الادب العربي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام

توجد الكثير من التفاصيل التي تتعلق بالادب العربي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام، حيث يعتبر العصر الجاهلي هو الذي يسبق عصر الإسلامي والذي جاء وأحدث تحول كبير في الشعر الذي كان في العصر الجاهلي، وفرض دستوره وتشريعاته عليه، وسوف نتعرف على الفروقات التي توجد بين الأدب في العصر الجاهلي والإسلام فيما يلي.

الادب العربي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام

عند ظهور الإسلام حدث تحول كبير في حياة الأمة العربية ونقلها من طور التجزئة القبلية إلى طور التوحد في إطار دولة عربية تدين بالإسلام وتتخذ القرآن الكريم دستور لها في التشريعات الدينية والدنيوية، وكان لابد من أن يعكس صداه القوي في الحياة الأدبية لهذه الأمة شعراً ونثراً، حيث توجد العديد من الفروقات ومنها:

• الفرق من حيث الشعراء بوجود الكثير من الشعراء الجاهليين الذين انشغلوا بالدين الإسلامي منذ قدومه.
• الفرق من حيث المصادر حيث تم الاعتماد على القرآن لما به العديد من الصور والبلاغيات.

نماذج من أشعار العصر الإسلامي

في إطار عرض تفاصيل الادب العربي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام، سوف نعرض بعض من الأشعار التي كتبها الكثير من الشعراء في الإسلام والتي منها ما يلي:

1- قصيدة “عفت ذات الأصابع فالجواء”

تعتبر هذه القصيدة واحدة من القصائد التي سطرها الشاعر حسان بن ثابت، والذي يعتبر واحد من أشهر شعراء العصر الإسلامي، كما كان شاعر الرسول وكتب ما يلي:

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ إلى عذراءَ منزلها خلاءُ دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ تعفيها الروامسُ والسماءُ وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ كَأَنَّ خَبيئةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ

2- قصيدة البردة

تعود هذه القصيدة للشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمى، وهي واحدة من القصائد التي كتبها في مدح الرسول الكريم، والتي جاء فيها يعتذر للرسول عند دخوله للإسلام، حيث قال:

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ

3- قصيدة “قذى بعينك أم بالعين عوار”

تعود هذه القصيدة إلى الشاعرة المخضرمة الخنساء التي دخلت في الإسلام والتي لها العديد من القصائد الشعرية المختلفة، ومن أبرز ما قالت ما يلي:

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ أمْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهت وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ تبكي خناسٌ علَى صخرٍ

في ظل الرواج الذي كان في الأدب في العصر الجاهلي والذي عاش به العديد من الشعراء جاء الإسلام وإجرى الكثير من التحولات، حيث ظهر العديد من الشعراء المخضرمين الذين دخلوا في الإسلام.