كم عدد الشهود في عقد الزواج وما هي معايير العقد الصحيح في الإسلام

كم عدد الشهود في عقد الزواج؟ حيث إن الله عز وجل شرع الزواج بغرض إبقاء النسل البشري، وذلك من أجل عمارة الأرض وخلافتها، والقصد بالخليفة هو الإنسان، وحث الدين الإسلامي على الزواج لمن هو قادر عليه؛ لأنه يساعد على عدم الوقوع في المعاصي والذنوب؛ لذا عن طريق موقعنا سوف نوضح أهداف الزواج في الإسلام.

كم عدد الشهود في عقد الزواج

إن عدد الشهود المطلوب في عقد الزواج في الدين الإسلامي هما اثنان من الشهود حتى يتم بطريقة شرعية وصحيحة، ولكن ينبغي استيفاء بعض الشروط في الشاهد، وهي تأتي على النحو الآتي:

• أن يكونا بالغين، فلا تصح أبدًا شهادة الصبيان والأطفال.
• أن يكون الشاهدان ذكرين.
• أن يكونا حرين، فلا تصح شهادة العبد.
• أن يكونا مسلمين لا يشركان بالله أحدًا، فلا تُقبل شهادة الكفار على عقد الزواج.
• أن يكونا عاقلين، فلا تقبل شهادة غير العاقل؛ لأنه لا يتعرف ما يقول ولا يفهمه.
• أن يتصفا بالعدالة، وهذا تبعًا لقول الله تعالى {إِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} [سورة الطلاق: الآية 2].

معايير عقد الزواج الصحيح في الإسلام

يتمتع عقد الزواج الصحيح في الدين الإسلامي بعدد من المعايير الشرعية، وينبغي استيفاؤها ليكون سليم، وهي جاءت على النحو التالي:

• شروط انعقاد: يتوقف عليها انعقاد العقد، فإذا فقد شيئًا منها لم ينعقد العقد.
• شروط الصحة: هي التي يتوقف عليها صحة العقد، فإن فقد شرطًا منها بات العقد باطلًا.
• شروط النفاذ: هي التي ينبغي توافرها بالعقد الصحيح؛ حتى ينفذ دون توقف على إجازة أحد.
• شروط اللزوم: الشروط الواجب توافرها في العقد ليكون لازمًا، ولا يمكن لأحد طرفيه الرجوع عنه.
• شروط الانعقاد: شرع الإسلام من أجل انعقاد عقد الزواج شروطًا عدة، والتي منها ما هو يخص صيغة العقد وأخرى خاصة بالعاقدين.

شروط صحة الزواج في الإسلام

هناك بعض الشروط التي ينبغي استيفاؤها من أجل صحة الزواج في الدين الإسلامي، وهي جاءت على النحو التالي:

• ألا تكون الزوجة ممن يحرم على الزوج.
• زواج الصغيرة لا يكون إلا من الأب، فلا يحق للأخ أو الجد إن كان أحدهما ولي الصغيرة تزويجها.
• أن يحضر الزواج شاهدًا عدل ثقة، ويكونا رجلين أو رجل وامرأتان.
• نكاح الصبي العاقل يتوقف على إذن وليه وليس على بلوغ الصبي.

أهداف الزواج في الإسلام

إن الزواج في الدين الإسلامي يكمن في تحقيق أهداف كثيرة تعود بالنفع على الأمة، وتأتي تلك الأهداف على النحو الآتي:

1- تحقيق العبودية لله عز وجل

يكمن الغرض من الزواج هو الامتثال لأمر الله عز وجل؛ وذلك لأن مقاصد الزواج تُقترن بصلاح الدنيا والآخرة سويًا، وورد أيضًا في الترغيب بالزواج قول الله سبحانه تعالى {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [سورة النساء: الآية 3].

بالإضافة إلى أن علماء الأمة الإسلامية اتفقوا على أن الزواج عبادة خاصة، فالغرض منه الإعفاف والنسل وغيرها من الأمور التي يدعو الإسلام لتحقيقها.

2- تلبية الغرائز الفطرية واعتدالها

يعتبر الزواج تلبية للغرائز الفطرية لكل من الرجال والنساء بطريقة شرعية، وذلك تحت ظل الدين الإسلامي وأحكامه، وفي هذا وقاية من الوقوع في المعاصي والأفعال التي حرمها الله عز وجل على عباده، أو حتى التفكير بهذه الأمور لوقت كبير.

حيث إن الزواج يأتي كدرع حماية للمجتمع من الزنا، وانتشار الفاحشة فيه، والدليل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ“ (المصدر: صحيح مسلم)، مما يساهم في حفظ نسب الأبناء إلى الآباء وتحصين فروج المسلمين.

3- تحقيق السكن النفسي والجسدي

يُعد السكن في الزواج يشمل كل من الجانب النفسي والجسدي، فالمودة والرحمة تُعد من أفضل وأرقى المشاعر التي أوجدها الله سبحانه وتعالى، ولكي تكتمل متعة الإنسان من هذه العلاقة، حيث اقتضت الحكمة الإلهية على أن يشب المرء على الانتهاء العائلي.

خلق الله عز وجل غريزة الميل العاطفي بين الذكر والأنثى بشكل تلقائي، والتي تنبع من أعماق النفس، وبالزواج فقط يتحقق هذا الأمر؛ لأن في الوحدة يجد الإنسان وحشة وضجر كبير، فالله جعل لكل منهما أنيسًا للآخر وجليسه الذي يُغذيه ويملأ فراغه النفسي والجسدي.

4- حفظ النسل واستمراره

يعتبر الزواج هو السبيل لتكاثر الجنس البشري وبقائه بدون انقراض، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [سورة النساء: الآية 1]، وهذا فيه خلود للأثر، والله عز وجل استخلف المرء على الأرض من أجل بث الحياة فيها وبنائها.

5- تنمية الروابط الأسرية والاجتماعية

يحمل الزواج حكمة جميلة، وهي تعزيز وتنمية الروابط الأسرية والاجتماعية، وتعمل على توسيع دائرة العلاقات والمعارف؛ لأنه بالمصاهرة تنشأ علاقات جديدة بين الزوجين وأهلهما والمُحيط بهم، حيث قال تعالى {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [سورة الحجرات: الآية 13].

بناءً على هذا المنطلق فلا بأس من تغريب النكاح والزواج من خارج العائلات والقبائل؛ وذلك من أجل توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، لأن الزواج يجعل من هذا الربط بين الأسرة والعشائر، مما يجعل الإنسان يصل إلى المزيد من البلدان المختلفة، والمودة والاحترام والتقدير بين المسلمين.

إن الزواج يهدف إلى بناء وتأسيس أسرة، والتي تعتبر أساس المجتمع والبناء القائم عليه، ويكون الغرض منه نيل راحة البال، وانتظام الحياة والمحافظة على خلق الحياء والطهارة، وكثرة النسل من المسلمين.