شرح قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان
شرح قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان بالتفصيل، فهناك العديد من القصائد التي يقوم الشعراء من خلالها المدح والثناء على الأمراء والملوك في شتى العصور المختلفة، ومن بينهم الشاعر جرير من العصر الأموي الذي قام بمدح عبد الملك بن مروان في قصائده؛ لذلك عن طريق موقعنا سوف نوضح الصور الفنية في قصيدة جرير.
شرح قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان
قام الشاعر الأموي “جرير” بالتحدث في بداية قصيدته التي كتبها في مدح عبد الملك بن مروان بعنوان “أتصحو بل فؤادك غير صاح” عن رحيل الظعائن، وذكر أن صاحباته قد سلمت عقائدهن وسلوكياتهن من التعميد.
بجانب التحدث حول العقائد أمر غير مألوف في مقدمة القصيدة العربية، وذلك غير مألوف من شاعر مسلم في دولة إسلامية لا تؤذي عادةً مشاعر النصارى لولا أن صاحبها أراد التعريض بشاعر الخليفة الأخطل.
شرح محقق ديوانه فقال: “إن البدويات يفضلن الحضريات: كما يفضل الماء العذب الماء المالح”، لكن من طرف خفي كأن المسلمات “رمز الشاعر” مثل الماء الزلال وغيرهن “رمز الأخطل” خلاف هذا؛ لأنهن يعمدن بماء تمجه النفس.
كلمات قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان
يُعد الشاعر جرير من أبرز الشعراء الذين عُرفوا في العصر الأموي، وله قصائد عديدة في الغزل والمدح وغيرها، وتأتي أبيات قصيدته في مدح عبد الملك بن مروان على النحو التالي:
أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ *** عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواحِ
يَقولُ العاذِلاتُ عَلاكَ شَيبٌ *** أَهَذا الشَيبُ يَمنَعُني مِراحي
يُكَلِّفُني فُؤادي مِن هَواهُ *** ظَعائِنَ يَجتَزِعنَ عَلى رُماحِ
ظَعائِنَ لَم يَدِنَّ مَعَ النَصارى *** وَلا يَدرينَ ما سَمكُ القَراحِ
فَبَعضُ الماءِ ماءُ رَبابِ مُزنٍ *** وَبَعضُ الماءِ مِن سَبَخٍ مِلاحِ
سَيَكفيكَ العَواذِلَ أَرحَبِيٌّ *** هِجانُ اللَونِ كَالفَرَدِ اللَياحِ
يَعُزُّ عَلى الطَريقِ بِمَنكَبَيهِ *** كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ
تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُمَّ قالَت *** رَأَيتُ الوارِدينَ ذَوي اِمتِناحِ
تُعَلِّلُ وَهيَ ساغِبَةٌ بَنيها *** بِأَنفاسٍ مِنَ الشَبِمِ القَراحِ
سَأَمتاحُ البُحورَ فَجَنِّبيني *** أَذاةَ اللَومِ وَاِنتَظِري اِمتِياحي
ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ *** وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ
أَغِثني يا فَداكَ أَبي وَأُمّي *** بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ
فَإِنّي قَد رَأَيتُ عَلَيَّ حَقّاً *** زِيارَتِيَ الخَليفَةَ وَاِمتِداحي
سَأَشكُرُ أَن رَدَدتَ عَلَيَّ ريشي *** وَأَثبَتَّ القَوادِمَ في جَناحي
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا *** وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ
وَقَومٍ قَد سَمَوتَ لَهُم فَدانوا *** بِدُهمٍ في مُلَملَمَةٍ رَداحِ
أَبَحتَ حِمى تِهامَةَ بَعدَ نَجدٍ *** وَما شَيءٌ حَمَيتَ بِمُستَباحِ
لَكُم شُمُّ الجِبالِ مِنَ الرَواسي *** وَأَعظَمُ سَيلَ مُعتَلِجِ البِطاحِ
الأفكار الرئيسية في قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان
توجد مجموعة من الأفكار الرئيسية التي تأتي بها قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان التي تحمل عنوان “أتصحو بل فؤادك غير صاح”، وهي تتمثل فيما يلي:
- أوضح الشاعر تقدمه في العُمر، ولوم العواذل له على ما يجيء به من شعر.
- وصف ثقته بالله عز وجل بأن يجعل عطاء الخليفة يُنسيه كل مشقة الرحلة.
- وصف الشاعر للنسوة بأنهن عربيات مسلمات من بيئة بدوية لا حضرية.
- دعوة الشاعر لنفسه بأن تصحو وتستعد للمسير في الرحلة إلى ديار الخليفة الممدوح.
- مدح الخليفة لقتله عبد الله بن الزبير العوام.
- مدح الخليفة عبد الملك وبني أمية من قبيلة قريش.
- حث الشاعر الممدوح على إكرامه وإعطائه حتى يرد عليه ماء وجهه ولا يشمت به الناس.
الصور الفنية في قصيدة جرير في مدح عبد الملك بن مروان
هناك باقة من الصور الفنية التي وردت في قصيدة جرير المدحية لعبد الملك بن مروان، وتأتي أبرز تلك الصور على النحو الآتي:
- في البيت الأول من القصيدة جاءت استعارة مكنية، فقد شبه جرير القلب بالإنسان الذي يصحو ويغفل، وحذف المشبه به.
- في البيت الثاني استخدم الشاعر الاستعارة المكنية أيضًا، حيث شبه الشيب بالطائر الذي يعلو الإنسان أو أي شيء يرتفع فوق رأسه.
- في البيت فَقَد وَجَدوا الخَليفَةَ هِبرِزِيّاً *** أَلَفَّ العيصِ لَيسَ مِنَ النَواحي استخدم تشبيه بليغ، فذكر المشبه والمشبه به، ولم يذكر وجه الشبه أو أداة التشبيه.
يتميز الشاعر الأموي جرير بحسن الديباجة والعفة في الغزل، وهو من أغزل الناس شعرًا، وعُرف بين شعراء عصره بقصائد المدح في الخلفاء والأمراء، ويغلب على شعره الأنفة والعزة وكسر حواجز الاعتقاد في بيئته وعصره.
Questions & Answers
هجا جرير الفرزدق لأن نفسه كانت محملة بمرارة مسرفة.
سمي الشاعر جرير بهذا الاسم نسبةً إلى الفعل جر بمعنى جذب.
قيل عن جرير أنه طويل القامة، وجميل المنظر شاعر وخطيب.
تعليقات