اليوم العالمي للقضاء على الفقر تاريخ كم؟

إن الفقر من أصعب التحديات التي تواجه البشرية على مر العصور، والتي يتم اتباع الاستراتيجيات بهدف القضاء عليها، وتأسس اليوم العالمي للقضاء على الفقر منضمن الجهوود العالمة على مواجهة تفشي تلك الظاهر، ومن خلال مقالنا التالي نسلط  لكم الضوء حول معاناة ملايين من الناس من حول العالم ممن يعانون من العيشة تحت خط الفقر، والتي تحتاج إلى جهود كبيرة للتخلص منها.

تأسيس اليوم العالمي للقضاء على الفقر

اليوم العالمي للقضاء على الفقر هو يوم احتفال دولي الأمم المتحدة في 17 أكتوبر من كل عام، وتم تخصيص يوم عالمي للفقر لأول مرة في عام 1987م بعد تجمع أكثر من 100 ألف شخص في ساحة تروكاديرو بباريس من أجل لإحياء ذكرى ضحايا الفقر والجوع والعنف.

عندها قام القس جوزيف فريزينسكي مؤسس حركة “الإنسانية للجميع” بالدعوة إلى تلك التجمع من أجل تعزيز الوعي حول الفقر وتشجيع العمل الجماعي للقضاء عليه، وفي عام 1922م تم اعتماد تلك اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم ليصبح مناسبة رسمية على المستوى العالمي.

أهداف اليوم العالمي للقضاء على الفقر

هناك هدف رئيسي من اليوم العالمي للقضاء على الفقر داخل المجتمعات،وذلك هو السبب من وراء تسليط الضوء حول الاحتفال به، وتتضح الأهداف من خلال النقاط التالية:

• تسليط الضوء على الحاجة الملحة للعمل الجماعي لمكافحة الفقر.
• تذكير الحكومات والمؤسسات الدولية والمحلية بضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه الفقراء وضمان حقوقهم الأساسية.
• تحفيز الحوار حول أسباب الفقر والوصول إلى طرق معالجتها، بالإضافة إلى تعزيز التضامن بين الدول والأفراد لمكافحة هذه المشكلة العالمية.

أسباب الفقر العالمي

الفقر ظاهرة معقدة تتعدد أسبابها وتشمل العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويظهر الفقر بناءً علىى عدة أسباب، والتي تتضح من خلال ما يلي من النقاط:

• الفجوة الاقتصادية المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، والحروب والنزاعات المسلحة التي تؤدي إلى تدمير البنية التحتية وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
• الفساد الإداري والسياسي، والتغيرات المناخية التي تؤثر على الزراعة والموارد الطبيعية، والتي تساهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة الفقر على مستوى العالم.

الفقر في الدول النامية

تعاني الدول النامية من أعلى معدلات الفقر في العالم، والتي تحتاج إلى تحديات كبيرة في مجالات التعليم والصحة، كما تحتاج إلى إنشاء البنية التحتية، وبالتالي يصعب الحصول على سكانها بالفرص المعيشية المناسبة كما يواجه ملايين الأشخاص في هذه الدول نقصًا في الاحتياجات الأساسية مثل: “الطعام والماء النظيف والمسكن الآمن”.

ما يساهم في إبقاء هذه الدول في دائرة الفقر هي الديون الخارجية الكبيرة والاعتماد على المساعدات الخارجية.

جهود الأمم المتحدة في مكافحة الفقر

تعمل الأمم المتحدة والمنظمات المختلفة التابعة لها على عدة مبادرات وبرامج لمكافحة الفقر، ومن بين هذه المبادرات “أهداف التنمية المستدامة” التي تم اعتمادها في عام 2015 م، والتي وتضم 17 هدفًا من أجل القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان بحلول عام 2030م، والتي تقوم في أساسها على التنبيه على أهمية التعليم الجيد، والعمل اللائق، والحماية الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، باعتبارها وسائل فعالة جدًا في القضاء على الفقر.

دور المجتمع المدني في مكافحة الفقر

يلعب المجتمع المدني دورًا مهمًا في مكافحة الفقر، وذلك من خلال مجموعة من الخطوات  التي يسير عليها في التخلص من الفقر، والتي تتضح من خلال ما يلي:

• عبر تقديم المساعدات الإنسانية، وتطوير البرامج التنموية، والدفاع عن حقوق الفقراء.
• عمل المنظمات غير الحكومية، والجمعيات الخيرية، والمؤسسات المحلية على توفير الدعم المباشر للأشخاص المحتاجين، وتحسين ظروف حياتهم.
• مساهمة المنظمات في نشر الوعي حول قضايا الفقر والتأثير على السياسات العامة لتعزيز العدالة الاجتماعية.

أهمية التعليم في مكافحة الفقر

يُعتبر التعليم من أقوى الأدوات والأسلحة المستخدمة في مكافحة الفقرحيث يساعد التعليم في تمكين الأفراد من تحقيق إمكانياتهم الكاملة، والحصول على وظائف أفضل، والمشاركة داخل المجمع، كما أوضحت الدراسات  أن زيادة نسبة التعليم في المجتمع تقلل من معدلات الفقر وتعزز النمو الاقتصادي؛ لذا يجب أن تكون هناك استثمارات كبيرة في التعليم لتحقيق القضاء على الفقر بشكل دائم طويل الأمد.

الابتكارات والتكنولوجيا في مكافحة الفقر

تلعب الابتكارات والتكنولوجيا دورًا فعالًا في الحد من الفقر حيث تساعد التقنيات الحديثة منها: الهواتف الذكية، والإنترنت، والطاقة المتجددة في تحسين الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية والفرص الاقتصادية في المناطق النائية،  كما تساهم الابتكارات الجديدة في تحسين الإنتاج الزراعي وتوفير فرص عمل جديدة، مما يساعد في رفع مستوى المعيشة وتقليل الفقر.

نصل إلى نهاية مقال اليوم من بعد التطرق إلى الحديث إلى تأسيس اليوم العالمي للقضاء على الفقر الذي يعد الأداة الأساسية في مواجهة أكبر التحديات الإنسانية التي تعزز حقوق الإنسان ف حق التعليم والعدالة، والحصول على حياة أفضل.