أسباب الزيادة السكانية في الدول النامية

الدول النامية ليس السبب في تأخرها هو حكوماتها أو المسئولين عن إدارتها أو سوء الأحوال المادية أو سوء الإدارة وقلة الموارد فقط، ولكن السبب في تأخرهم كذلك هو أفكار الشعوب والتي يكون الأغلبية الساحقة منها بطبيعة الحال بسطاء ولكن السبب في تأخرهم في بعض الأحيان هو أنهم قليلي الثقافة بشكل عام أو الثقافة الإنسانية خصوصًا، لذا نحاول أن نستعرض بعض الأسباب التي تعتبر أساسية لزيادة السكان في الدول النامية.

أسباب الزيادة السكانية في الدول النامية

هناك العديد من المشكلات أو المظهر المجتمعية التي تعتبر منتشرة في العالم وخصوصًا في الدول النامية ولكن لا يوجد لها رادع أو من له القدرة على زيادة وعي الناس وتوعيتهم من مساوئ تلك الظواهر، ومنها التعداد السكاني الذي يعتبر في زيادة مستمرة في الدول النامية خصوصًا وهو ما يعتبر مشكلة كبيرة.

لذا نحاول أن نستعرض بعض الأسباب التي قد تكون ساهمت في الزيادة السكانية بشكل عام وفي الدول النامية بشكل خاص:

غياب الوعي بشكل عام

الوعي هو مسئولية الفرد وأسرته أو المسئولين عنه فالوعي هو جزء يمكن فصله عن التعليم بشكل عام وهو ما يعبر عقلية الفرد ومدى فهمه للأمور من حوله حتى وإن كان أميًا، وغياب الوعي يعد من مشكلات الدول كذلك لأن الدول اعتمدت على التلقين والحرص في جوانب ولم تهتم بوعي المواطن أو الفرد.

الآن بعد تقصير الدول في تشكيل عقليات ووعي وإدراك شعوبها أو عملهم على تغييب العقول بشكل عام أصبح النتاج لهذا شعب غير واعي مما يؤدي إلى أنه حتى لا يعرف الحد المناسب للإنجاب.

ثقافة الزواج المبكر

الزواج المبكر في بعض الظروف قد يكون عظيم ولكن هذا على نطاق ضيق جدًا فالأغلبية الساحقة من حالات الزواج المبكر عادة ما تكون قد تمت في ظروف كارثية لفتاة غير متعلمة وبالكاد بلغت الحلم ليس لديها من العلم ما يكفي ومن الوعي ما يكفي، مما يجعلها هي وأطفالها وأسرتها عرضة لمشكلات كبيرة.

بعيدًا حتى عن زيادة الإنجاب عن الحد الذي قد تتحمله الأسرة ذاتها فالأطفال حديثي الولادة أو الرضع يكونوا مسئولية على عاتق أم وهي ما زالت تواجه مشكلات في إدارة حياته الشخصية حتى.

الثقافات والأفكار المغلوطة

هناك العديد من الأفكار التي تعتبر من زمان فات ومنذ مئات السنين انتهت وأصبحت غير عملية خصوصًا لدى من لا يدركون حجم المشكلة في زيادة السكان بشكل عام وحجم المشكلة والمسئولية في إنجاب عدد كبير في أسرة أو منزل واحد، من الأفكار التي تعد سبب في عدم الاكتراث لزيادة عدد السكان هي أفكار مثل أن العدد الكبير من الأبناء قد يكون دعمًا وقوة للأب والأم.

كما أن من الأفكار المغلوطة أن ضيق الحال أو العسرات المادية ستنفرج بمجرد إنجاب طفل، من العظيم الثقة بتدبير الله ولكن الله أمرنا بالتفكير واستخدام العقل والمنطق فليس من المنطقي إنجاب العديد من الأطفال والاعتماد على أن الحال سينصلح من تلقاء ذاته فهي مسئولية كبيرة.

مشكلة الأيدي العاملة

مشكلة الزيادة السكانية قد لا تكون مشكلة لبعض الدول بنفس حجم المشكلة لأخرى لأن الدول النامية لا توفر فرص عمل ولا يوجد من الأساس عدد كبير قادر على العمل منهم فهناك العديد من الأطفال دون سن العمل وكبار السن أو النساء الغير مؤهلين للعمل لأسباب مختلفة، فإذا نهضت بعض الدول النامية من الممكن أن تكون المشكلة أقل حدة بعد توفير فرص عمل تزيد من الإنتاجية فيكون الاستهلاك متوازن مع الإنتاج.

الثقافة الجنسية المحدودة

هناك العديد من الدول وخصوصًا الريف فيها التي تعتبر مشكلتها أنها ليس لديها فكرة عن الثقافة الجنسية فتكون الفكرة المنتشرة والدارجة لدى معظم سكان هذه المناطق أن الجنس وسيلة للترويح أو التفريغ للطاقة السلبية ويحدث هذا حتى بدون تحديد أو ضوابط لعملية الإنجاب ذاتها أو تحييدها عن العلاقة الزوجية بين الزوجين.

تعريف مشكلة الزيادة السكانية

تعتبر مشكلة الزيادة السكانية هي مشكلة نسبية على حد فهمي فهذه المشكلة تكون مختلفة من دولة لدولة فبعض الدول تستوعب عدد من السكان لا يمكن أن تتحمله دول أخرى، مما يجعل الاعتماد على شرح مشكلة الزيادة السكانية من خلال الموارد والاستهلاك هو الأفضل.

مشكلة الزيادة السكانية تكون مرتبطة بموارد الدولة ومدى نجاحها اقتصاديًا وعلاقة ذلك والاستهلاك بعدد السكان ومعدل الإنجاب، لهذا وعلى سبيل المثال من الممكن أن يكون العدد المناسب للإنجاب في دولة غير مناسب في دولة أخرى، فمشكلة الزيادة السكانية باختصار هي مشكلة عدم توازن بين عدد السكان والموارد أو الإنتاج للدولة ذاتها.

ما تسببه الزيادة السكانية من مشكلات

من أكثر المشكلات أو السلبيات التي قد تنعكس على الشعوب ذاتها والدولة نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد السكان هي المشكلات في توفير السلع الغذائية أو توفير الرعاية الصحية المناسبة أو توفير الخدمات التعليمية بشكل كافي.

هي إحقاقًا للحق ليست مشكلة المسئولين والدول فقط هي مشكلة شارك فيها المواطنين الغير مؤهلين للإنجاب من الأساس أو الإنجاب بشكل يتناسب مع قدراتها المادية.

في النهاية يجب العلم أن معظم المشكلات التي تتعلق بالثقافة هي مسئولية المواطنين بنسبة أكبر من الحكومات أو المسئولين عن إدارة الدولة لأن وعي الفرد وإدراكه ومفاهيمه هي مسئوليته بعيدًا عن التلقين أو التزييف، فيجب على الشخص أن يكون على قدر من الوعي كافي لإدارة شئونه.