أنواع الرؤية السردية.. ما هي الرؤية من الداخل؟

الرؤية السردية هي واحدة من المكونات الخطابية الرئيسية في العمل المعتمد على الروي، وتقوم بتأدية دور مهم في تحديد الوضعية التي يأخذها السارد، وطبيعة علاقته بالأحداث التي تحدث في العمل الذي يقوم بحكائه، ومن مهام الرؤية السردية هو استخراج القواعد الداخلية من الأجناس الأدبية، وسوف نذكر لكم في هذا المقال أنواع الرؤية السردية بالإضافة إلى تعريف الرؤية.

أنواع الرؤية السردية

يوجد للرؤية السردية ثلاثة أنواع مختلفة وهي ما سوف نذكره إليكم من خلال السطور التالية:

• الرؤية من الخلف
• الرؤية من الخارج
• الرؤية المتلازمة

مفهوم الرؤية السردية

تعد الرؤية السردية من أعمدة الأعمال الروائية، وهذا لأنه يتم الاعتماد عليها من الخطاب الأساسي والحديث، بالإضافة إلى أنها تقوم بعكس الطبيعة التي يريد الراوي توضيحها، فيكون لها تأثير محوري وأساسي على الشكل النهائي للعمل، ويمكن أن تأخذ العمل في مسار خاص ومختلف طبيعة العمل الروائي.

كما أن الرؤية السردية تعتمد على الأسلوب الأدبي بشكل رئيسي، ولا يستطيع الراوي أن يشت عن الأساليب الأدبية، لكيلا يجد بأنه عازف عن الصيغة السردية الأساسية، بالإضافة إلى أن الراوي يجب أن يكون على علم كافي بجميع خصائص وسمات الصيغة السردية والأسلوب السردي، لكي يقوم بصنع عمل مختلف ومميز يمزج بين العلم والمعرفة، مع مدى قوة مخيلة الراوي ومهاراته.

الرؤية السردية في رواية اللص والكلاب

رواية اللص والكلاب للأديب والكاتب المصري نجيب محفوظ، أعتمد بها على الرؤية السردية من الخلف، عن طريق استخدام ضمير الغائب وكأنه يقوم بالتجول في نفوس الشخصيات من داخلها، ويعرف ما تمر به الشخصيات، ويعرف حقيقة ضمائرهم، ويعد هذا أسلوبًا مميزًا يقوم بتوصيل شعور للقارئ أنه يعرف شخصيات الرواية بشكل جيد جدًا ويعرف ما في خاطرهم وما يفكرون به.

بالإضافة إلى أن الكاتب قد يشعرك بأنه لهوًا خفي، وهذا لأنه كسر جميع القيود ودمر جميع الأبواب والنوافذ قام بالصعود إلى عقول الأبطال وعرف كل ما يدور في أذهانهم.

تعريف الرؤية السردية من الخارج

يحتوي هذا النوع على قلة المعرفة الأحداث التي جرت في العمل الحكائي من خلال الشخصيات في العمل، ولهذا يكون جاهلًا على المظاهر الحسية والحركات والتصويتات التي تصدر من الشخصيات التي في داخل العمل.

تعد الرؤية السردية من أحد المكونات الرئيسية في الأعمال الروائية، ولها دور هام في تحديد الوضعية التي يتخذها السارد، مع طبيعة علاقته بالأحداث في العمل، وبعد أن وصلنا إلى هنا نكون قد أنهينا الحديث حول مفهوم الرؤية السردية مع أنواعها المختلفة.