الخبرات بين التجاهل والهدر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الخبرات بين التجاهل والهدر, اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024 09:10 مساءً

في حديث شيق دار بيني وبين الدكتور (صالح القرشي) الأستاذ بجامعة أبها وهو شقيق الأستاذ (خلف سرحان القرشي)، وكما هي عادة الأحاديث مع ذوي الفكر الراقي المستنير، أخذ حديثنا مناحٍ مختلفة أدبية وتربوية تعليمية وثقافية، كانت شرارتها معرض الكتاب الأخير في الرياض، وعتب كبير من الأستاذ الأديب خلف القرشي على إثر عدم دعوته، والذي طرحه في منشور على حسابه في منصة(إكس)، وأن ذلك تكرر ويتكرر معه دائماً ممّا جعله يتساءل عن السبب وراء هذا التجاهل! وهو تساؤل يستحق اهتمام الجهات المعنية، أثار الدكتور صالح تجاهل القائمين على بعض الفعاليات والمناشط الأدبية والعلمية،  لشخصيات أثرَت الميدان، كلٌ في اختصاصه، وحقهم التقدير لجهودهم.

 وفي عصر ذهبي، كعصرنا الحالي، عصر الرؤية، يعتبر هذا التجاهل ضدّ الرؤية التي رسمت خطوطاً عريضة لكل المجالات، ودقّقت في تفاصيل، من شأنها خدمة نجاح الرؤية، فهل يعلم أولئك الذين يتجاهلون القدرات والكفاءات عمداً أو بدون، هل يدركون فداحة ما يقومون به إن كانوا يعلمون أو لا يعلمون؟ ففي كلا الأمرين هم يشكِّلون عقبة كبيرة في طريق نجاح الرؤية في المجال الذي تصدروه.

 لماذا تتكرر الأسماء في بعض المحافل؟ أهي محبة خاصة لأسماء معينة؟ أم هو تفرد بالتميز لا يوازيه تميز آخر؟ لكن لا أعتقد أنها الثانية ذلك أن المملكة ما شاء الله متميزة بتميز أبنائها وتنوع قدراتهم ومواهبهم فلو تم اختيار قائمة من المتميزين كل عام وفي كل مناسبة، لظلت القوائم متجدِّدة دائماً خاصة حين تشمل القوائم المبدعين من معلمين ومعلمات وطلبة وطالبات وجميع فئات المجتمع ذات الاسهامات المعلومة في محيطهم ، ثم انتقل الحديث بيننا لفئة المتقاعدين والمتقاعدات في التعليم، وأبدى الدكتور صالح استياءه  من نسيانهم أو تناسي خبراتهم وقدراتهم مثلهم مثل المتقاعدين في أي مجال آخر، كثير من المتقاعدين لازالت طاقاتهم وخبراتهم تفوق كثيراً بعضاً ممّن هم على رأس العمل، فلماذا لا يستفاد منهم ؟ هذا السؤال طرحه الدكتور صالح، وكما ذكر هو سؤال يردِِّده الكثيرون، فالمتقاعدون طاقات هائلة من العبث أن تهدر دون استفادة منها، وحق لهم على الجهات التي تقاعدوا منها، الاستفادة منهم، فغالبيتهم لديهم الاستعداد التام للمشاركة في البناء والعطاء من أجل الوطن، وغالبيتهم يحفظون الرؤية وأهدافها، كما يتمتعون بحس أدبي وثقافي وعلمي رفيع المستوى، وغالبيتهم متميزون في التقييم والنقد، وكثيراً ما تكون جلسة مع متقاعد، تعطي تحليلاً وخططاً، قد سبَّبت حيرة لبعض من هم على مكاتبهم، فبعض الناس عقولهم لا تشيخ،  بل تزداد نضجاً وعمقاً، على عكس مفهوم البعض أن التقاعد هو النهاية! لابدّ أن تتحرر المفاهيم ممّا علق بها لسنوات مضت، فالأعمار بيد الله، ومن تعهد نفسه بكتاب الله، ثم سعة الاطلاع، ومتابعة أحداث الحياة، والتعمق النشط في مجال تخصصه، يبقى بفضل الله حياً معطاءً حتى يلقى ربه، ثم وصلنا في حديثنا إلى الثناء والشكر لمن استحقه، فشدَّد الدكتور صالح على أهمية الثناء لمن يستحق، وأن هذا حق له ، فيجب أن نقول للمجتهد أحسنت، ولمن يقدم خيرا شكراً، ثم نَذكرَه بالحسنى دائماً في حضوره وغيابه، فالكلمة الطيبة صدقة، وهذا لا يندرج تحت النفاق الاجتماعي كما يعتقد البعض، فمن لا يشكر للناس لا يشكر لله، وهنا حق للدكتور صالح أن أقول ( شكراً) على حديث كان ثرياً وذا شجون تطرقنا فيه لنقاط هامة ومفيدة، وشكراً لكل من نتجاذب معهم أطراف الحديث فنستفيد ونفيد من أبنائنا وبناتنا ، عائلاتنا ، أصدقائنا ، وكل من جمعتنا وإياهم جلسات عمل كسبنا فيها كماً لا يستهان به من المعلومات والخبرات، وخرجنا بإضافات أسعدتنا دون شك ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).