غزوة احد نتائجها.. ما النتائج المترتبة على غزوه احد؟

ما النتائج المترتبة على غزوه احد؟ حيث إنها بمثابة المواجهة الثانية على التوالي بين المسلمين والمشركين، فقد تبعت غزوة بدر بعام واحد، وكانت بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقلبت أحداثها في آخر اللحظات؛ لذلك عن طريق موقعنا سوف نوضح سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد.

ما النتائج المترتبة على غزوه احد

خسر جيش المسلمون في غزوة أحد واستشهد منهم سبعون رجلًا، وقد كانت هذه المعركة بمثابة ابتلاء للمسلمين وتمحيصًا لهم، فقد كشفت عن الكثير من المنافقين، كما انتشر فيها خبر وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – مما هيأ نفوس المسلمين لاستقبال خبر الوفاة لاحقًا.

بينما الآثار الناتجة عن غزوة أحد السياسية فتمثلت في أن اليهود استغلت تلك الخسارة من أجل نشر الفتن والخلافات في المدينة، كما أن العديد من قبائل البدو حول المدينة اعتقدوا أن بإمكانهم قتال المسلمين الآن، وهذا بما أن ميزان القوة قد اختلفت، وضعفت شوكة المسلمين بنظرهم.

سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد

تجدر الإشارة أن سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد بعد أن كانوا أوشكوا على الانتصار هو عدم التزام أغلب الرُماة المتواجدين على جبل أحد بأوامر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين أمرهم بالبقاء مكانهم وعدم التحرك إلا بأمر منه.

حيث قال الله سبحانه وتعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا} [سورة آل عمران: الآية 152].

استغل خالد بن الوليد هذه الثغرة من أجل الصعود على جبل أحد بجيش قريش وقتل الباقي من الرُماة الذين بقوا مكانهم حسب أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وحاصر المسلمين من الأمام والخلف واستشهد حوالي سبعين من المهاجرين والنصارى والصحابة، ومن ضمنهم عم الرسول “حمزة بن عبد المطلب”.

الدروس المستفادة من غزوة أحد

هناك باقة من العبر التي يمكن استخلاصها مما حدث في غزوة أحد بين المسلمين وكفار قريش، وجاءت تلك الدروس المستفادة على النحو التالي:

• معرفة المؤمن الصادق من مدعي الإيمان.
• موت نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس مبررًا للتراجع عن الإيمان والسعي.
• أن النصر يكون مع التحلي بالصبر والاعتصام والطاعة لله ولرسوله، والخسارة والتنازع تكون بالاستعجال والتفرق ومعصية الله ورسوله أيضًا.
• كان الخلاف والخروج عن أمر القائد مدعاةً للفشل والهزيمة، فيجب أن تكون قلوب المؤمنين متّحدةً ومعتصمةً بحبل الله -عز وجل-، وأن لا يخرجوا عن أمر قائدهم، فقال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُم فِئَةً فَاثبُتوا وَاذكُرُوا اللَّـهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ* وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ} [الأنفال: 45,46].
• أظهرت غزوة أحد أنّ الاستعجال في قطف الثمار وكسب الغنائم مدعاةٌ للهزيمة.
• بينت أهمية الشورى مع الأفراد، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – القائد الأعظم استشار الصحابة بمواقف عظيمة في غزوة أحد.
• كانت غزوة أحد درسًا للمؤمنين، وخاصةً الذين كانوا في الغزوة وصدقوا خبر وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – فضعفوا واستكانوا.
• كان الأذى الذي تعرّض له الرسول – صلى الله عليه وسلم – من جراح وإصابات عزاءً للدعاة والمسلمين فيما ينالهم من الأذى في سبيل الدعوة.

تعتبر غزوة أحد من أهم الغزوات الإسلامية التي كانت تمتلئ بالدروس والعبر التي ينبغي جميع المسلمين الأخذ بها ووضعها عين الاعتبار في كل زمن ومكان، فالغزوات يخرج منها العبر المهمة في الحياة.