أشرف زكى: لم ندعُ نجوم السينما لافتتاح «مهرجان المهن التمثيلية للمسرح» لأننا أردناها ليلة مسرحية صرفة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية ورئيس مهرجان نقابة المهن التمثيلية فى دورته السابعة، إن المهرجان يستهدف صنع حراك مسرحى وأن يكون متنفسًا للمسرحيين من أجيال مختلفة، للتعبير عن فنونهم وأحلامهم، مع سد الفجوة فى حجم الإنتاج المسرحى الموجه للشباب، موضحًا أن مشاركة بعض مخرجى ومنتجى السينما والتليفزيون فى لجنة التحكيم تمنح الفرصة للشباب الموهوبين «اللى عايزين يتشافوا».

وأوضح نقيب الممثلين، فى حواره لـ«الدستور»، أن إدارة المهرجان لم تدعُ نجوم السينما للافتتاح، لأنها أرادت أن تكون الليلة مسرحية صرفة، مؤكدًا أن أسماء المكرمين فى هذه الدورة تم اختيارها بعناية، ولا يمكن الاختلاف حول قيمتهم وحجم عطائهم المسرحى، ومشيرًا إلى أن العروض الفائزة سيتم تبنيها من قبل النقابة لتحظى بفرص أفضل وأطول للعرض على الجمهور.

■ بداية.. ما الدور الذى يتطلع مهرجان نقابة المهن التمثيلية إلى القيام به فى دورته السابعة المقامة حاليًا؟

- ما نسعى إليه عبر هذا المهرجان هو أن يصنع حراكًا مسرحيًا، لا أن يكون مجرد مهرجان، وقد سبق أن شاركت فى صناعة مثل هذا الحراك مع زملائى من فنانى المسرح حين أسسنا مهرجان المسرح الحر الأول فى سنة ١٩٩٠، حين توقف المهرجان التجريبى بسبب حرب العراق حينها، وقد فعلت ذلك مرة ثانية حين استعدت وأسست المهرجان القومى للمسرح المصرى فى صيغة جديدة، خلقت حراكًا واستجابت لاحتياج ملموس فى الواقع المسرحى.

واليوم نعود عبر هذا المهرجان لمحاولة صنع حركة مسرحية وتقديم العروض وإثارة الجدل الفنى، وصنع أجيال جديدة ورئة جديدة ومتنفس جديد للمسرحيين من أجيال مختلفة، للتعبير عن فنونهم وأحلامهم.

ونحن نقدم، عبر هذه الدورة، ٢٥ عرضًا مسرحيًا، بما يعنى أننا نقدم ٢٥ مؤلفًا و٢٥ مخرجًا ومئات الممثلين، فضلًا عن صناع الديكور والأزياء والموسيقى والعناصر المساعدة والمنفذة.

إذن، فالدور الأول الذى يؤديه المهرجان هو أنه محاولة جادة لسد الفجوة فى حجم الإنتاج المسرحى الموجه للشباب، خاصة خارج إطار مسرح الدولة. 

■ هل ترى أن هذا المهرجان يكفى لخلق مثل هذا الحراك المطلوب؟ 

- العروض الفائزة ستتبناها النقابة، وستتاح لها فرصة العرض على الجمهور لمدى زمنى أكبر، وسنكون حينها قد انتهينا من افتتاح مسرح النقابة الجديد بالثغر بالإسكندرية، وسنقدم عليه العروض الفائزة.

ومثلما أعلنت فى الافتتاح، فإننا سنطلق عما قريب عدة مهرجانات أخرى، مثل مهرجان العرائس والتمثيلية الإذاعية والفنون الشعبية.

■ هل كل العروض المقدمة من إنتاج نقابة المهن التمثيلية؟

- لا، ليست كل العروض، لكننا قدمنا الدعم اللازم لإعادة إنتاج العروض وإعادة صياغتها، فبعض العروض كانت عبارة عن مشاريع تخرج لصناعها، وحين أتحدث عن الدعم فأنا لا أقصد الدعم المالى فقط، فعرض مثل «بلاك» نظمنا له عرضًا خاصًا أمام المجلس القومى للطفولة والأمومة، وحصلت الطفلة الصغيرة التى أدت دور «هيلين كيلر» على لقب سفيرة وتم تكريمها، ومثل هذا التمكين الذى حظى به العرض هو الهدف الحقيقى من هذا المهرجان.

■ لماذا لم يحذُ المهرجان حذو مهرجانات المسرح الأخرى فى دعوة نجوم السينما للافتتاح وتكريمهم؟ 

- لم أدعُ أيًا من نجوم السينما رغم سهولة دعوتهم، لأننا أردنا أن يكون افتتاح المهرجان ليلة مسرحية صرفة، وفى رأيى فإن الفنانين الذين حضروا الافتتاح وجلسوا فى صالة العرض هم نجوم المسرح الذين أعرفهم.

وحين أجد نقاد المسرح وفنانيه يملأون الصالة، فإن هذا يبعث برسالة مفادها أن المسرح للمسرحيين، أما نجوم السينما فهذا ليس مكانهم، وحين أصنع مهرجانًا للسينما سأدعوهم.

ولنتأمل أسماء المكرمين بالمهرجان، وهم سمير العصفورى ويحيى الفخرانى والفنان الراحل أحمد راتب، والشيخ سلطان القاسمى، فهم أسماء تم اختيارها بعناية، ولا يمكن الاختلاف حول قيمتهم وقدرهم وحجم عطائهم للمسرح.

فـ«العصفورى» مثلًا مدرسة مسرحية كبيرة، و«الفخرانى» أعطى للمسرح فى عز نجوميته وما زال يفعل حتى هذه اللحظة، وهو فى وقت هذا الحوار فى بروفة مسرحيته الجديدة بالمسرح القومى، والفنان الراحل أحمد راتب قيمة مسرحية وفنية كبيرة، وحين كتبت ابنته ذلك البوست الشهير شعرت بتقصيرنا الكبير فى حقه.

أما الشيخ سلطان القاسمى فهو كاتب مسرحى، وأعطى المسرح العربى الكثير، ويكفى تأسيسه الهيئة العربية للمسرح وما تلعبه من دور فى تنمية وتطوير المسرح العربى، وبالمناسبة هو عادة لا يقبل التكريمات ويعتذر عنها، وقد وافق بعد إصرار منا.

أى أن جميع المكرمين هم فنانو مسرح كبار، وحتى من قدموا الجوائز لهم هم أيضًا فنانو مسرح عظام، مثل سهير المرشدى وأحمد عبدالعزيز ومحمد محمود وسوسن بدر.

وأكرر، لقد أردنا لها أن تكون ليلة مسرحية صرفة، وقد كانت.

■ لكن لجنة التحكيم كان بها العديد من مخرجى السينما فلماذا لم يتم الاكتفاء بالمسرحيين؟ 

- اللجنة ضمت أسماء مسرحيين من العيار الثقيل، فهل هناك بعد الدكتورة هدى وصفى، أستاذة الأساتذة، والدراماتورج والمخرج الدكتور جمال ياقوت، والمخرجين محمد جبر وهشام عطوة، ومصمم الديكور المسرحى الدكتور محمود سامى.

ولكن أيضًا فإن جزءًا من دورنا هو أن نحقق أحلام الشباب الموهوبين الباحثين عن فرصة، و«اللى عايزين يتشافوا»، فإحدى الممثلات مثلًا كانت سعيدة للغاية لأن المخرج كريم الشناوى صعد إلى المسرح وحياها، وقد حاولنا خلق هذا التوازن وإغراء شباب المسرح أيضًا، وبالمناسبة هذا هو ما نفعله مع طلبتنا بالمعهد، لمنحهم الفرص.

وحين أدعو ٤ مخرجين ومنتجين سينما وتليفزيون فى لجنة قوامها ١٤ عضوًا، معظمهم مسرحيون، فهذا طبيعى، ففى معهد الفنون المسرحية قديمًا كان جيلنا ينبهر بوجود كرم مطاوع وسعد أردش وغيرهما من النجوم حوله فى المعهد، ويتطلع ليروا موهبته ويخشى تقييمهم، أما الأجيال الحالية فلا تجد من يبهرها، لذا فالمهرجان يمنحهم فرصة مثل الفرص التى منحت لزملائهم، فأسماء مثل أحمد الرافعى وغيره من الفنانين أصبحوا نجومًا لأنهم «اتشافو».

■ ألا ترى أن بعض ممثلى المسرح من الأجيال الجديدة يستهدفون السينما والتليفزيون ويهجرون المسرح فور النجاح ؟ 

- ولماذا نحكم عليهم هذا الحكم؟، فربما يستمرون، وفى النهاية هذا الأمر اختيار شخصى ولا يمكن المصادرة على القادم، ونحن فقط نمنحهم الفرصة والاختيار، ونساعد فى تسويق مواهبهم، وفى نفس الوقت نستعيد للمسرح المصرى رونقه، حتى يظل جاذبًا للشباب، لأنه فى وقت من الأوقات لم يعد المسرح على الأجندة، والمهرجان يسعى ضمن ما يسعى إلى استعادة الحراك المسرحى.

■ ما أهم آليات التسويق لهذه الدورة من المهرجان؟ 

- أطلقنا أكبر حملة إعلامية إعلانية لمهرجان، وكل الشاشات المعلقة على المحاور والكبارى وفى الميادين عليها بوسترات دعائية للمهرجان، وهذا بفضل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لأن الضلع الثالث للمسرح هو الجمهور، ويجب أن نجد طرقًا للوصول إليه.

والحقيقة هى أننا عبر تلك الحملة لا نستهدف فقط الجمهور، ولكن نستهدف أيضًا أن يشعر الفنانون المشاركون بأنهم ليسوا مصنفين «درجة تانية».

وفى النهاية فهذا لم يكلفنا شيئًا، وتمت تغطية الأمر عبر الرعاة والداعمين الذين وضعوا أسماءهم على «الأفيش».

■ لماذا تم اختيار معظم العروض المشاركة من أعمال خريجى أكاديمية الفنون؟ 

- عروض المهرجان مقتصرة على أعضاء نقابة المهن التمثيلية، بحكم كونه مهرجان النقابة، وهناك عروض لخريجى الأقسام المتخصصة فى الكليات الفنية، والأمر لم يقتصر على خريجى الأكاديمية، وإن كانت نسبة كبيرة منهم قد شاركت معنا، ولكن هذا الأمر لم يكن يعنينا، لأن ما يعنينا هو أن يكون المشارك عضوًا بالنقابة.

■ أخيرًا.. ما تصوركم عن الدورة المقبلة؟

- فى الدورة المقبلة ستصنف مسارات التسابق داخل المهرجان، فهناك مسار للطفل، وآخر للمسرح المحترف، وثالث للكليات المتخصصة ومعهد الفنون المسرحية، ومسار للمسرح الجامعى والهواة، وهذا الفصل ضرورى لفض الالتباس.

وفى نهاية الأمر، فقد حققت حلمى للمهرجان فى هذه الدورة، وسأتتبع هذا الحلم فى الدورات المقبلة، إذا أعطانا الله العمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق