سماء ملونة أو فوضى كونية.. هل تجلب العاصفة الشمسية كارثة أم سحرا يضيء الليالي؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تخيل أنّ السماء تتحول إلى لوحةٍ فنيةٍ حيةٍ، تتداخل فيها ألوان الشفق القطبي في عرضٍ مذهل، لكن خلف هذا الجمال الطبيعي يكمن الخطر، إذ يُحذر علماء الفضاء من عاصفة جيومغناطيسية شديدة يُمكن أن تؤثر على شبكات الطاقة ونظام تحديد المواقع العالمي GBS، وأنظمة الاتصالات اللاسلكية، وبينما يستعد الكثيرون لمشاهدة ظاهرة الشفق القطبي في السماء يبقى السؤال.. هل تُبهرنا العاصفة بجمالها أم ستجلب الفوضى؟

تحذيرات من أقوى عاصفة شمسية

مجموعة من علماء التنبؤ بالطقس الفضائي التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أكدوا أنّ العاصفة الشمسية بدأت عندما اصطدمت سحابة من الجسيمات الشمسية المشحونة، المعروفة باسم القذف الكتلي الإكليلي، وأدى الاصطدام إلى عاصفة جيومغناطيسية شديدة من الفئة G4، والتي اشتدت بسرعة ووصلت إلى مستويات حرجة، وفقًا لموقع «newsx».

وعلى الرغم أن العاصفة شديدة بالفعل، فإن مسؤولين أشاروا في مركز التنبؤات الجوية في ساوث ويست إلى احتمال تفاقمها إلى مستويات G5 «الشديدة»، وهو ما من شأنه أن يزيد من تأثيرها على الأرض، ومن المتوقع أن تستمر العاصفة في تأثيرها، مع احتمال حدوث اضطرابات أكثر شدة.

يكمن القلق الأساسي بشأن العاصفة الشمسية في قدرتها على تعطيل البنية الأساسية الحيوية، فالعواصف الجيومغناطيسية الشديدة قد تتسبب في انقطاعات في الاتصالات اللاسلكية، والتداخل مع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وإلحاق الضرر بشبكات الطاقة، ولعل العاصفة الشمسية التي حدثت في عام 1989، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في كندا وأجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة، بمثابة تذكير بالقدرة التدميرية لمثل هذه الأحداث.

11840953051634144936.jpg

العاصفة الشمسية تزيد من حدة الشفق القطبي

العاصفة الشمسية الحالية هي ثاني أقوى عاصفة جيومغناطيسية من الفئة G4 تصدرها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي منذ عام 2005، حيث حدثت العاصفة السابقة في مايو 2024، إذ أرسلت سلسلة من التوهجات الشمسية العديد من الانبعاثات الكتلية الإكليلية نحو الأرض، ما تسبب في ظهور شفق قطبي مبهر في أقصى الجنوب حتى ألاباما، وقد يكون للعاصفة هذا الأسبوع تأثيرات مماثلة على رؤية الشفق القطبي، لكن القلق الأكبر يظل احتمال حدوث اضطرابات في البنية التحتية.

ومن ناحية إيجابية؛ فإنّ من المتوقع أن تزيد العاصفة الشمسية من حدة عروض الشفق القطبي، وقد تتمكن المناطق التي لا تشهد عادة الأضواء الشمالية من مشاهدة هذه الظاهرة المذهلة، ووفقًا لمركز مراقبة ظواهر الشفق القطبي، فقد تكون الشفق القطبي مرئية في أقصى الجنوب حتى ألاباما وشمال كاليفورنيا في الليالي الصافية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق