أهمية مرحلة الشباب في الإسلام

يتم البحث من قِبل الكثير عن أهمية مرحلة الشباب في الإسلام، وذلك في إطار أن الشباب لديهم دورًا مهمًا في بناء المجتمع، حيث إن المجتمعات الغنية بالشباب تتميز بالكثير من المميزات المختلفة، فتلك الفئة تجمع بين القوة والحكمة، وعليه نتعرف على مدى أهمية دورها في الإسلام من خلال هذا المقال.

أهمية مرحلة الشباب في الإسلام

يعتبر الشباب عماد الأمة الإسلامية ومبعث القوة والحضارة، حيث إن الإسلام جاء لكي يعلي من قيمة الشباب، لذلك يلزم الاعتناء بهم عناية خاصة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محاطًا بالكثير من الصحابة الشباب الذي كانوا يحملون على عاتقهم مهمة نشر رسالة الإسلام.

الجدير بالذكر أن القرآن الكريم كان قد أثنى على الشباب الذين آمنوا، وتم مكافأتهم على هذا بزيادة الهُدى، حيث قال الله عز وجل: {…إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [سورة الكهف: 13].

أهمية مرحلة الشباب في ضوء السنة النبوية

من خلال معرفة أهمية مرحلة الشباب في الإسلام نذكر أن أهمية الشباب كانت قد تجلت في التوجيهات النبوية، حيث إن كلمة الشباب كانت قد وردت في الخطاب النبوي في الكثير من الأحاديث التي تدل على الاهتمام بهذه الفئة في المجتمع.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “…يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ” [الراوي: عبد الله بن مسعود].

كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد دعا الشباب إلى اغتنام الفرص، وذلك من أجل تكوين شخصيتهم في الكثير من المجالات المختلفة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ…” [الراوي: أبو هريرة].

الأهم من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد كلف الكثير من الشباب لكي يقوموا بالكثير من المهمات التي كانت من بينها ما يلي:

• تم تكليف مصعب بن عمير رضي الله عنه لكي يكون أول سفير للإسلام، إذ إن النبي الكريم قد بعثه إلى المدينة لكي يقوم بتعليم أهلها الدين والقرآن.
• كما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قام بتكليف الصحابي أسامة بن زيد بقيادة الجيش الذي توجه لقتال الروم في الشام، ولم يكن عمره حينها قد تجاوز الثمانية عشر.
• كان أيضًا هناك عدد من الصحابة مثل زيد بن ثابت وعمرو بن أبي وقاص الذين أرادوا بشدة أن يشهدوا غزوة بدر ولم يكادوا قد بلغوا الرابعة عشر حينها.

أهمية الشباب في المجتمع

من خلال التطرق إلى معرفة أهمية مرحلة الشباب في الإسلام نذكر أن الشباب هم عمود المجتمع الأساسي ودعامته، حيث إنه لولا قوة وطاقة الشباب المفعمة بالحيوية لما نهضت الكثير من الأمم والحضارات.

حيث إن بنيان المجتمع يحتاج في بنائه إلى سواعد قوية، إذ إنه عندما يقوم الشيوخ بتقديم الرأي والنصيحة فإن الشباب يعملون على تقديم الطاقة والجهد والعمل، لذلك تكتمل أدوار كل جيل من الأجيال، وذلك ضمن منظومة اجتماعية قوية تقوم بدورها على أكمل وجه.

الجدير بالذكر أنه هناك الكثير من المفكرين والباحثين الذين كانوا قد تحدثوا عن مرحلة الشباب، وذكر البعض أنها المرحلة التي تقع ما بعد البلوغ حتى سن الأربعين، ومنهم من عداها حتى سن الخمسين.

حيث يُستدل على ذلك من خلال قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً…} [سورة الأحقاف: 15]، كما كان الله عز وجل قد بعث الكثير من الأنبياء وهم في سن الأربعين، وكان من بينهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

واجبات الشاب المسلم

وصولًا إلى أهمية مرحلة الشباب في الإسلام نذكر أنه هناك عدد من الواجبات التي يجب أن يقوم بها الشاب المسلم، والتي من بينها ما يلي:

• الالتزام بالدين في الكثير من النواحي والسلوكيات.
• السعي من أجل إصلاح المجتمع والغير، حيث إن المسلم يكون ضد الأنانية.
• العمل على أداء العبادات في وقتها، الأمر الذي يؤدي إلى الانضباط.
• الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك من ناحية الأقوال والأفعال.
• ألا يتم التشبه بالنساء في اللباس والأفعال وطريقة الكلام.
• الالتزام بالحلال مع الابتعاد عن الحرام.

نذكر أنه كان هناك الكثير من الأمثلة على الشباب في الإسلام، وكان من أبرزها سيدنا موسى وإبراهيم الذين كُلفا بالدعوة إلى الله وكانا شبابًا، وأيضًا سيدنا يوسف الذي نزلت عليه رسالة الله هو شاب، وهناك أيضًا ابن تيمية والشافعي والبخاري الذين برزوا في مجال العلم.