ضربة محدودة أم صراع إقليمي؟.. العالم يسأل وينتظر!

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الطبعة الاولي: ضربة محدودة أم صراع إقليمي؟.. العالم يسأل وينتظر!, اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 01:27 مساءً

الخميس 17/أكتوبر/2024 - 01:26 م 10/17/2024 1:26:11 PM

أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه مستعد لضرب منشآت عسكرية بدلًا من النفطية أو النووية في إيران، مما يشير إلى ضربة مضادة محدودة، تهدف إلى منع حرب واسعة النطاق.. وفي الأسبوعين اللذين أعقبا الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، وهو ثاني هجوم مباشر لها في ستة أشهر، استعد الشرق الأوسط للرد الإسرائيلي الموعود، خوفًا من أن تنفجر حرب الظل المستمرة منذ عقود في البلدين إلى مواجهة عسكرية مباشرة، في وقت مشحون سياسيًا بالنسبة لواشنطن، قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية.. وقال الرئيس جو بايدن علنًا، إنه لن يدعم ضربة إسرائيلية على مواقع ذات صلة بالأسلحة النووية.
عندما تحدث بايدن ونتنياهو نهاية الأسبوع الماضي ـ في أول مكالمة لهما منذ أكثر من سبعة أسابيع، بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الرجلين ـ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية في إيران، وفقا لمسئول أمريكي، تحدث لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية.. وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، بأن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني، ردًا (دقيقًا ومؤلمًا ومفاجئًا)، لكنه أضاف (لسنا مهتمين بفتح جبهات إضافية أو صراعات جديدة).. لكن عادة نتنياهو، كما قال مكتبه في بيان، (نستمع إلى آراء الولايات المتحدة، لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناء على مصلحتنا الوطنية).. لكن الإجراء الانتقامي من إيران،سيتم معايرته لتجنب (التدخل السياسي في الانتخابات الأمريكية)، مما يشير إلى فهم نتنياهو، أن نطاق الضربة الإسرائيلية لديه القدرة على إعادة تشكيل السباق الرئاسي، بين دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالي، كمالا هاريس.
يقول محللون، إن ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، في حين أن الهجوم على البرنامج النووي للبلاد، يمكن أن يمحو أي خطوط حمراء متبقية تحكم الصراع الإسرائيلي مع طهران، مما يؤدي إلى مزيد من التصعيد ويخاطر بدور عسكري أمريكي أكثر مباشرة.. وقد قوبلت خطة نتنياهو المعلنة، لضرب المواقع العسكرية الإيرانية بدلًا من ذلك، كما فعلت إسرائيل بعد الهجوم الإيراني في أبريل، بارتياح في واشنطن، وكانت عاملًا في قرار بايدن بإرسال نظام الدفاع (ثاد) الصاروخي القوي إلى إسرائيل.. إذ أعلن البنتاجون أنه سينشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية للارتفاعات العالية (ثاد) في إسرائيل، إلى جانب حوالي مائة من أفراد الجيش الأمريكي.. وصل بالفعل فريقًا متقدمًا من الأفراد والمكونات الأولية للنظام إلى إسرائيل، وسيستمر المزيد من الأفراد والمكونات في الوصول خلال الأيام المقبلة.. وهو ما يؤكد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل.
الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأمريكية في الخامس نوفمبر القادم، لأن عدم اتخاذ إجراء يمكن أن تفسره إيران على أنه علامة ضعف، فيما يبدو أنه (سيكون واحدًا في سلسلة من الردود).. وقال زوهار بالتي، مدير المخابرات السابق في (الموساد) الإسرائيلي، إن نتنياهو سيحتاج إلى الموازنة بين دعوات واشنطن للاعتدال والطلب العام في إسرائيل برد ساحق، (لقد فقد الإيرانيون كل قدر من ضبط النفس الذي كانوا يتمتعون به.. وبدون الأسلحة الأمريكية، لا يمكن لإسرائيل القتال).. هكذا اعترف بالتي.. لكن إسرائيل هي التي تتحمل المخاطر.. و(تعرف كيف تقوم بهذه المهمة).. وفي اجتماع نتنياهو الأخير مع مجلس وزرائه الأمني لمدة ثلاث ساعات، الذي ناقش الخيارات المطروحة على الطاولة، لم يسع للحصول على تفويض رسمي للهجوم من حكومته، مما أبقى توقيت الرد مفتوحًا عمدًا.
داخل الجيش الإسرائيلي، هناك قلق من أن الضربة ربما لا تكون قوية بما فيه الكفاية، أو علنية بما فيه الكفاية، لردع إيران عن هجوم مباشر آخر على إسرائيل، أو عن تطوير أسلحة نووية، (الجيش الإسرائيلي يريد ضرب القيادة العسكرية الإيرانية، لأنه لا يؤذي الناس ولا يفجر المنطقة في حرب أكبر)، قال جيل تالشير، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، الذي على اتصال مع كبار أعضاء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية..(لكن هذه ليست الطريقة التي يفكر بها نتنياهو).. ففي أبريل، بعد أن ساعد تحالف عسكري، بقيادة الولايات المتحدة، إسرائيل على اعتراض مئات الطائرات والصواريخ الإيرانية بدون طيار ـ وهو هجوم كبير ولكنه مصمم جيدًا ـ ردت إسرائيل بضربة دقيقة على قاعدة جوية في أصفهان، في وسط إيران.. التزم المسئولون الإسرائيليون الصمت في الغالب بعد الهجوم، باستثناء وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن الرد كان (أعرج).
وبينما سيواصل نتنياهو التشاور مع المسئولين الأمريكيين بشأن الضربة الإسرائيلية التي تلوح في الأفق ضد إيران، فإنه لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن، كما قال مسئول إسرائيلي مقرب من رئيس الوزرا، (الشخص الذي سيقرر الرد الإسرائيلي على إيران سيكون نتنياهو).. وتحوم حول القرار النهائي للضربة، الديناميات السياسية المعقدة والمترابطة في واشنطن وطهران.. إذ يرى المحلل السياسي تلشير، إن فريق نتنياهو شعر بالقلق من انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، في الآونة الأخيرة، والذي أشار إلى انفتاحه على إحياء المحادثات النووية مع الغرب.. وقال، إنه إذا تم انتخاب نائبة الرئيس، كامالا هاريس، رئيسًا للولايات المتحدة، فإن نتنياهو يعتقد أن الاتفاق النووي سيعود إلى الطاولة، (وبالتالي، فإن الآن لحظة استراتيجية لتقويض ذلك).. وتواصل شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، الضغط من أجل شن هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية.. وقال إن أي شيء أقل من ذلك يخاطر بالتضحية بالزخم الذي اكتسبته إسرائيل من حروبها في لبنان وغزة، (وكلاء إيران، حزب الله وحماس على حد سواء تضاءلوا بشكل كبير في قدراتهم.. وإسرائيل لديها كل المبررات التي يمكن أن تحصل عليها.. لدينا القدرة.. لدينا فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر).
●●●
وبينما ترسل الولايات المتحدة نظام ثاد ـ وهو أحد أكثر أنظمتها المضادة للصواريخ تقدمًا ـ إلى إسرائيل، أصبحت الإشارات أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، بأن إسرائيل تنوي الرد على إيران.. وأيًا كان رد الفعل الإسرائيلي، فإن مجموعة الأهداف التي اختارتها، قد تكشف ما إذا كانت نيتها هي الانتقام أم شيء أكثر من ذلك.. وربما نتمكن ـ يقول روبرت جيفنز، الكاتب الأمريكي في صحيفة Responsible Statecraft، والأكثر إنحيازًا إلى إسرائيل، وهو ضابط متقاعد في القوات الجوية الأمريكية، وعمل مساعدًا خاصًا لرئيس هيئة الأركان المشتركة ـ من تمييز النية الاستراتيجية الإسرائيلية، من خلال تصنيف خمس فئات عامة من الأهداف حسب تصاعد حجمها.. وستخبرنا الأهداف التي ستضربها بما تهدف إلى القيام به.
■ (العين بالعين)، أو استعادة الردع من خلال الإنتقام.. إذ يرى روبرت أن إسرائيل قادرة على محاولة استعادة الردع ومعاقبة إيران رمزيًا، من خلال توجيه ضربة لمرة واحدة لتدمير هدف محدود الأهمية.. وقد تختار التركيز على مثل هذا الهدف لإظهار عزمها، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.. ويسلط هذا النوع من الأهداف الضوء على قدرة إسرائيل على تعريض أي مكان للخطر، ويرسل رسالة واضحة إلى إيران مفادها: الآن أصبحنا متعادلين.. وقد تشمل الأهداف المحدودة منصة نفطية مهمة، أو سفينة حربية، أو موقع رادار، أو مركز قيادة وسيطرة رئيسي.. وسوف يكون تنفيذ مثل هذه الضربة مسعى بسيطًا نسبيًا بالنسبة للجيش الإسرائيلي، باستخدام عدد صغير من الأصول في الوقت الذي يختاره.. وقد يتم الإعلان عن مثل هذا الهجوم مسبقًا، لتقليص الخسائر بين المدنيين بالطريقة التي تكهن بها كثيرون، بأن ردود سابقة، تم الإعلان عنها بشكل سري بين هؤلاء الخصوم.. وهذا النوع من الهجوم هو الأقل تصعيدًا من بين الاستجابات الإسرائيلية المحتملة والأقل استهلاكًا للموارد.. وهذا لن يكون سوى جهد محدود من جانب إسرائيل، باستخدام أي شيء من بضعة أسلحة بعيدة المدى، يتم إطلاقها من خارج المجال الجوي الإيراني، إلى ضربة لمرة واحدة، تتضمن بضع طائرات مقاتلة.. والواقع أن الجيش الإسرائيلي في وضع جيد للغاية لمثل هذا النوع من الضربات.
■ (كسر نصل السكين)، أو منع القدرة على إظهار القوة العسكرية.. إذ قد تختار إسرائيل حرمان إيران من قدرات عسكرية محددة.. وهذا يتطلب جهدًا أكبر من جانب الجيش الإسرائيلي، مع تخصيص المزيد من الموارد، وربما عدة أيام من الضربات في الأراضي الإيرانية.. وفي هذا النوع من الحملات، قد يستهدف الجيش الإسرائيلي الأصول العسكرية التي تُعرض إسرائيل لأكبر قدر من الخطر: بطاريات الصواريخ، ومواقع الطائرات بدون طيار، والغواصات، والمطارات.. هذه الحملة قد تمتد إلى القواعد العسكرية، وطرق الإمداد اللوجستية، وعناصر مختارة من المجمع الصناعي العسكري الإيراني.. وتدمير هذه المواقع، من شأنه أن يؤدي إلى تدهور قدرة إيران على فرض قوتها العسكرية على إسرائيل وجيرانها.. ورغم أن هذا الهدف أكثر تصعيدًا من الهدف السابق، فإنه لا يزال يُظهر بعض ضبط النفس، لأنه يؤثر فقط على القدرة العسكرية.. ولإتمام تدمير مثل هذه المجموعة من الأهداف، فمن المرجح أن يستخدم الإسرائيليون جزءًا كبيرًا من قواتهم الجوية.. وسوف تخترق الطائرات المقاتلة مثل F1-5I وF-35 المجال الجوي الإيراني، وتستخدم أسلحة دقيقة مثل JDAM لإسقاط الأهداف.. وسوف تبدو هذه الحملة الجوية أكثر تقليدية.
■ (اضربهم حيث يؤلمهم).. فالأهداف الرمزية والعسكرية لا تلحق إلا ضررًا طفيفًا بالنظام الحكومي الإيراني، وغالبًا ما يكون التأثير عابرًا.. إذ يتم استبدال الصواريخ، وإعادة بناء المطارات، ونقل مواقع الرادار.. وإذا سعى الجيش الإسرائيلي إلى إحداث ضرر أكثر ديمومة لسلامة النسيج الإيراني كدولة، فقد يختار هدفًا اقتصاديًا.. ومن خلال مهاجمة الأهداف الاقتصادية، تسعى القوات الإسرائيلية إلى جعل التمويل المستمر للعدوان الإقليمي الإيراني أكثر تكلفة، وتقليص الثقة في القيادة الإيرانية، وإحداث اضطراب في المجتمع الإيراني بأكمله.. ومن شأن تدمير الموانئ الرئيسية وحقول النفط ومرافق نقل النفط، أن يؤدي إلى تدهور المحركات المالية الرئيسية للاقتصاد الإيراني؛ وسوف يؤثر إلحاق الضرر بهذه البنى الأساسية على تدفقات رأس المال، والوظائف، والواردات والصادرات، وتوافر السلع لمواطنيها وجنودها.. وعلى النقيض من أساليب التدمير الأخرى، فإن التدمير المادي للبنية الأساسية يخلُف آثارًا أطول أمدًا.. فضلًا عن ذلك، يستطيع الإسرائيليون خلق قدر أعظم من الاحتكاك في النظام الاقتصادي الإيراني، من خلال استهداف مكونات البنية الأساسية للنقل، مثل السكك الحديدية والجسور والطرق السريعة.. ومن الممكن تدمير هذه الأصول مع تقليل المخاطر التي قد تترتب على سقوط ضحايا من المدنيين، مع تعظيم الاضطراب في الاقتصاد العام للبلاد في الوقت نفسه.
إن مهاجمة هذه المجموعة المستهدفة سوف تكون خطوة مهمة وإشارة واضحة إلى نية إسرائيل تصعيد الصراع مع إيران وقد تعادل إعلان الحرب.. كما سوف تعتمد القوات الإسرائيلية على قواتها الجوية لضرب هذه المجموعة المستهدفة.. وسوف يتعين على الطائرات المقاتلة أن تحمل متفجرات من فئة أكبر، مثلGBU 31، وهي قنبلة دقيقة من فئة ألفي رطل، لضمان تدمير الأهداف الصلبة مثل الجسور.. وسوف تكون هناك حاجة إلى أسلحة ذات صمامات تفجير متأخرة، لمرافق الموانئ ولتدمير الطرق وخطوط السكك الحديدية.. وبالإضافة إلى ذلك، قد تختار القوات الإسرائيلية استخدام الأصول الموجودة على الأرض في إيران للقيام بأعمال التخريب.
■ (قطع رأس الأفعى أو سحب أنيابها)، بإزالة أدوات سيطرة النظام.. إذ أنه ورغم أن ضرب الأهداف الاقتصادية يشكل خطوة مهمة على سلم التصعيد، فإن الخطوة التالية ستكون خطوة كبيرة نحو الحرب الشاملة.. وقد يختار الإسرائيليون ضرب أهداف من شأنها، إما زعزعة استقرار النظام الإيراني أو ربما إزاحته.. وتفرض الحكومة الإيرانية سيطرتها الصارمة على مواطنيها من خلال وسيلتين أساسيتين: الاتصالات والسيطرة.. وهناك مجموعة متنوعة من الأهداف التي من شأنها أن تقوِّض قدرة الحكومة على الحفاظ على هذه السيطرة.. وتشمل هذه الأهداف، القيادة والبنية الأساسية للمنافذ الإعلامية التي تديرها الدولة، والمراكز الحكومية، وفيلق الحرس الثوري الإيراني.
إن التركيز الأكثر ملاءمة لهذه الأهداف، هو الحرس الثوري الإيراني، لأن إضعافه من شأنه أن يؤثر على قدرات إيران العسكرية وقدراتها على السيطرة على السكان.. ومن المهم أن نلاحظ، أن تدمير الأدوات التي تُمَّكن الحكومة الثورية الإسلامية من الحفاظ على السيطرة على سكانها، قد يكون بنفس فعالية استهداف القادة الأفراد أنفسهم في إنهاء النظام.. ومع ذلك، فإن مثل هذه الضربات من شأنها أن تشكل تهديدًا وجوديًا للقيادة الإيرانية الحالية، وسوف تكون على مسار مباشر نحو حرب أكثر عمومية.. وسوف تستخدم إسرائيل مجموعة واسعة من الأصول لتقويض أهداف سيطرة النظام.. وسوف تكون هناك حاجة إلى أصول استطلاعية لتتبع تحركات القادة الرئيسيين في الوقت الحقيقي.. وسوف تكون هناك حاجة إلى حِزم هجومية كبيرة من الطائرات المزودة بمجموعة متنوعة من الأسلحة، لتدمير مواقع فيلق الحرس الثوري الإيراني.. وفي المجمل، سوف يكون هذا جهدًا مستدامًا، ينطوي على مجموعة متنوعة من القدرات.
■ وأخيرًا، قد تستهدف القوات الإسرائيلية البرنامج النووي الإيراني الناشئ.. فعلى مدى أكثر من عقد من الزمان، تكهن كثيرون بأن هذا هو الهدف الأساسي للإسرائيليين.. ورغم أن القضاء على القدرات النووية الإيرانية قد يكون بمثابة الرسالة الأعظم، فإنه لا يفعل الكثير لتغيير الحرب اليوم.. وإذا دمر الجيش الإسرائيلي أو ألحق أضرارًا جسيمة بواحد أو أكثر من مواقع البرنامج النووي الإيراني، فإن الرسالة تصبح واضحة: إن إسرائيل سوف تفعل كل ما يلزم لقمع ما تراه تهديدًا وجوديًا من جانب إيران لوجودها.
هذه الإجراءات، تحدد بوضوح النوايا الإسرائيلية طويلة الأمد، من خلال استخدام المعركة الحالية مع وكلاء إيران، لتجاوز تسوية الملعب وإزالة أي تهديد نووي محتمل.. كما أنها تمهد الطريق لكي تصبح إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك قدرات نووية.. ومن الأمثلة على هذا النوع من الأهداف، مرافق الأبحاث النووية ومواقع بناء الصواريخ ومواقع معالجة الوقود النووي.. ومن الصعب تقييم مدى التصعيد الذي قد ينجم عن هذا الأمر، ولكن من المرجح أن يضمن ذلك استمرار الإيرانيين في جهودهم للحصول على الأسلحة النووية بأي وسيلة متبقية لديهم أو بأي خيارات متاحة.. لكن، يظل تدمير المواقع النووية هو المشكلة الأصعب التي تواجهها إسرائيل في مجال التسلح.. إذ يتعين على القوات الإسرائيلية أن تخترق المجال الجوي الإيراني، باستخدام طائرات مأهولة في حِزم هجومية كبيرة ومنسقة تحمل ذخائر خارقة من فئة كبيرة.. وسوف يكون توقيت الضربات حاسمًا لضمان اختراق الأسلحة للأهداف بطريقة منسقة، مع إحداث كل سلاح حفرة أعمق للسلاح التالي.. ورغم أن هذه ليست مهمة سهلة، إلا أن الجيش الإسرائيلي شن مثل هذا الهجوم المعقد، عندما ضرب مقر جزب الله في بيروت بأكثر من ثمانين قنبلة زنة ألفي رطل، في ضربة أدت إلى مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله.
وفي نهاية المطاف.. يمكننا أن نتوقع أن يختار الإسرائيليون أهدافًا من بين الخيارات المذكورة أعلاه.. فهل يكون الرد بالعودة إلى الوضع الراهن، استمرار حملاتهم ضد حماس وحزب الله، أم أن ذلك سيكون إيذانًا ببداية صراع إقليمي أوسع نطاقًا؟.. العالم يتساءل، والكل ينتظر.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.