أسباب وأضرار العنف الأسري على الطفل

أن الأسرة هي مصدر الأمان والدعم للطفل، توفر له البيئة المناسبة للتربية السوية، ولكن تظهر المشكلة في الأسلوب العنيف الذي تتجه إليه الأبوين في التعامل مع الطفل، حيث يكون له تأثيرات سلبية على سلوكه وتكوين شخصيته، وسوف نتعرف معاً على أسباب وأضرار العنف الأسري على الطفل باختلاف أنواعه سواء اللفظي أو الجسدي أو المعنوي، حيث يحذر الخبراء من أتباع أسلوب العنف مع الطفل.

أسباب العنف الأسري على الطفل

يؤكد الخبراء أن العنف ضد الطفل ظاهرة مجتمعية خطيرة ترجع لعدد من الأسباب، والتي تجعل أحد الأبوين يتصرف بشكل يميل للعدوانية والعنف بمختلف صوره مع الطفل:

1-أسباب أسرية 

تعتبر الأسباب الأسرية واحدة من أخطر العوامل المؤدية إلى العنف الأسري صد الطفل:

• امتلاك أحد من الأبوين مشاعر أو أفكار تميل للعدوانية والعنف في التعامل بدلاً من اللطف والمناقشة.
• عدم حبرة الأبوين في الطريقة السليمة لتربية الطفل تربية سوية، وبالتالي سوء التعامل مع الطفل.
• اعتقاد داخلي عند الأبوين أن العنف طريقة سليمة لتربية الطفل، وأنه طريقة تعامل طبيعية.
• ضعف الروابط بين الطفل وبين أحد الأبوين، ويترتب على ذلك عدم فهم الأبوين لمشاعر وأفكار واحتياجات الطفل.
• ضعف الروابط العائلية بين جميع أفراد الأسرة الواحدة، مما يفتح مجال للخلاف والعنف والعدوان.
• طبيعة علاقة التعامل بين الأبوين بعضهما البعض حيث يميل أحدهما إلى الضرب والاعتداء على الآخر.

2-أسباب نفسية 

تعتبر الضغوطات النفسية التي يمر بها أفراد العائلة نتيجة صعوبات الحياة من مسببات العنف الأسري ضد الطفل:

• الضغوطات النفسية الناتجة عن العمل، ويترتب على ذلك تفريغ الطاقة في الأطفال.
• ضعف ثقة الأبوين بأنفسهم من مسبات العنف الأسري ضد الطفل.
• تعاطي المواد المخدرة يسبب عدم الوعي في التعامل مع الآخرين، ومن ثم الأسلوب العدواني العنيف.
• الإصابة أحد أفراد الأسرة بأحد الأمراض الجسدية الدائمة أو أحد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.

3-أسباب اجتماعية 

أن العوامل الاجتماعية الناتجة عن ظروف المجتمع تعتبر من الأسباب الغير مباشرة للعنف الأسري ضد الطفل:

• ارتفاع معدلات الجرائم وانتشار العنف بين أفراد المجتمع من العوامل المؤدية للعنف الأسري ضد الطفل.
• اتخاذ العقوبة الجسدية أسلوب تعامل مقبول طبيعي في المجتمع.
• الاعتقاد المجتمعي أن الطفل ملكية للوالدين يجوز لهم التعامل معه كيفما يشاء.
• انتشار الأمية والجهل بين أفراد المجتمع يرتبط بأساليب التربية الغير سليمة التي تشجع العنف.
• انتشار مفاهيم التميز والعنصرية والتنمر وعدم المساواة، والتي يترتب عليها زيادة العنف المجتمعي.

4- أسباب اقتصادية

تعتبر الأسباب الاقتصادية التي يعاني منها أفراد المجتمع من الأسباب المؤدية للعنف ضد الطفل:

• يعتبر تدني الوضع الاقتصادي للأسرة وما يترتب عليه من عدم تلبية الاحتياجات الأساسية من الأسباب التي تؤدي إلى تفريغ الطاقة السلبية في الطفل.
• تتعدد القضايا الاقتصادية مثل الفقر والبطالة والسكن الغير ملائم وغيرها التي تدفع أجد أفراد الأسرة للعنف ضد الطفل.

أضرار العنف الأسري على الطفل

يؤكد الخبراء أن العنف الأسري على الطفل له عواقب وخيمة تظهر على المدي القصير أو على المدى الطويل:

1-الأضرار على المدى القصير

تختلف قوة الأضرار على المدى القصير نتيجة العنف الأسري ضد الطفل بناءً على عمر الطفل وجنسه وقوة شخصيته:

• العزل الاجتماعية والانطوائية والابتعاد عن الزملاء.
• صعوبة النوم أو النوم المتقطع مع رؤية الكوابيس.
• كثرة المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر والخوف.
• يصبح الطفل ضحية من ضحايا التنمر.
• ضعف شخصية الطفل وقلة ثقة بنفسه.
• الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
• الأفكار السلبية لإيذاء النفس مثل الانتحار.
• لوم الطفل لنفسه باستمرار.
• القسوة في التعامل مع الحيوانات
• مشاكل التدخين وتعاطي المخدرات.

2-الأضرار على المدى الطويل

تتميل أضرار العنف على المدى الطويل في امتثال الطفل السلوك العنيف العدواني عندما يكبر في السن، مما يكون له تأثير سلبي على نفسه وعل تعاملاته مع الآخرين:

• الإصابة بالأمراض النفسية والمشاكل السلوكية.
• الفشل على المستوى الأكاديمي أو المهني.
• تعاطي المخدرات والكحوليات.
• الأفكار السلبية لإيذاء النفس مثل الانتحار.
• الأسلوب العدواني وارتكاب الجنح والجرائم.
• عدم الثقة في الأخرين وفشل العلاقات الاجتماعية.
• زيادة خطر الإصابة بالأمراض العقلية.

في الختام، أن أسلوب العنف يعتبر من أخطر الأساليب المتبعة من قبل الأبوين على الطفل، حيث يكون له الكثير من التأثيرات السلبية على تربية وسلوك الطفل على المدى القصير والمدى الطويل، والتي تختلف تبعاً لعمر الطفل وجنس الطفل وقوة شخصيته وشدة العنف مع الطفل.