نبذة عن كتاب مقامات الحريري.. ما الهدف من المقامات؟

إن مقامات الحريري هي سلسلة من الحكايات المختلفة الشعبية التي تدور حول شخصية خيالية تم إطلاق اسم أبو زيد السروجي عليها، وتدور الأحداث حول هذه الشخصية في العصور الوسطى، وقد اشتهرت تلك المقامات بشكل واسع، ولذلك نقدم لكم في هذا المقال نبذة عن كتاب مقامات الحريري وما الهدف من المقامات، وأهم خصائص مقامات الحريري.

نبذة عن كتاب مقامات الحريري

كتاب مقامات الحريري هو سلسلة من الحكايات الشعبية التي تدور حول شخصية خيالية يطلق عليها اسم أبو زيد السروجي، وهو شخص يتمتع بحسن الخطاب والبلاغة، وكثيرًا ما يستخدمها في خداع الناس من أجل الحصول على المال منهم، وتناقش القصص موضوعات هادفة مختلفة كما انها تنقل صورة رائعة عن مستوى الحياة في البلاد العربية في العصور الوسطى.

والجدير بالذكر أن المقامات هي من قبيل الرواية في النثر المقفي، وفي الغالب تكون في مكان محدد، كما أنها تحتوي على حكم وأمثال وأدبيات شعرية مختلفة، وذلك يدل على القدرة المعرفية العالية لراوي المقامة، ويُشار إلى أن مقامات الحريري تضم خمسين مقامة أدبية، وتعود جميعها إلى أبي محمد القاسم بن علي الحريري المولود في البصرة والذي يعرف باسم محمد الحرير البصري.

ما الهدف من المقامات؟

تمتعت مقامات الحريري بخصائص مزايا رائعة، وكانت جميعها تنصب نحو أهداف محددة، وفيما يلي نوضح لكم الهدف من المقامات:

• تعتبر المقامات أيقونة أدبية من إبداع وفن وسحر في الكلام وقد تضمنت هدف أخلاقي وحملته كرسالة ضمنية في سطورها.
• احتوت على الكثير من الأبيات الشعرية.
• تفردت بالسبك اللغوي المتقن حيث تأتي بجمل قصيرة مسجوعة لا تزيد عن 5 كلمات في معظم الأحيان.
• تمزج بين الفنون المختلفة والأساليب الأدبية المتعددة والنصوص السردية والحوارية والوصفية وغيرهم.

خصائص مقامات الحريري

وقد تمتعت مقامات الحريري بالعديد من الخصائص المميزة والتي منها ما يلي:

• الاعتماد على البنية الوصفية في المقامة كبنية أساسية.
• ظهور الحجاج اللغوي في المقامات بصور مختلفة.
• اهتمت مقامات الحريري بالزمن.
• تميزت بوجود عدة شخصيات مثل الراوي وبطل الحكاية ولكل منهم وظيفته الخاصة.

اقتباسات من كتاب مقامات الحريري

نقدم لكم مجموعة من العبارات التي وردت في كتاب مقامات الحريري للكاتب القاسم بن علي بن محمد بن عثمان أبو محمد الحريري:

• على أنّني راضٍ بأنْ أحْمِلَ الهَوى وأخْلُصَ منْهُ لا عليّ ولا لِيا
• فكُنتُ بهِ أجْلو هُمومي وأجْتَلي زمانيَ طلقَ الوجْهِ مُلتَمِعَ الضّيا أرَى قُرْبَهُ قُرْبى ومَغْناهُ غُنْيَةً ورؤيَتَهُ رِيّاً ومَحْياهُ لي حَيا.
• أتظُنّ أنْ ستُترَكُ سُدًى. وأن لا تُحاسَبَ غداً؟ أم تحْسَبُ أنّ الموتَ يقبَلُ الرُّشَى. أو يُميّزُ بين الأسدِ والرّشا؟ كلاّ واللهِ لنْ يدفَعَ المَنونَ. مالٌ ولا بَنونَ! ولا ينفَعُ أهلَ القُبورِ. سِوى العمَلِ المبْرورِ! فطوبى لمَنْ سِمعَ ووَعى. وحقّقَ ما ادّعى! ونهى النّفْسَ عنِ الهوَى. وعلِمَ أنّ الفائِزَ منِ ارْعَوى! وأنْ ليسَ للإنسانِ إلا ما سَعى. وأنّ سعيَهُ سوفَ يُرى.
• لذلك طلبت منها أن تتلاعب بي بالقصاصة الكاملة المتعلقة بالأداة الحادة القديمة، وتخبرني من الذي خدش الأبيات.
• تذكر، يا سيدي، أن الحفاظ على شرف المرء لا يتطلب أبدًا الإساءة إلى الآخرين.

إن المقامات هي مجموعة من الكلام الفصيح المليء بالمرجان والصدف وهو عبارة عن مجموعة من القصص والحكايات المتفاوتة في الحجم، ومن أشهر المقامات هي مقامات الحريري.