حد الحرابة في الإسلام.. ما هي الآية التي تكلمت عن حد الحرابة؟

حد الحرابة في الإسلام ذُكر في القرآن الكريم وتحدث عنه الله سبحانه وتعالى، فالحرابة هي قطع الطريق، والتعرض للأشخاص الآمنين في الطرق وذلك يكون في أي مكان سواء في الصحراء أو المدن ويمكن أن يتم الاعتداء جهرًا أو سرًا، نظرًا لأن هذا الأمر كان منتشر بشكل كبير قديمًا، وفيما يلي نوضح حد الحرابة في الإسلام ونعرض بعض التفاصيل حول هذا الفعل.

حد الحرابة في الإسلام

حذر الإسلام من الحرابة، وهي ما يتم من قطع الطرق وتهديد أمان الأشخاص السيارة الآمنين والتسبب في تخويفهم، وتعريضهم إلى التهديد في مالهم وما غير ذلك، لذا نهى ديننا الإسلامي عن هذا الفعل وتوعد لمن يقوم به في القرآن الكريم.

الآية التي تكلمت عن حد الحرابة

أنزل الله تعالى آية واضحة في حد الحرابة، وتحدث من هم المجرمون الذين إذا ارتكبوا جريمة يحكم عليهم بقطع اليد والرجل من خلاف.

قال تعالى: ” وقوله: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ” (سورة المائدة، 33).

تعريف الحرابة لغة واصطلاحا

الحرابة هي قطع الطريق للسرقة والنهب وكانت الحرابة منتشرة منذ القدم في شبه الجزيرة العربية.

• لها آثار سلبيه لما فيها من سفك للدماء، وسبى النساء، والذراري وقطع للنسل.
• تكون الحرابة بخروج جماعة مسلحة مشهرة اجرامها بالسرقة والنهب والقتل، ولكن ظهور الإسلام حد من الظاهرة وكان للإسلام حكم للحرابة.
• لغة: مأخوذ من “حرب حربا “أي أخذ جميع ماله وشرعا: البروز لأخذ مال أو القتل أو لإرهاب، لإرهاب ومكابرة، اعتمادا على الشوكة، مع البعد مسافة الغوث، من كل مكلف ملتزم للأحكام، ولوكان ذميما أو مرتدا، وتسمى أيضا: (قطع الطريق).
• الحرابة (مصطلح) قطع الطريق وإشهار السلاح خارج المصر.

آيات عن الفساد في الأرض

أنزل الله ـ عزَّ وجلَّ ـ آيات واضحة تمنع الفساد في الأرض، وتحد من الإجرام والعقوبات لكل من أفسد وطغى ويكون الهلاك والعذاب في الآخرة كما توعد له الله في كتابه العزيز، وفيما يلي نعرض بعض الآيات حول الحرابة والفساد في الأرض:

• قال تعالى: “ لَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ”(سورة هود، 116).
• قال تعالى: “ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” (سورة القصص، 77).
• قال تعالى: “ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ” (سورة الأعراف، 56).

تنفيذ حد الحرابة

قال الحنيفة الشافعي يكون الحد على الترتيب، ولكن لا يقام حد القتل على القاتل إذا لم يقتل، فإذا قتل دون أن يسرق المال قتل، وإذا سرق المال دون أن يقتل أقيم عليه حد القطع، وفيما يلي نوضح بعض التفاصيل عن هذا الحد:

• إذا قتل أخذ المال وقطع معا قال أبو حنيفة ” لإمام مخير إن شاء جمع القتل والقطع، وإن شاء جمع القطع والصلب، ثم قتل بعد الصلب “.
• ينفذ حد الحرابة على المحارب إذا قبض علبيه قبل التوبة، ويسقط حد الحرابة عن المحاربين بالتوبة قبل القبض عليهم، وإذا قبض على أهل الشرك قبل توبتهم ثم دخلوا الإسلام فيعفى عنهم ولإتمام عليهم الحد، وكذلك إذا أسلموا قبل القبض عليهم.

شروط تطبيق حد الحرابة

يشترط من المحارب القاطع والمقطوع عليه عدد من الشروط، ومنها ما أتفق عليه الفقهاء ونوضحها فيما يلي:

1-شروط القاطع

هناك بعض الشروط التي تم الحُكم بها على القاطع، وهي:

• أن يكون عاقلًا بالغًا: أما إذا كان صغيرا أو مجنونا فلا عقوبة عليهما، لأن العقوبة لا تكون إلا على مكلف.
• أن يكون ذكرا: وهذا شرط عند الحنفية، أما جمهور الفقهاء فلم يُفرّقوا الرجل والمرأة في إقامة حدّ الحرابة.

2- شروط المقطوع عليه

كما نوه الفقهاء عن شروط أخرى خاصة بالمقطوع عليه، ومنها ما يلي:

• أن يكون مسلمًا أو ذميمًا: أي من أهل الأديان الأُخرى من البلاد الإسلاميّة، فإذا كان غير مسلم ولكن بينه وبين المسلمين مُعاهدة أو وثيقة أمان فلا عقوبة على القاطع.
• أن يكون ممن نهب وسرق ملكه، بأن يكون مما يملكه وأمانة عنده، فإن لم تكن كذلك وكان سارقا لم تجب العقوبة على قاطع الطريق، لوجود الشبهة.

كانت الحرابة منتشرة منذ القدم في شبه الجزيرة العربية، وكانت لها آثار سلبية لما فيها من قتل وسفك للدماء وسبي النساء، والذراري وقطع للنسل، ولكن ظهور الإسلام حد من هذه الظاهرة.