التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام
التدخل في شؤون الآخرين

هناك الكثير من السلوكيات التي يرفضها الدين الإسلامي ومنها عدم التدخل في حقوق الآخرين أو التطفل على حياتهم، وتم تحريم التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام، لأن احترام خصوصيتهم واجب شرعي وأخلاقي على كل مسلم ومسلمة، ومن خلال موقعنا سوف نتعرف على الآيات القرآنية التي تدل على عدم التدخل في شؤون الناس.

التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام

التدخل في شؤون الآخرين

إن التدخل في شؤون الناس سلوك غير أخلاقي يقوم به أصحاب النفوس المرضية، ونوضح التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فيما يلي:

1- آيات قرآنية في الحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين

هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث المسلم على عدم التدخل في شؤون الآخرين، ومنها ما يلي:

  • قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [سورة الحجرات: آية 6]، هذه الآية الكريمة تدل على ضرورة التأكد من الأخبار وعدم نشرها على الناس حتى لا يكون لديهم سوء الظن والذي له عواقب غير حميدة.
  • قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} ‏[سورة الإسراء: آية 36]، بأمر الله تعالى في الآية الكريمة بعدم التدخل في شؤون الناس، وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله في يوم القيامة.
  • قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعْرُوفٍ أو إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [سورة النساء: آية 114]، فقد حرم التكلم عن الناس وتحريف ‏كلامهم مما يسبب نشر الكراهية والضغينة بينهم. ‏
  • قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [سورة المؤمنون: آية 1-3]، الآية الكريم تشير إلى أن عدم ‏التدخل في شؤون الناس هي صفة من صفات الصالحين.

2- أحاديث نبوية في الحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين

ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث تحث المسلمين على عدم التدخل في شؤون الآخرين ومنها ما يلي:

  • رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ) [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري].
  • رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه) [الراوي: عبد الله بن عمر، المحدث: الدارقطني].
  • عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ) [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري].

درجات التدخل في شؤون الآخرين

بعد أن تعرفنا على التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام، نوضح أنه يوجد درجات التدخل في شؤون الآخرين، وهي تتمثل في الآتي:

  • منح المشورة وإعطاء النصائح حول الأنسب والأحسن والأكثر إفادة للناس مثل: تقديم النصح حول الملابس التي تليق بهم، وقصة الشعر المناسبة لوجههم.
  • مراقبة حركة الآخرين وإبداء الملاحظات الساذجة أو تقديم المعاتبات اللاذعة.
  • الوقوف في وجه للآخرين، وإعلان الحرب عليهم، وذلك لمنعم من التدخل في حياتهم.

أسباب التدخل في شؤون الآخرين

في هذه الفقرة نوضح لكم بعض من الأسباب التي تؤدى إلى تدخل الناس في حياتهم، وهي كالتالي:

  • المتدخلين في شؤون الآخرين يعتقدون أن التدخل في حياة الناس من الأساسيات، وأيضًا تتبع أمور حياتهم والكشف عن خصوصياتهم مثل الفهم الخاطئ لعقيدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الاعتقاد ببعض النظريات التي تسمح لهم بالتدخل في شؤون الآخرين تحت شعار المبادئ.
  • استغلال معلومات الآخرين للسيطرة عليهم وأذيتهم بابتزازهم بنشرها.
  • المتدخلين يفصحون عن قدراتهم بتدخلهم في شؤون الآخرين ومشاكلهم الخاصة من خلال جعل أنفسهم وسيطاً بين أطراف النزاع للحصول على المكانة الاجتماعية والصيت بين الناس.
  • بعض المتدخلين في حياة الآخرين من العاطلين عن العمل والفاشلين، لذلك يعتقدون أن هذا التدخل هو تسلية ويقومون به لقضاء ‏أوقات الفراغ.‏
  • بعض الناس يحاولون معرفة كل شي عن الآخرين بسبب أن لديهم نزعة فضول قوية.
  • المستوى الأخلاقي والثقافي والديني لدى بعض الأشخاص تدني بسبب التغييرات الاجتماعية.
  • بعض الأشخاص تتسم بالضعف والاعتماد على الآخرين في حل مشاكلهم، وهذا يفتح للآخرين باب التدخل في شؤونهم، ومنهم ‏الفضوليين.
  • بعض الناس من صفاتهم السذاجة ويكونون كثيري الثرثرة ويتكلمون فيما لا يعنيهم بسبب أو بدون سبب.
  • البحث عن أخطاء الآخرين لحماية النفس من خطر هجومهم.

صفات الأشخاص المتدخلين

الأشخاص المتدخلين في شؤون الناس يتسمون ببعض الصفات التي يمكن معرفتها بسهولة، وهي تتمثل في التالي:

  • الشعور بالفشل، والنقص.
  • لا يمكنهم التفرقة بين الأشياء الذي ينتمون إليها والأشياء التي ينتمي إليها الآخرون.
  • الأشخاص المتدخلين لديهم دوافع مكبوتة، مثل: الحاجة الشديدة إلى التقدير الاجتماعي، والانتماء. ‏
  • المتدخلين لديهم رغبة غير شعورية بالتفوق والسيطرة على حياة الآخرين.
  • هؤلاء الأشخاص يقومون بفرض آرائهم على الآخرين. ‏

صفات الأشخاص الذين يسمحون للآخرين بالتدخل في شؤونهم

بعد أن أوضحنا في الفقرة السابقة صفات الأشخاص المتدخلين نعرض لكم فيما يلي صفات الأشخاص الذين يسمحون للآخرين بالتدخل في شؤونهم:

  • هذا النوع من الأشخاص يعانون من فقدان النضج الانفعالي.
  • الأشخاص الذين يسمحون للآخرين بالتدخل في شؤونهم يعتمدون بشكل أساسي على الآخرين في حل مشاكلهم وأمور حياتهم.
  • دائمًا ما يشعرون بفقدان الأمن النفسي مما يجعلهم يبحثون عنهم من خلال اطلاع الآخرين على أسرار شؤون حياتهم.
  • هؤلاء الأشخاص يمتلكون الجوع الاجتماعي، هو أنهم يقومون بتقديم التضحيات بمطالبهم الشخصية للحصول على القبول الاجتماعي ‏من الآخرين. ‏

وإلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا الذي أوضحنا فيه التدخل في شؤون الآخرين في الإسلام، فهي أصبحت من الظواهر الأخلاقية والاجتماعية التي انتشرت في مجتمعنا، وهي تسبب العديد من الآثار السلبية المختلفة.

الأسئلة الشائعة

هل يجوز سؤال الناس عن خصوصياتهم؟

لا يجوز سؤال الناس عن خصوصياتهم، حيث تحرم المسألة لا حاجة.

كيف نعمل على ان لا يتجاوز الناس على خصوصيتنا؟

يمكننا أن نعمل على ألا يتجاوز الناس على خصوصياتنا من خلال الحذر في القول والفعل وعدم الحديث عن حياة الناس.

كيف تتعامل مع الشخص الذي يتدخل في خصوصياتك؟

يمكنك التعامل مع الشخص الذي يتدخل في خصوصياتك من خلال الحفاظ على الهدوء، وتقييم الوضع، والتواصل بشكل فعال.