عمره أكتر من 140 سنة.. حكاية بيت جنوب لبنان الصامد أمام الحروب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ركن بعيد حيث ترقص الطيور على أغصان الشجر، وتفوح روائح التفاح والعنب والفواكه الذكية، يقع بيت عتيق تخطى عُمره 140 عامًا في ضيعة اللويزة اللبنانية، يوثق كل ركن فيه قوة وصمود الشعب اللبناني أمام الحروب الإسرائيلية وانتهاكاتها، إذ شيده شيخ يدُعى لُبيي، وتوارثه أحفاده جيلًا بعد جيل حاملين في قلوبهم حكايته التي يتفاخرون بها، ويدعون كل ليلة أن يحرس الله بيتهم ويعودون إليه في أقرب وقت.

بيت جنوب لبنان الصامد

المنزل الموجود في جنوب لبنان شهد فترات مختلفة ومحن مرّ بها لبنان، وقالت إيمان حيدر، حفيدة صاحب المنزل لـ«الوطن» إن بيت جدها يعتبر أول البيوت في ضيعة اللويزة في جنوب لبنان، موضحة :«البيت الأساسي هو الطابق الأسفل، وهو عبارة عن قناطر من الحجر القديم»، ونظام القناطر في البيوت القديمة مقتبس من البيت العباسي، فهم أول من أدخلوا نظام القناطر، وهي هيكل معماري مكور من الداخل بدلًا من الأعمدة..

20239383511728391445.jpg

وتابعت«حيدر»: «البيت بناه جدي عندما كان يبلغ عشرين سنة من العمر، وكان ذلك في أواخر الحكم العثماني، في فترة حكم جمال باشا الذي لُقب بجمال السفاح، وكان يقتل ويعدم والناس، وبعدها اندلعت الحرب العالمية الأولى، في عام 1918، والتي وقع فيها لبنان تحت الانتداب البريطاني».

12704078181728391536.jpg

أحداث شهد عليها البيت

ومن فترة الحكم العثماني إلى الإنتداب حتى الحرب الاسرائيلية عام 1982،  التي عرفت بـ«عملية الصنوبر» ظل البيت صامدًا، وتقول «حيدر»: المنزل شاهد على كل هذه الأحداث، وكل طوبة فيه تروي الحكايات والذكريات، ولذلك يطلقون عليه في منطقة الجنوب اسم «البيت الصامد»، موضحة أنهم كانوا يسكنونه بشكل مستمر ما عدا فترات التهجير.

وعلى سطح المنزل القديم حول الطابق العلوي زرعت العائلة شجر العنب الذي يجعل الأجواء الصيفية ساحرة، وكانوا يسهرون فيه، في الصيف، ولكنه في المنطقة التي تتعرض للقصف من قوات الاحتلال حاليًا، ولذلك فإنهم هجروا منه مؤقتًا آملين أن يعودوا في أقرب وقت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق