أمين لجنة اختيار الفائزين بـ«نوبل»: نشجع بقوة ترشيح علماء من مصر والعالم العربي (حوار)

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور توماس بيرلمان، أمين لجنة جائزة نوبل، أن اختيار الفائزين بالجائزة، والتى تستمر لأشهر طويلة، وطبيعة اللجان المختصة باختيار الفائزين، ونرفض اتهامات أن جوائز نوبل متحيزة لفئات معينة دون الأخرى.. وإلى نص الحوار:

كيف يتم اختيار الفائزين بجائزة نوبل؟

- سأوضح لك هذه العملية، أولاً يجب أن تعرف أن هناك خمس جوائز نوبل أساسية، بالإضافة إلى جائزة فى العلوم الاقتصادية أُضيفت لاحقاً، وكل جائزة من هذه الجوائز تمنحها مؤسسة مستقلة، بالنسبة لجائزة نوبل فى الطب التى أعمل بها، فإن العملية تبدأ بجمع الترشيحات فى نهاية يناير من كل عام، نتلقى جميع الترشيحات المرسلة إلينا، بعد ذلك، تبدأ مرحلة التقييم الدقيق لهذه الترشيحات، وتقوم لجنة نوبل بتحليل كل ترشيح، وتكتب تقارير تفصيلية حول الإنجازات العلمية للمرشحين، وفى هذه المرحلة، نستعين بخبراء عالميين لمساعدتنا فى تقييم الأبحاث العلمية المعقّدة، بعد الانتهاء من هذه التقارير، يتم تقليص قائمة المرشحين إلى قائمة أصغر، ثم تُعرض هذه القائمة على جميع أعضاء الجمعية النوبلية فى معهد كارولينسكا، أخيراً، يُعقد اجتماع فى الأسبوع الأول من أكتوبر، حيث يُصوت أعضاء الجمعية لاختيار الفائز بالجائزة، هذه هى باختصار الخطوات الرئيسية التى نتبعها لاختيار الفائز بجائزة نوبل فى الطب.

ما التدابير التى تتخذها لجنة نوبل لضمان عدم التحيّز فى اختيار الفائزين؟

- نسعى جاهدين لضمان عدم وجود أى تحيّز فى عملية اختيار الفائزين بجوائز نوبل، فاللجان التى تعمل على منح الجوائز تسعى لتكريم الإنجازات العلمية بشكل مستقل وعادل، بعيداً عن الاعتبارات السياسية أو الثقافية، نحن نعمل بجدية لزيادة التنوع فى الفائزين وضمان تمثيل متنوع من الثقافات والجنسيات، وأؤكد لك أن اللجان التى تعمل على منح جوائز نوبل، تسعى جاهدة ليكون اختيار الفائزين مبنياً على المعايير العلمية البحتة، بعيداً عن أى اعتبارات سياسية. بالطبع، نُدرك جيداً عدم التوازن فى توزيع الجوائز بين الدول، خاصة خلال المائة عام الأخيرة، ولكننا نعمل بجد لتصحيح هذا الأمر وضمان عدالة وشفافية عملية الاختيار. وجائزة نوبل للسلام حالة خاصة، فهى بطبيعتها جائزة سياسية، أما جوائز العلوم، فنحن نطمح لأن تكون معياراً عالمياً للتميّز العلمى، بعيداً عن الجنسية أو الخلفية الثقافية، وأؤكد أن عملية اختيار الفائزين بجوائز نوبل العلمية تسعى جاهدة لتكون عادلة ومستقلة، بعيداً عن أى تأثيرات سياسية.

ما الأسباب التى تدفع البعض للتفكير فى أن الجائزة متحيزة لفئات معينة؟

- يعتقد البعض أن عدداً قليلاً جداً من الحائزين على الجائزة ينحدرون من دول مثل الدول العربية والأفريقية وأمريكا اللاتينية وآسيا، فسيطرة العلماء الغربيين على الجائزة أمر واقع، ولكنه يحدث لأسباب أخرى، فمثلاً، مجال الطب شهد تطوراً أسرع فى الغرب، مقارنة ببقية دول العالم، مما يجعل جانب التميّز العلمى فى اتجاه الغرب، هذا يحدث بعيداً عن أى تدخّل سياسى، وهذا ما يثير شكوك البعض، صحيح أن الكثير من علماء الدول النامية، كالدول العربية والأفريقية وآسيا، فازوا بجوائز نوبل، ولكن غالباً ما يكون ذلك نتيجة أبحاث أجروها فى مؤسسات غربية.

هل ترى آلية أكثر دقة يمكن تطبيقها لاختيار الفائزين؟

- نحن نسعى لأن تكون عملية الاختيار دقيقة ووفقاً لأسس وقواعد علمية، ونعمل جاهدين لزيادة التنوع فى الفائزين، ونسعى لأن يكونوا من دول مختلفة، والأمور تتغير تدريجياً تاريخياً، فإننا نُشجع بقوة على ترشيح علماء من دول مثل مصر وغيرها من الدول التى تمثل بشكل أقل فى حفلات توزيع جوائز نوبل. وهذا إجراء مهم لضمان تمثيل أكثر عدالة.

من يختار الفائزين بجوائز نوبل؟

- هناك لجان مختصة باختيار الفائزين فى جوائز نوبل حدّدها ألفريد نوبل فى وصيته الأخيرة، حيث عيّن بشكل خاص المؤسسات المسئولة عن الجوائز التى أراد إنشاءها، وهى الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم لجائزة نوبل فى الفيزياء والكيمياء، ومعهد كارولينسكا «جمعية نوبل فى معهد كارولينسكا». وتُعد جائزة نوبل للسلام الجائزة الوحيدة التى يتم اختيار الفائز بها فى النرويج، وذلك بناءً على وصية نوبل، حيث يتم اختيار الفائزين فى المجالات الباقية فى السويد، إذ تختار الأكاديمية السويدية للعلوم الفائز بجائزة نوبل فى الكيمياء والفيزياء، وتختار جمعية نوبل فى معهد كارولينسكا الفائز بجائزة نوبل فى علم وظائف الأعضاء أو الطب، بينما تُحدّد الأكاديمية السويدية الفائز بجائزة نوبل فى الأدب.

حدّثنا عن لجنة تقييم الفائز بجائزة السلام بالنرويج.

- تتألف لجنة نوبل النرويجية (المسئولة عن جائزة نوبل للسلام) من 5 أفراد يعينهم البرلمان النرويجى، وغالباً ما يكونون سياسيين متقاعدين وأكاديميين وأساتذة جامعيين، بالإضافة إلى باحثين وفائزين سابقين، ويبدأ الأعضاء فى تقديم مقترحات مكتوبة عن الأشخاص الذين يرشحونهم، بداية من فبراير، وقد يستعينون بمستشارين خارجيين للمساعدة فى تحديد أهمية وجدارة كل مرشح، بعد اجتماع الأعضاء يتم تقديم أسماء المرشحين الأبرز فى قائمة قصيرة تُرسل للتقييم من مستشارين وخبراء فى المجال، وتنعقد الاجتماعات مرة كل شهر حتى يُحسم القرار فى الأول من أكتوبر من كل عام، تحاول اللجنة حسم القرار بالإجماع، لكن فى بعض الحالات النادرة يتم الاختيار بناءً على قرار الأغلبية. ويتم التواصل مع الفائزين قبل ربع ساعة من الإعلان فى مؤتمر صحفى تعقده اللجنة.

ما السمة التى يجب أن تتوافر فى الاكتشافات التى تُرشّح للفوز بالجائزة؟

- هناك قاعدة أساسية، وهى أن تكون اكتشافاً محدّداً، يجب أن يكون هناك «قبل وبعد» واضحان داخل مجال البحث، وعموماً، تتميز الأبحاث الجيدة بتأثيرها الكبير، الذى يمكّن بدوره من مزيد من الاكتشافات والابتكارات. المشكلة فى ذلك أن التأثير نادراً ما يكون مرئياً حتى بعد مرور 20 أو 30 أو حتى 40 عاماً، فواحدة من الاستثناءات كانت من نصيب الطبيب والعالم اليابانى شينيا ياماناكا، الذى حصل على الجائزة فى عام 2012 بالمشاركة مع جون ب. جوردون، عن اكتشاف قام به فى عام 2006 حول كيفية تراجع الخلايا المتخصّصة بالفعل فى تطورها وإعادة برمجتها إلى خلايا جذعية، والتى يمكن بعد ذلك تطويرها فى جميع أنسجة جسم الإنسان. فى هذه الحالة، تم استيفاء جميع معايير الاكتشاف العظيم بسرعة كبيرة.

ما سر الاهتمام العالمى بالجائزة؟

- لا تحظى سوى جوائز قليلة بالقدر نفسه من الاهتمام العالمى، فتتمتع جوائز نوبل بمعايير صارمة فى اختيار المرشحين والفائزين، وفى ظل هذه العملية الانتقائية الدقيقة، فإن الحفاظ على سمعة الجائزة يُعد أمراً بالغ الأهمية.

كيف يحصل المرشح على «نوبل»؟

- لتصبح حائزاً على جائزة نوبل، يجب أن يتم الترشيح أولاً للجائزة من قِبل مرشح مؤهل. لا يُسمح بالترشيح الذاتى. باستثناء جائزة نوبل للسلام، يتم الترشيح بدعوة فقط، ويجب على المرشّحين تحقيق المعايير المحدّدة من قِبل المؤسسات المانحة للجوائز، الترشيحات المؤهلة يتم دراستها من قبل مانحى الجوائز، الذين يتّخذون القرار النهائى بمن سيحصل على جائزة نوبل.

هل الترشيح يُعتبر تأييداً من الجائزة؟

- لا. تتسلم إدارة الجائزة مئات أو آلاف الترشيحات لجائزة نوبل كل عام من أعضاء الأكاديميات وأساتذة الجامعات والعلماء وحائزى جوائز نوبل السابقين وأعضاء الهيئات التشريعية وغيرهم، نظرياً، يمكن ترشيح أى شخص للجائزة، وبالتالى فإن الترشيح لا يعتبر بأى شكل من الأشكال تأييداً من جائزة نوبل. هذا يُترك للأفراد والمنظمات التى يتم اختيارها كحائزين على جوائز نوبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق