أضرار المخدرات على الأسرة والمجتمع

أضرار المخدرات على الأسرة والمجتمع
أضرار المخدرات على الأسرة والمجتمع

من الظواهر المنتشرة بكثرة في المجتمعات هي ظاهرة الإدمان، وهي ظاهرة كارثية، وأضرار المخدرات على الأسرة والمجتمع هي أضرار جسيمة، تتسبب في هدم الأسرة وفساد المجتمع، ولاسيما مخاطرها الكبيرة على الفرد فهي تهدد حياته بالكامل، ومن خلال موقعنا سنعرض أضرار المخدرات على المجتمع والأسرة والفرد.

أضرار المخدرات على الأسرة

أضرار المخدرات على الأسرة والمجتمع

تأثير المخدرات لا يقتصر فقط على المدمن، ولكن تتأثر ايضًا أسرته بالكامل، وتعاني معه بسبب الإمان، الذي يُعد آفة خطيرة، وأضرار المخدرات على الأسرة هي كالتالي:

1- زيادة الضغط والتوتر

العيش مع المدمن يضع الأسرة تحت ضغط كبير وبطرق مختلفة، حيث أن سلوكياته تكون غير متوقعة، وغير مسؤولة، بالإضافة إلى أنهم على الأغلب ليس لديهم الوعي بطريقة التعامل مع هذا الأمر، كما أن المدمن يترك مسؤولياته، مما يدفع أسرته إلى القيام بها.

وبالتالي تزيد الأعباء والالتزامات على الأسرة، وهو ما يشعرهم بالضغط النفسي والإجهاد البدني.

2- فقدان الثقة

يسبب الإدمان تغير سلوكيات الفرد وبشكل ملحوظ، حيث يؤثر على تعاملاته، وقدرته على اتخاذ القرارات، وهو ما يسبب توتر علاقاته بمن حوله، وهو ما يجعل أسرته تفقد الثقة به بسبب تصرفاته.

3- التعرض للصدمة

يتصرف المدمن بطريقة تكون مؤذية لمن حوله، حيث يكون عنيف ويسيئ لأفراد أسرته، وفي كثير من الأحيان يكون الأطفال هم الأكثر عرضة لمثل هذه السلوكيات، وهو ما يؤثر عليهم نفسيًا وبدنيًا، إلى جانب ثقتهم بأنفسهم ونموهم الاجتماعي.

4- الشعور بالخوف بشكل دائم

من أضرار المخدرات على الأسرة هي شعورهم الدائم بالخوف وعدم الامان، ففي بعض الأحيان قد تكون سلوكيات المدمن الغير واعية في منتهى الخطورة، ولذلك فهم يشعرون بالحاجة إلى الحذر من التعامل معه.

5- سوء العلاقات الأسرية

إدمان المخدرات يؤثر على العلاقات الأسرية إلى حد كبير، والسبب هو الضغط النفسي الذي يتعرض له الأفراد، وبالأخص الصلة بين الأخوة، فربما يشعر أخوة المدمن بأنهم مهمشون، بسبب انشغال الأبوين في التركيز مع المدمن، وبالتالي قد يتولد لديهم الشعور بالغضب أو الحقد، أو الغيرة والإحباط.

وبالنسبة للوالدين فقد يشعرون بقلة الحيلة، والخوف، ويحاول بعض الآباء تقديم الدعم للمدمن من أجل مساعدته على التخلص من الإدمان، ولكن قد يتسبب ذلك في نشوء علاقة غير صحية، فربما يعتمد المدمن عليهم بشكل كامل.

6- المشكلات المادية

أفراد الأسرة هم ضحايا لسلوكيات المدمن الإجرامية، فقد يقوم المدمن بسرقتهم أو بيع أي ممتلكات خاصة بهم بهدف شراء المخدرات، فأغلب المدمنين غير ملتزمون بالعمل، وقد يضطر بعض أفراد الأسرة إلى البحث عن عمل بدوام جزئي من أجل الاعتناء بالابن المدمن، أو بسبب الضغط الكبير الواقع عليهم.

أضرار المخدرات على المجتمع

ضرر إدمان المخدرات لا يقتصر فقط على المدمن أو أفراد أسرته، ولكنه يضر بالمجتمع ككل، فيسبب تفككه، إلى جانب غياب الاستقرار أو الأمن، وأضرار المخدرات على المجتمع هي كالتالي:

1- تفشي جرائم العنف

تعاطي المخدرات يتسبب في تفشي مجموعة كبيرة من جرائم العنف في المجتمع، ومن بينها السرقة والاغتصاب، مما يتسبب في غياب الأمن.

2- ارتفاع معدل الحوادث

تؤثر المخدرات بشكل كبير على الوعي والذاكرة والانتباه، وينتج عن ذلك زيادة احتمالية وقوع الحوادث أثناء القيادة، وإيقاع الضرر بالآخرين.

3- تدهور الحالة الاقتصادية

تعمل الدول على تخصيص نفقات كبيرة من أجل مكافحة المخدرات، أو بناء مراكز خاصة لعلاج المدمنين، وهو بدوره يعمل على زيادة الأعباء على الدولة، وعدم القدرة على العناية بشكل كبير بالقطاعات الأخرى.

4- الانهيار الأخلاقي

يتسبب إدمان المخدرات في الانهيار الأخلاقي للمجتمع، مما ينتج عنه ارتفاع معدلات الجريمة وغياب الرقابة الداخلية للفرد.

أضرار المخدرات الصحية

إدمان المخدرات له مخاطر جسيمة، على الصحة العامة للفرد، وعلى دماغه، وسلوكياته، ونعرض فيما يلي أضرار المخدرات الصحية:

1- أضرار المخدرات على الصحة العامة

المخدرات لها تأثير على كافة أجهزة وأعضاء الجسم،  سواء على المدى القريب أو البعيد، ومن بين هذه التأثيرات ما يلي:

  • ضعف الجهاز المناعي، وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالعدوى والأمراض.
  • زيادة الضغط على الكبد، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بفشل الكبد.
  • حدوث مشاكل في القلب، مثل اضطراب نبضات القلب، أو التهاب الأوعية الدموية.
  • الإصابة بالغثيان، مع آلام في البطن، وفقدان الشهية وبالتالي نقص الوزن.
  • أمراض الرئتين.

2- أضرار المخدرات على الدماغ

مع حقن الجسم بالمادة المخدرة يفرز الدماغ مادة كيميائية تسمى الدوبامين، والتي تمنح شعورًا لحظيًا بالمتعة، ويداوم الفرد على تعاطي المخدرات من أجل الحصول على هذا الإحساس، ومع الوقت يعتاد الدماغ على الدوبامين، فيكون الفرد بحاجة إلى تناول المزيد من المخدرات للحصول على نفس الإحساس، مما يؤدي إلى الإدمان.

وبالتالي حدوث تغيرات في الدماغ، ومن بينها التأثير على الذاكرة، ضعف القدرة على التعلم، عدم القدرة على اتخاذ القرارات، التشنجات، والإضراب العقلي.

3- أضرار المخدرات على السلوك

إدمان المخدرات يؤدي إلى ظهور عدة أضرار على السلوم، مثل العدوانية، والهلوسة، والاندفاع، وفقدان القدرة على التحكم بالذات.

طرق الوقاية من المخدرات

تتضمن طرق الوقاية من المخدرات عدة استراتيجيات هامة يمكن اتباعها من أجل الوقاية من المخدرات، وهي كالتالي:

  • التوعية والتثقيف: لابد من نشر التوعية بخطورة المخدرات وتأثيرها السلبي على الصحة والمحيطين والمجتمع ككل.
  • إعداد برامج الوقاية: لابد أن تحرص المدارس والمنشآت التعليمية على إعداد برامج تهدف لتوعية الشباب بخطورة تعاطي المخدرات.
  • تعزيز المهارات الشخصية: من خلال تطوير مهارات التواصل، وطرق التعامل مع الضغوط، والقدرة على اتخاذ القرارات.
  • الأنشطة الترفيهية والتعليمية: التشجيع على القيام بالأنشطة الترفيهية أو التعليمية يساعد على التقليل من الشعور بالفراغ الذي ربما يدفع إلى تجربة المخدرات.
  • الاستشارة والدعم النفسي: العمل على إتاحة خدمات الاستشارة والدعم النفسي لمن يعاني من مشكلات نفسية، وربما يعتقدون أن المخدرات هي وسيلة للهروب من مشاكلهم.

من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا أضرار المخدرات على الأسرة والمجتمع، المخدرات لها مخاطر لا حصر لها، فهي تؤثر على الفرد وعلاقته بجميع من حوله وعلى المجتمع ككل،  ولذلك ينبغي القيام بالتوعية بخطورتها، وتعزيز السلوكيات الصحية.

الأسئلة الشائعة

كيف تؤثر المخدرات على العلاقات الاجتماعية؟

تؤثر المخدرات على العلاقات الاجتماعية حيث يصبح الفرد غير قادر على إقامة علاقات اجتماعية سوية مع أفراد أسرته أو مع الآخرين.

ما هو دور الأسرة في الوقاية من المخدرات؟

دور الأسرة في الوقاية من المخدرات هو التمتع بعلاقات صحية ومتوازنة، وتعزيز الثقة والاحترام بين الأفراد وتعزيز الروابط العاطفية القوية.

لماذا تعد مشكلة تعاطي المخدرات من اخطر المشكلات الاجتماعية؟

تعد مشكلة تعاطي المخدرات من أخطر المشكلات الاجتماعية لأنها تؤثر في الفرد والمجتمع والدولة، وما يترتب عليه من أضرار نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية.