لماذا يموت الإنسان.. لماذا جعل الله لكل موت سبب؟

لماذا يموت الإنسان.. لماذا جعل الله لكل موت سبب؟
لماذا يموت الإنسان عند السقوط

الموت حقيقة كونية مطلقة ومن الحقائق الأساسية التي لا مفر منها وكل إنسان وكل كائن حي وكل شيء سيموت ويبقي وجه الله ذو الجلال والإكرام ولكن ما الحكمة من موت الإنسان هذا ما سنعرفه في موضوع هذا اليوم سنعرف لماذا يموت الإنسان.

معنى الموت

كلمة موت مثل غيرها من الكلمات التي لها عند العلماء العديد من المعاني فالمعنى اللغوي لها هو مصدر من فعل الثلاثي مات والمقصود بها زوال الحياة عن كل كائن حي وقد قال الله سبحانه وتعالى( كل نفس ذائقة الموت)، بينا المعني الاصطلاحي للموت هو مفارقة الروح للجسد ويعرف ايضاً بزوال صفة الحياة عمن اتصف بها.

لماذا يموت الإنسان

لماذا يموت الإنسان

إن الله لما يخلق أي شيء من عدم، فبل كل شيء في الكون له حكمة، بيان قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان من العدم ثم مرور الإنسان في عدة أطوال من الخلق، حتى أصبح بشراً سوياً يسمع ويبصر ويتكلم ويرى ويتحرك ويعقل ويأكل ويشرب ويتزوج ويتنازل ويعيش في الأرض ويسعى في طلب رزقه الذي كتبه اله له ثم تتجلى قدرة الله تعالى الكاملة في موت الإنسان فيصبح ساكناً بلا حركة وكل ذلك بقدرة الله عز وجل وكما جاء في القرآن الكريم(فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ*تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، وصول النفس الإنسانية بالموت إلى درجة اليقين والتعرف بالموت على حقيقة النفس الإنسانية، من حيث أنها مخلوقة من قبل خالق عظيم وأن خلقها لم يأت عبثاً بل كان لسبب وغاية عظيمة، استخلاف الله سبحانه وتعالى للبشر في الأرض يخلف بعضهم بعضهاً فلم يخلق البشر خلقة قابلة للدوام فلو كانوا كذلك لذهبت المصلحة والحكمة من جعلهم خلائف في الأرض، وبعد ذلك قام الله سبحانه وتعالى بابتلاء الإنسان في نهايته وجعله يموت ليعلم من يطيعه ومن يعصيه قال تعالى في كتابه(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، فلولا الموت ما هنأ للإنسان العيش في الأرض ولا طاب له مقام فيها.

مفهوم الموت عند الفقهاء

يعد الموت من الأمور التي إلا الله وقد استأثر الله به في علم الغيب لحكمة لا يعلمها إلا هو، قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس باي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله)، وبالنسبة لحقيقة الموت فقد قال العلماء أنها انقطاع الروح بالجسد والمفارقة بينهما والانقطاع بينهما ليس انقطاعاً تاماً وإنما هو تبدل الحال والانتقال من دار إلى دار، فالإنسان عندما يأتي أجله تنتهي حياته الدنيا بصفة نهائية ويدخل في حياة أخرى لا يعلم حقيقتها وتفاصيلها إلا الله سبحانه وتعالى، والإنسان يكون ميتاً في الشرع بانقطاع الروح عن جسده وهذا الموت نسبياً وبالنسبة لعلم الإنسان المحدود، الموت نسبي بالنسبة للدار الدنيا وهو في الوقت ذاته بداية لدار البرزخ وهي المرحلة التي تكون بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وبالنسبة لمقدمات الموت أو ما يسمى بسكرات الموت فهي الآلام والشدة التي تعتلي المرء عند قدوم أجله وهذه الشدة إذا كانت على المؤمن لا تدل على نقص إيمانه وتقواه وإنما هي زيادة له في الحسنات أو تكفر له عن سيئاته وبالنسبة للكافر فهي زيادة له في العذاب فالموت نوعان، ميت مستريح وميت مستراح منه، فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: (أنّ رسولَ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- مُرَّ عليه بجنازةٍ، فقال: مُستريحٌ ومُستراحٌ منه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما المستريحُ والمستراحُ منه؟ قال: العبدُ المؤمنُ يَستريحُ من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمةِ اللهِ، والعبدُ الفاجرُ يَستريحُ منه العبادُ والبلادُ، والشجرُ والدَّوابُّ).

حكم تمنى الموت

نهي الدين الإسلامي عن تمنى الموت للمرء، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنَّى أحدُكمُ الموتَ، إمّا محسِناً فلعلَّه يَزدادُ، وإمّا مُسيئاً فلعلَّه يَستَعتِبُ)، فالعبد لا يعلم ما ينتظره بعد الموت وإذا كان تمنى المرء للموت بسبب شدة ألمت به فإن هذا يعد من باب الجزع مما أصابه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَتمنَّينَّ أحدُكمُ الموتَ مِن ضُرٍّ أصابَهُ، فإن كانَ لا بدَّ فاعِلاً، فليقُلْ اللَّهُمَّ أحيِني ما كانتِ الحياةُ خَيراً لي، وتوفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خَيراً لي)، ألا أن هناك حالتين يجوز تمنى الموت فيهما، الحالة الأولى هي خوف الإنسان من أن يقع في الفتن، والثانية خير تمنى الشهادة في سبيل الله.

وفي النهاية نتمنى أن نكون قد وفرنا لكم كافة التفاصيل التي تتعلق بموضوع لماذا يموت الإنسان كما تعرفنا سوياً على مفهوم الموت عند الفقهاء وحكم تمنى الموت.

الأسئلة الشائعة

لماذا يموت الإنسان؟

يموت الإنسان ليعلم الله من يطيعه ومن يعصيه لقوله تعالى في كتابه (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

ما حكم تمنى الموت؟

حكم تمنى الموت لا يجوز في الإسلام لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم(لا يتمنَّى أحدُكمُ الموتَ، إمّا محسِناً فلعلَّه يَزدادُ، وإمّا مُسيئاً فلعلَّه يَستَعتِبُ).

ما معنى الموت؟

معنى الموت هو مفارقة الروح للجسد ويعرف ايضاً بزوال صفة الحياة عمن اتصف بها.