النيهونبويو.. عرض عن الرقص الياباني التقليدي على مسرح الفلكي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نسمة يوسف:
نشر في: الأحد 13 أكتوبر 2024 - 8:50 م | آخر تحديث: الأحد 13 أكتوبر 2024 - 8:50 م


نظمت مؤسسة اليابان بالقاهرة، عرض الرقص الياباني التقليدي (النيهونبويو) الذي خصصته وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجية اليابانية تراث ثقافي غير مادي عام 2023، على مسرح الفلكي، وذلك بمشاركة الفنان رانكو فوجيما.

والرقص الياباني هو فن أدائي تطوّر من الكابوكي، كما دمج مجموعة متنوعة من الفنون الأدائية الأخرى. وبصفته حامل لقب أهم فناني "نيهونبويو"، يشارك الفنان رانكو فوجيما بنشاط في فعاليات لنقل جاذبية "نيهونبويو" في اليابان وفي العديد من البلدان في الخارج.

في هذه الجولة، قدم فوجيما عرضا في صوفيا ببلغاريا قبل القاهرة، وبعد القاهرة سيقدم عروضًا في إسطنبول وأنقرة بتركيا وبودابست بالمجر. ولقد كان فوجيما حريصا على اختيار القاهرة كإحدى محطات جولته على الرغم من جدول أعماله المزدحم، وذلك لتعريف الجمهور المصري بهذا الفن في فرصة نادرة الحدوث، لذا امتلأت مقاعد المسرح على أكملها بجمهور شمل دارسي اللغة اليابانية والمهتمين بالثقافة اليابانية.

وأدّى الفنان رقصات تشمل الكلاسيكية التراثية والحديثة التي قام هو بتأليفها، وسبق كل عرض شرح ثري ووافي لتاريخ هذا الفن وللاستعراضات نفسها ساعدت في تعميق فهم ومتعة الجمهور بكل استعراض، وقامت بتقديم الشرح تاكاكو ساكوراي، إحدى أهم نقاد فن النيهونبويو.

نيهونبويو: الرقص الياباني التقليدي

بدأ هذا الرقص في مسرحيات الكابوكي اليابانية التقليدية والتي يعود تاريخها لأكثر من 400 سنة.

كانت تؤدي الكابوكي النساء فقط، لكن بعد أن صدر قرار بحظر النساء من اعتلاء خشبة المسرح في القرن السابع عشر، أصبح الرجال فقط من يمكنهم التمثيل والأداء على المسرح.

هذا الحظر أدى لتأسيس نوع من الفنون حيث يمثل الرجال أدوار النساء في نوع من الفنون المميز عالميًا.

تطور النيهونبويو كجزء من تاريخ هذا الفن الأدائي، والمؤدون الذين أصبحوا متمرسون في هذه الرقصة أصبحوا يؤدون عدة أدوار في العرض الواحد، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي ممثل واحد دور الأمير ودور الأميرة، أو حتى أن يعبر عن تفتح الزهور وهبوب الرياح.

وفي بداية القرن العشرين، بدأ النيهونبويو في التطور منفصلا عن الكابوكي ليتخذ مساره الخاص، وعام 2023 خصصت وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجية اليابانية، النيهونبويو، تراث ثقافي غير مادي.

من هو رانكو فوجيما؟

والفنان رانكو فوجيما، كرمته وزارة الثقافة اليابانية كواحد من أهم فناني نيهونبويو (الفن الذي تم تصنيفه تراث ثقافي غير مادي). ولد في أسرة تمارس هذا الفن منذ عصر إيدو (1868 - 1603)، وبدأ في تعلم أساسيات هذا الفن من جدته فوجيكو فوجيما، ووالدته رانكيه. وأدّى لأول مرة على المسرح وعمره 6 سنوات. وهو في سن السادسة عشر، أصبح من أساتذة مدرسة فوجيما للنيهونبويو، ويُدرّس فئة واسعة من الطلاب، من المبتدئين إلى المعلمين كما يقدم عروضًا متعددة.

وبخلاف تفانيه في نقل الأعمال الكلاسيكية التي ورثها من عائلته، فهو معروف كمصمم رقصات ويؤلف أعمالا جديدة مستوحاة من قصص قديمة وجديدة ليستخدمها كأساس لرقصات جديدة، مثل "ماجاكامي" المبنية على مسرحية فاوست وعمله "أدايوجِن" المأخوذ عن الأوبرا "حلاق إشبيلية"، وغيرها من الأعمال، كما أنه معروف لعمله مع راقصين من مختلف أنماط الرقص مثل الباليه وغيره.

وفي عام 2015، قدم العرض الأول لعمله "نوبوناجا" بالمشاركة مع الفنان الروسي العالمي "فاروخ روزيماتوف"، المدير الفني لفرقة الباليه الروسية، والفنان الياباني موريهيرو إيواتا ولاقى العمل استحسانًا كبيرًا.

كما أنه حصل على العديد من الجوائز، من ضمنها الجائزة التشجيعية للفنون من وزير التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا عام 2015، وبصفته المبعوث الثقافي لوزارة الثقافة اليابانية عام 2017، أقام عروض وورش عمل وندوات في أكثر من 14 مدينة في 10 بلاد. وحصل على جائزة أكاديمية اليابان للفنون عام 2019، وعام 2020 على وشاح الفخر مع الميدالية الأرجوانية من الامبراطور لإسهاماته المتعددة.

أما تاكاكو ساكوراي، فهي ناقدة رقص البويو، وتنشر مقالات نقدية عن البويو وتقارير ومقابلات في صحيفة نيهون كيزاي وغيرها من الصحف. عملت كعضو في المجلس الثقافي لوزارة التربية والتعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية، وكعضو في لجنة اختيار الجوائز التشجيعية للفنون. وقد قامت بتغطية 37 دولة في الخارج. وألفت عدة كتب، من بينها "كانجيرو باليه" (دار نشر بونينشا)، و شاركت في تأليف "باليه جاليري 30" (دار نشر جاكّين)

يشار إلى أن مؤسسة اليابان هي المؤسسة اليابانية الوحيدة المكرسة لإقامة برامج شاملة للتبادل الثقافي الدولي في جميع أنحاء العالم. ومكتب مؤسسة اليابان بالقاهرة، الذي تأسس سنة 1995، هو الفرع الوحيد للمؤسسة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تنظم المؤسسة الفعاليات المتنوعة لتنشيط التبادل الثقافي بين اليابان ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مختلف المجالات، مثل الموسيقى والفنون الجميلة والتطبيقية والأدب والسينما وغيرها، كما تنظم دورات اللغة اليابانية في القاهرة والإسكندرية لدعم تعليم اللغة اليابانية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى الندوات وورش العمل والمؤتمرات أونلاين واختبار اجادة اللغة اليابانية.

ولدى المؤسسة مكتبة تحتوي على حوالي 6000 كتاب متعلق باليابان باللغات العربية والإنجليزية واليابانية في مجالات متعددة كالأدب ودراسة اللغة اليابانية والمانجا (القصص المصورة اليابانية) وغيرها.