أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول والثاني

ما هو أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول والثاني؟ يُعد هذا العصر هو العصر الذهبي لتطور الأدب وازدهاره، حيث اختلف عما كان عليه في العصور السابقة، والسبب في ذلك هو الثقافات الأجنبية المتنوعة التي وفدت إليه، ومن خلال موقعنا سنعرض تأثير الثقافات الأجنبية في الأدبي في العصر العباسي.

أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول والثاني

انتشر في العصر العباسي الأول والثاني ثقافات متنوعة، منها الثقافة اليونانية والثقافة الإيرانية، والثقافة الهندية، والسبب في ذلك هو وجود المدارس والترجمات، وفيما يلي أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول والثاني:

1- الثقافة الفارسية

تأثر الأدباء والكتاب خلال العصر العباسي بالعديد من الأفكار التي تبنتها الثقافة الفارسية، والتي استمدوها من الكتب المترجمة إلى اللغة العربية، وكان ذلك يُشكل خطرًا على الخُلق الإسلامي، والذي كان يدعو إلى المحافظة في حين أن الثقافة الفارسة كانتا تدعو إلى الغناء واللهو والمجون، واستمر الأمر حتى بعد دخول الثقافة الهندية وتلاها الثقافة اليونانية.

اتسم هذا العصر بالخروج عن التقليد، وشهد العصر العباسي تنمية الفكر العربي، وكانت حاجة الأفراد للانفتاح على تراث وثقافة الأمم الأخرى كبيرة، ولقد كان هذا الاهتمام عامًا لا يقتصر فقط على تشجيع الخلفاء، وكان السبب في ذلك هو الانفتاح على الحياة العقلية، والاطلاع على مناهج البحث الخاصة بالدول الأجنبية.

2- الثقافة الإيرانية

الثقافة الإيرانية كان لها دور كبير في تطور الدولة العباسية، وقد اهتم الخلفاء العباسيون بالترجمة مثل ترجمة علوم الطب والفلك، والنجوم، والرياضات، والجوانب السياسية، وغيرها من المعارف، ولم تنقضي فترة زمنية كبيرة حتى تمكن المسلمين من ترجمة مجموعة كبيرة من العلوم والمعارف، وتراث الأمم الأخرى.

وهو ما كان له عظيم الأثر في يقظة الفكر خلال هذا العصر، فلم يقتصر التقدم فقط على العلوم المنقولة، وإنما تخطى ذلك ليصل إلى فروع ثقافية ومدنية التي شاعت خلال هذه الفترة.

خصائص الأدب في العصر العباسي

ازدهر الأدب في العصر العباسي بشكل كبير، وفيما يلي أبرز خصائص الأدب في العصر العباسي:

1- خصائص الشعر في العصر العباسي

اختلف الشعر في العصر العباسي عما كان عليه في السابق، وذلك بسبب التأثر بعدة عوامل انعكست على الشعراء، ومن أبرز خصائص الشعر في العصر العباسي ما يلي:

• وضوح المعاني، وعزوف الشعراء عن التعقيد.
• البراعة في توظيف الخيال، والإكثار من المحسنات البديعية في قصائدهم.
• سهولة الألفاظ.
• الإكثار من قصائد المدح.
• الاهتمام بالموسيقى في الشعر التي نتجت عن التنويع في استخدام البحور الشعرية.
• رقة الأسلوب بسبب مزج الأفكار والمعاني مما ساعد على تنوع الأساليب المستخدمة في الأشعار، إلى جانب تطور موضوعات الشعر القديمة.
• ظهور أغراض أخرى جديدة في الشعر، مثل الشعر الصوفي.

2- خصائص النثر في العصر العباسي

اتسم النثر في العصر العباسي بعدة سمات، ومن أهمها ما يلي:

• ضعف فن الخطابة بسبب ضعف العوامل التي كانت مؤدية لوجودها.
• التنوع في الكتابات النثرية وعمق الموضوعات، وبراعة توظيف الكلمات.
• استخدام الاستعارات والصورة الفنية والعبارات الجديدة.
• الفصاحة وجزالة الألفاظ.
• التأثر بالطبيعة والبيئة المحيطة.
• التجديد في الألفاظ.

ملامح التجديد في شعر العصر العباسي

شهد الشعر خلال العصر العباسي تطورًا كبيرًا، وذلك بسبب حالة الاستقرار التي كانت موجودة خلال هذا العصر بالإضافة إلى الاختلاط بالأمم الأخرى، وفيما يلي أبرز ملامح التجديد في شعر العصر العباسي:

1- التجديد في شعر الرثاء

كان الرثاء قديمًا يقتصر على الأشخاص، ولكن قد اختلف ذلك خلال العصر العباسي حيث ظهر لون جديد من الرثاء وهو رثاء المدن التي تعرضت للنكبات والكوارث الطبيعية، حيث يرثي الشاعر المدينة ويصفها كأنها شخص تعرض للنكبات، مع وجود أشعار خاصة برثاء الحيوانات.

2- التجديد في شعر الوصف

شعر الوصف هو من أبرز الألوان الشعرية في العصر العباسي، حيث وصف الشعراء كل مظاهر الطبيعة مثل الحدائق والبساتين والبحور وغيرها.

3- التجديد في شعر الغزل

تجددت أشعار الغزل خلال العصر العباسي، حيث تشربت الكثير من الموضوعات بملامح الحضارة الجديدة، واتسمت أشعار البعض بالجرأة، مثل أشعار أبي نواس وبشار بن برد، وغيرهم.

من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول والثاني، تطور الأدب بشكل كبير خلال هذا العصر، بسبب الانفتاح، والتعرف على ثقافات الأمم الأخرى.