قصائد المدح في الشعر الجاهلي pdf

يعتبر المدح من بين الموضوعات التي كانت معروفة قديمًا في العصر الجاهلي والذي يقصد به الثناء وحسن الكلام الذي يرفع من شأن الشخص، وفي إطار ذلك يتم الاطلاع على قصائد المدح في الشعر الجاهلي التي ألفها الكثير من الشعراء.

قصائد المدح في الشعر الجاهلي

إن المدح من بين الأغراض الشعرية التي كان لها صدى واسع منذ القدم حتى العصر الحديث، حيث إنه هناك الكثير من الشعراء الذين نظموا العديد من قصائد المدح، ويمكن الاطلاع على بعضٍ منها في الشعر الجاهلي من خلال الآتي:

1- عنترة بن شداد يمدح الملك الفارسي كسرى أنوشروان

قام عنترة بن شداد بتنظيم قصيدة يمدح فيها الملك الفارسي كسرى أنو شروان قائلًا فيها:

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ ** قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ

يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا ** يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ

يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ **يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ

يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني ** لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ

ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي ** أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ

مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها ** بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ

مَولىً بِهِ شَرُفَ الزَمانُ وَأَهلُهُ ** وَالدَهرُ نالَ الفَخرَ مِن تيجانِهِ

وَإِذا سَطا خافَ الأَنامَ جَميعُهُم ** مِن بَأسِهِ وَاللَيثُ عِندَ عِيانِهِ

مَلِكٌ إِذا ما جالَ في يَومِ اللِقا ** وَقَفَ العَدُوُّ مُحَيَّراً في شانِهِ

2- الحطيئة يمدح آل شماس في قصيدة الدالية

نستكمل الاطلاع على قصيدة من قصائد المدح في الشعر الجاهلي من خلال الاطلاع على قصيدة الدالية التي يمدح فيها الحطيئة آل شماس قائلًا فيها:

أَلا طَرَقَتنا بَعدَما هَجَدوا هِندُ

وَقَد سِرنَ خَمساً وَاِتلَأَبَّ بِنا نَجدُ

أَلا حَبَّذا هِندٌ وَأَرضٌ بِها هِندُ

وَهِندٌ أَتى مِن دونِها النَأيُ وَالبُعدُ

وَإِنَّ الَّتي نَكَّبتُها عَن مَعاشِرٍ عَلَيَّ غِضابٍ أَن صَدَدتُ كَما صَدّوا

أَتَت آلُ شَمّاسِ بنِ لَأيٍ وَإِنَّما

أَتاهُم بِها الأَحلامُ وَالحَسَبُ العِدُّ

فَإِنَّ الشَقِيَّ مَن تُعادي صُدورُهُم

وَذو الجَدِّ مَن لانوا إِلَيهِ وَمَن وَدّوا

يَسوسونَ أَحلاماً بَعيداً أَناتُها

وَإِن غَضِبوا جاءَ الحَفيظَةُ وَالجِدُّ

أولَئِكَ قَومٌ إِن بَنَوا أَحسَنوا البُنى

وَإِن عاهَدوا أَوفَوا وَإِن عَقَدوا شَدّوا

وَإِن كانَتِ النُعمى عَلَيهِم جَزَوا بِها

وَإِن أَنعَموا لا كَدَّروها وَلا كَدّوا

مَطاعينُ في الهَيجا مَكاشيفُ لِلدُجى

بَنى لَهُمُ آبائُهُم وَبَنى الجَدُّ

خصائص الشعر الجاهلي

من خلال معرفة بعض قصائد المدح في الشعر الجاهلي نذكر أن الشعر الجاهلي يمكن تمييزه دون الحاجة إلى التأكد إذا كان جاهليًا حقًا أم لا، ويرجع ذلك إلى تميزه بعدة سمات وخصائص من بينها ما يلي:

1- البساطة والبعد عن التصنع

كان للبيئة الصحراوية في العصر الجاهلي عاملًا في الشعر، حيث إن الشاعر كان يعبر عما يدور في خياله بشكل مباشر، ويُذكر أن البساطة تظهر بشكل واضح في الشعر الجاهلي، ويدل على هذا الشعر الذي كان يتم مخاطبة الملوك به.

حيث إنه لم يكن يختلف عن غيره من الشعر غير الموجه للملوك، وكان من بين التأثيرات في ذلك الاعتياد في الاستقلال مع عدم الاستقرار في مكان واحد، هذا الأمر الذي منحهم الحرية التي كان لها تأثيرها على الأقوال والأفعال التي وصلت إلى أشعارهم.

2- التعبير الواضح عن الحب

استكمالًا لمعرفة قصائد المدح في الشعر الجاهلي نتعرف على أهم ما يتميز به الشعر الجاهلي التعبير الواضح عن الحب، حيث إن الدارس للشعر العربي على مر العصور يلاحظ تميز الشعر المكتوب عن الحب في هذا العصر مقارنةً بغيره من العصور.

إذ إنه يُلاحظ أن الشعراء في العصور التي تلي العصر الجاهلي يقومون باستخدام الصور الفنية مع المبالغات من أجل التعبير عن حبهم ونرى ذلك من خلال قول المتنبي: ” لولا مخاطبتي إياك لم ترني“.

الجدير بالذكر أنه في حين كان تعبير الشاعر الجاهلي عن حبه نقلًا عما يتم الشعور به تمامًا لدرجة أن أي شخص يشعر بالحب سيفهم المعنى الذي كان يريد أن يوصله الشاعر.

3- البلاغة في التركيب

تعتبر اللغة في العصر الجاهلي مثلًا أعلى في البلاغة سواء كانت شعرًا أو نثرًا، حيث إنها كانت أبعد ما تكون عم العجمة أو دخول أي لغة أخرى عليها، ويُذكر أنها كانت أيضًا في معزل عن تملق المدينة والزخارف اللغوية من الجناس والبديع والصور الفنية.

بل إنها كانت تكتفي بالمحسنات مثلما يكتفي الطعام من الملح أي بالقليل فقط، ويجب العلم أن عدم فهم بعض الشعر الجاهلي يكون بسبب غرابة الألفاظ وليس التركيب المعقد، ويُذكر أن معرفة الألفاظ الغربية تجعلنا مدركين بساطة وبلاغة التركيب.

وصولًا إلى بعض قصائد المدح في الشعر الجاهلي نرى أن الشعر الجاهلي كان متأثرًا بالبيئة والأحداث، حيث إنه هناك الكثير من الشعراء الذين كتبوا العديد من الأغراض التي تعبر عما يشعرون به عند حدوث شيء كما، فقد تغنوا بطباعهم الحسنة وتباهوا بمكارم الأخلاق وأيضًا خلدوا ذكرى موتاهم وغير ذلك الكثير.