الأسباب ـ الأعراض ـ طريقة العلاج .. عسر الهضم عند الرضع

يُعد عسر الهضم من المشاكل الشائعة التي تواجه الأمهات الجدد عند رعاية أطفالهن الرضع، هذه الحالة تُسبب قلقًا كبيرًا بسبب بكاء الرضيع المستمر وعدم راحته، ويتجلى عسر الهضم عند الرضع في مجموعة من الأعراض، منها الانتفاخ، والتقيؤ، والبكاء المتواصل، في هذا المقال سوف نسلط الضوء على أسباب وأعراض وطريقة علاج عسر الهضم عند الرضع.

ما هو عسر الهضم عند الرضع

عسر الهضم عند الرضع هو حالة شائعة تنتج عن عدم قدرة الجهاز الهضمي غير الناضج على معالجة بعض الأطعمة أو الحليب بشكل سليم، ويمكن أن يظهر عسر الهضم في الأشهر الأولى من حياة الرضيع ويتسبب في شعوره بعدم الراحة والبكاء المستمر، وتشمل الأعراض الشائعة لعسر الهضم الانتفاخ، التقيؤ، ورفض الرضاعة، بالإضافة إلى نوبات بكاء متكررة.

عسر الهضم عند الرضع ليس حالة خطيرة عادةً، لكنه قد يسبب الكثير من الإزعاج لكل من الرضيع والأم، والتعامل السليم مع هذه الحالة يتطلب مراقبة دقيقة للأعراض وتعديل نظام الرضاعة عند الحاجة، بالإضافة إلى استشارة الطبيب إذا استمرت المشكلة أو تفاقمت الأعراض.

أسباب عسر الهضم عند الرضع

عسر الهضم عند الرضع يمكن أن ينجم عن عدة عوامل، منها:

1. عدم نضوج الجهاز الهضمي:

• نقص الإنزيمات الهاضمة: في الأشهر الأولى، قد لا يكون الجهاز الهضمي للرضيع قد نضج بالكامل، مما يؤدي إلى نقص في بعض الإنزيمات اللازمة لهضم الطعام.
• بطء حركة الأمعاء: قد تكون حركة الأمعاء عند الرضيع بطيئة، مما يسبب تراكم الطعام في المعدة والأمعاء وبالتالي صعوبة في الهضم.

2. 2. نوعية الحليب أو الطعام:

• حساسية الطعام: بعض الرضع قد يكون لديهم حساسية تجاه مكونات معينة في الحليب، سواء كان حليب الأم أو الحليب الصناعي، مثل البروتينات أو اللاكتوز.
• التغيير في نوعية الحليب: التغيير المفاجئ في نوعية الحليب أو إدخال أطعمة صلبة بشكل مبكر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هضمية.

3. 3. وضعية الرضاعة:

• ابتلاع الهواء: قد يبتلع الرضيع كمية كبيرة من الهواء أثناء الرضاعة إذا كانت الوضعية غير صحيحة، مما يؤدي إلى تكون الغازات والشعور بالانتفاخ.
• الرضاعة السريعة: تناول الرضيع للحليب بسرعة كبيرة يمكن أن يسبب امتلاء المعدة بشكل مفاجئ وعدم قدرتها على التعامل مع كمية الحليب الكبيرة.

4. العوامل البيئية:

• التوتر والقلق: يمكن أن يتسبب التوتر والقلق لدى الأم في تأثير على عملية الرضاعة والهضم عند الرضيع.
• الطقس والتغيرات المناخية: قد تؤثر التغيرات في الطقس أو البيئة على عملية الهضم لدى الرضيع، مثل الحرارة الزائدة التي قد تسبب جفاف الجسم وصعوبة الهضم.

أعراض عسر الهضم عند الرضع

عسر الهضم عند الرضع يمكن أن يظهر بعدة أعراض مميزة، تشمل:

• البكاء المستمر: يُعاني الرضيع من نوبات بكاء متكررة وشديدة، غالباً بسبب عدم الراحة الناتجة عن عسر الهضم، وقد يكون البكاء مصحوباً بجهد أو توتر في جسم الرضيع.
• الانتفاخ: يظهر على بطن الرضيع انتفاخ ملحوظ نتيجة تراكم الغازات، ويمكن أن يكون البطن مشدوداً أو متورماً، وقد يتسبب ذلك في شعور الرضيع بعدم الارتياح.
• التقيؤ: قد يقيء الرضيع بعد الرضاعة، وهو علامة على عدم قدرة الجهاز الهضمي على معالجة الحليب أو الطعام بشكل صحيح. يمكن أن يكون التقيؤ خفيفًا أو شديدًا، وقد يكون مصحوبًا برائحة غير عادية.
• رفض الرضاعة: قد يرفض الرضيع الرضاعة أو يتناول كميات أقل من المعتاد بسبب عدم الراحة الناتجة عن عسر الهضم، وقد يكون هناك ميل إلى التململ أو البكاء أثناء الرضاعة.
• صعوبة في النوم: قد يعاني الرضيع من صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم بسبب الألم الناتج عن عسر الهضم، ويمكن أن يستيقظ بشكل متكرر خلال الليل ويعاني من مشاكل في الاسترخاء.
• التجشؤ المفرط: قد يحدث تجشؤ مفرط بعد الرضاعة بسبب ابتلاع كمية كبيرة من الهواء، مما يؤدي إلى تراكم الغازات في المعدة والأمعاء.
• التغير في البراز: قد يلاحظ الأهل تغيراً في طبيعة البراز، مثل التغير في اللون أو القوام. يمكن أن يكون البراز غير منتظم أو يحتوي على مخاط أو فقاعات.

تعتبر هذه الأعراض علامات على عسر الهضم وقد تحتاج إلى مراقبة دقيقة، وإذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، يُنصح بالتواصل مع الطبيب للحصول على التوجيه والعلاج المناسب.

طريقة العلاج من عسر الهضم عند الرضع

علاج عسر الهضم عند الرضع يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات التي تساعد في تخفيف الأعراض وتعزيز راحة الرضيع، وتشمل الطرق المتبعة:

• تعديل نظام الرضاعة من خلال تقليل كمية الحليب، و تغيير نوع الحليب.
• تحسين وضعية الرضاعة من خلال تعديل وضعية الرضاعة، والتجشؤ المنتظم.
• التأكد من أن الرضيع يتناول الحليب في وضعية مريحة، ورفع رأسه قليلاً يمكن أن يساعد في تقليل ابتلاع الهواء.
• تدليك بطن الرضيع برفق في اتجاه عقارب الساعة يمكن أن يساعد في تخفيف الغازات والانتفاخ.
• إذا كانت الأم ترضع رضاعة طبيعية، يجب عليها تجنب الأطعمة التي قد تسبب حساسية أو عسر هضم للرضيع، مثل الأطعمة الدهنية أو المهيجة.
• إذا كان الرضيع قد بدأ في تناول الأطعمة الصلبة، من المهم تقديم الأطعمة تدريجيًا ومراقبة ردود الفعل.
• إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، يجب استشارة طبيب الأطفال،
• التأكد من أن الرضيع يحصل على بيئة هادئة ومريحة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والقلق الذي قد يؤثر على عملية الهضم.

في الختام، يُعد عسر الهضم عند الرضع مشكلة يمكن التعامل معها باتباع بعض الخطوات البسيطة والفعالة، ومن المهم للأمهات مراقبة الأعراض والتعامل معها بحكمة، وفي حال استمرار المشكلة، يُنصح بالاستشارة الطبية لضمان صحة الرضيع.