مقومات الرأي العام والعادات والتقاليد

مقومات الرأي العام والعادات والتقاليد يسلط عليها الضوء في الصفوف الدراسية والجامعية بشكل كبير، حيث إن الرأي العام يكون عبارة محصلة كافة الآراء الفردية مع بعضها البعض، وذلك تجاه قضية سياسية أو قرار حكومي، وتتباين الآراء فيما بينهم ويكون قائم على الأغلبية؛ لذلك من خلال موقعنا سوف نوضح العوامل المؤثرة على الرأي العام.

مقومات الرأي العام والعادات والتقاليد

يتكون الرأي العام من عدة مقومات، والتي تلعب دور كبير في المواقف والمعتقدات والفكر في موضوع محدد، وتأتي تلك المقومات على النحو الآتي:

1- عنصر الجماعة

إن المقصود بالجماعة هم مجموعة من الأشخاص تعنيهم مشكلة ما محل نقاش يحاولون جاهدين العثور عن حل مناسب لها، وتزداد أهمية الرأي بزيادة حجم الجماعة أي أنه إذا كانت الجماعة أكبر كلما كان تأثيرها أقوى داخل المجتمع أو بخصوص قضية ما.

2- لا يكون الرأي العام إلا بوجود المشكلة

إن الرأي العام لا يتألف إلا إذا كانت هنالك مشكلة، وتختلف فيها وجهات النظر، فمن دون وجودها لا يكون هناك حاجة لتكوين رأي عام! ولكن في ذات الوقت يشترط في المشكلة أن تكون ذات أهمية وحيوية، بحيث تقوم بدفع الأشخاص لمناقشتها على مستوى الدولة، وبالطبع هناك تفاوت في حجم المشكلة.

3- التفاعل والمناقشة

المناقشة في الرأي العام معاناها التفاعل الإيجابي مع الموضوع بين الأشخاص، كما أن للخبرات دور كبير في تفعيل المناقشة فكلما كانت تجارب الإنسان أكثر إذا كانت المناقشة أعمق، ولكن مع التنويه بأهمية احترام حرية الرأي والتعبير.

4- العادات والتقاليد والقيم المتوارثة

تُعد العادات والتقاليد واحدة من أبرز العوامل التي تؤثر على تشكيل الرأي العام لكل فرد بالمجتمع، فلا يوجد أي مفر للإنسان من التأثر بالعادات الشائعة والتقاليد السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، وذلك بدون الخلط والدمج بين القيم والمتوارثة والرأي العام.

5- التربية والتعليم

تلعب المؤسسات التعليمية دور كبير جدًا وحيوي في تكوين الرأي العام، وذلك سواء من حيث مضمونه موضوع أو اتجاه وقوته، وذلك عن طريق بعض الأساليب، والتي منها ما يلي:

• تشبه الطلاب بمعلميهم، وتبنيهم القيم التي يعتنقها هؤلاء المعلمون.
• المضمون المنهجي ونوعية الدراسة.
• التعبير المُعلن للمعلمين فيما يخص قيمهم الشخصية داخل الفصول الدراسية.

6- الدين مصدر الرأي العام

يعتبر الدين واحد من أهم مصادر تكوين الرأي العام، بالرغم من أنه يعتبر لعدد كبير من الشعوب من الأمور التي لا يُقبل فيها أي جدال، ولكن مع ظهور الدين الإسلامي الذي ضم جميع اتجاهات حياة المرء الذي لم يقتصر على شؤون العبادة فقط، بل كذلك على الشؤون الحياتية.

7- النظام الديمقراطي السائد

إن الوضع السياسي داخل الدولة يلعب دور في تكوين الرأي العام أيضًا، وهذا عن طريق أحد النظامين التاليين:

• نظام ديمقراطي: يمكن للإنسان من خلال هذا النظام المجاهرة برأيه وأفكاره التي تخالف السائد دون أي خوف.
• نظام غير ديمقراطي: في هذا النظام لا يمكن للإنسان إبداء رأيه بأي شكل كان، وهو يعتمد على التسلط بحيث الحكومة تكون المتحكم الأول والأخير في الآراء التي على الشعب اتباعها.

8- المناخ الاقتصادي

تُعد المسائل الاقتصادية واحدة من أهم العوامل التي تؤثر بشكل أو بآخر بالعوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية أيضًا داخل المجتمع، حيث إن الأوضاع الاقتصادية تؤثر على نسق القيم بالمجتمع، ونظام الأسرة.

كما أن المناخ الاقتصادي يؤثر على أكثر من ناحية لتكوين الرأي العام، وذلك يكون عن طريق الآتي: (أثر تفاوت الثروة داخل البلاد على الرأي – أشكال العلاقة بين العامل الاقتصادي والرأي – مدى تأثير العوامل الاقتصادي على الرأي).

العوامل المؤثرة على الرأي العام

توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر على تشكيل الرأي العام وهي متنوعة، وتأتي تلك العوامل على النحو الآتي:

• المؤسسات المتنوعة: تقوم المنظمات غير الحكومية، ونقابات العاملين بنشر الآراء السياسية والقضايا التي يهتم بها أفراد المجتمع.
• العوامل البيئية: تعتبر من أكثر العوامل تأثيرًا على رأي أبناء المجتمع بشأن قضية محددة، ومن أبرزها العوامل البيئية الاجتماعية.
• الصحفيين: يتمتع الصحفيون في الأغلب بالشهرة الشعبية عن طريق ظهورهم على وسائل الإعلام، ويُعجب معظم الأشخاص بالصفات الشخصية لبعضهم.
• قادة الرأي: يؤثرون بصورة مباشرة على الرأي الفردي نحو القضايا الشعبية، ولفت الانتباه لإحدى المشكلات وتحويلها إلى قضية كبيرة بواسطة وسائل الإعلام.

آثار الرأي العام على المجتمع

يعتبر الرأي العام من ضمن الظواهر الخاصة بسلوك الجماعات التي باتت ظاهرة في العديد من الدول التي تتمتع مدنًا بالظهور والتطور، وهناك آثار تعود على المجتمع من وراء الرأي العام، ومنها ما يلي:

1- تحسين الأخلاق العامة في المجتمع

يكون تحسين الأخلاق العامة لأبناء المجتمع عن طريق رفض الرأي العام لأي ظاهرة شاذة وغير معتادة يمكن أن تحدث فيه، وذلك عبر خلق بيئة تساعد على مناهضتها أو أي سلوك آخر، ويتم محاربته من قِبل أبناء المجتمع.

يقوم أفراد المجتمع بنبذ الأشخاص الذين قاموا بتبني الظاهرة أو السلوك الشاذ ونبذهم من المجتمع، وعن طريق تلك الإجراءات يتم تعديل سلوكهم وترك الظواهر غير المألوفة وتتعارض مع قيم المجتمع الذي قام الرأي العام بحمايتها من الأخلاق الفاسدة.

2- حماية القيم الاجتماعية

يساهم الرأي العام في رعاية المعايير الاجتماعية، وكذلك يشارك أبناء المجتمع في هذا الجانب عن طريق منحهم الحق في الالتزام بالعادات والتقاليد والتقييد بها على مر الأجيال والعصور السابقة، باستثناء أن العادات المجتمعية والثقافة الشعبية من أبرز عناصر المجتمع، والتي يقوم عليها بصورة أساسية.

3- رفع الروح المعنوية داخل المجتمع

يلعب الرأي العام دور كبير في رفع وتعزيز الروح المعنوية لدى أفراد المجتمع الواحد ناحية القضايا المجتمعية المهمة، كما أنه يساعد على تحفيزهم وجعلهم قوة واحدة مع بعضهم البعض؛ وذلك من أجل حل القضايا العامة داخل المجتمع وسط بيئة صحية نفسيًا وآمنة اقتصادية.

إن الرأي العام يساهم في التعبير عن مدى قبول أفراد المجتمع السياسات الواقعية والقرارات، وتتباين الآراء ويتم الأخذ بالأغلبية باختلاف القضايا التي تدور حولها، فليست آراءهم ثابتة في جميع القضايا، مما يجعل تكوينه قائم على بعض المقومات.