذات يوم كتجار ثلوج لتزويد المجتمعات الواقعة أسفل الجبل بقطع من الجليد قبل وصول أجهزة التبريد.

والآن، أصبح هذا الرجل الثمانيني الوحيد المتبقي الذي يحمل الكتل الجليدية إلى أسفل الجبل وتحديدّا مدينة ريوبامبا القريبة.

ويأتي آخرون إلى مقاطعة تشيمبورازو للاستمتاع ببيئتها الجبلية الخاصة، إذ أشار غراندا إلى أن "بعض الإكوادوريين يرون الثلوج للمرة الأولى في حياتهم. لذا حتى لو لم يأتوا إلى القمة، فإنهم يأتون إلى البحيرة، التي أصبحت وجهة شهيرة حقًا".

وأكدّت فالنسيا أن الجبل يحمل أهمية كبيرة لجميع الإكوادوريين، حتى أنه يظهر على شعار النبالة في البلاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق