مظاهر التعاون بين سكان الحي وتأثيره على السكان

يهتم الكثير من موظفي وزارة التضامن الاجتماعي بالتعرف على مظاهر التعاون بين سكان الحي وتأثيره على السكان، حيث يعتبر التعاون من أهم الصفات التي يجب أن يشترك فيها أبناء الوطن والواحد وأبناء الحي واحد لكي تتم تنمية المجتمع الذي ينتمون له، حيث توجد الكثير من المظاهر التي تعبر عنه هذا التعاون والتي سوف نعرضها فيما يلي.

مظاهر التعاون بين سكان الحي

التعاون هو أحد العوامل التي تعمل على نشر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع، ويظهر التعاون في مجموعة من المجالات التي تشمل جوانب الحياة المختلفة، وحثَّ الإسلام على التعاون وشجع عليه في كل وقت وكل ما يتفع الفرد والمجتمع، حيث تظهر أشكال التعاون بين سكان الحي فيما يلي:

• أن يتعاون أبناء الحي الواحد في تشييد البيوت ونقل الألات والمعدات معا.
• مثل إطفاء الحرائق ومكافحة الجريمة.
• حراثة الأرض وزراعتها وحصاد المحاصيل ونقلها ودراستها.
• يشاركون في تشييع الجنائز ودفن الموتى واستقبال المعزيين.
• تنظيف الحي والاهتمام بالتشجير ووضع الورود والحد من التلوث.
• تقديم المساعدة والدعم المتبادل بين الرجال وبعضهم وبين النساء وبعضهم.
• المشاركة في الكثير من إظهار الفرحة في المناسبات التي منها الأفراح والنجاح في الدراسة والتخرج من الجامعة، ومشاركة الفرحة عند الرزق بمولود.
• مساعدة النساء في حالات الولادة والتعامل مع الطوارئ.
• الحرص على تعزيز الأمن والأمان في الحي.
• مساعد كبار السن في الكثير من الأمر التي تصعب عليهم.

تأثير التعاون بين سكان الحي على السكان

في صدد عرض مظاهر التعاون بين سكان الحي، يجب التعرف علي أن التعاون الذي ينشأ بين أهل الحي في المكان الواحد يكون له الكثير من التأثيرات الإيجابية على الأفراد بصورة واضحة والتي منها ما يلي:

• تقوية روح الانتماء للمجتمع لدى أفراده.
• يشعر الإنسان بالحرية وبالكرامة الإنسانية.
• يعرف الفرد أنه ذات قيمة عالية وكبيرة في المجتمع، حيث إنَ هناك من يهتم به.
• تماسك المجتمع وترابطه وازدهاره.
• نشر بين أفراد الحي الواحد محبتهم لبعضهم البعض.
• يحرص الفرد على الجد والاجتهاد بصورة مستمرة من أجل تنمية المجتمع الذي ينتمى له.
• إرساء دعائم الاستقرار في المجتمع.
• العمل بصورة دائمة على نشر وإشاعة قيم الخير والفضيلة في المجتمع.
• الحرص على عكس صورة ومظهر حضاري لأفراد المجتمع في تعاونهم مع بعضهم البعض.

التعاون في الإسلام

في صدد عرض مظاهر التعاون بين سكان الحي، يجب التعرف على أم كل الأديان السماوية حثتنا على التعاون، ومنها الدين الإسلامي الذي أمرنا بالأتحاد والتعاون في كل وقت وكل ما فيه مصلحة للفرد والمجتمع، حيث وردت في القرآن والسنة وذلك ما يتضح فيما يلي:

1- التعاون في القرآن الكريم

أمرنا الله عز وجل بالتعاون على الخير ونشر السلام ونبذ العنف والحرب، حيث توجد الكثير من الآيات القرآنية التي ورد بها التعاون وأثره على الفرد والمجتمع والتي منها ما يلي:

• ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]
• ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴾ [الكهف: 95]
• ﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [القصص: 34، 35]
• ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 9، 10].

2- التعاون وأثره في السنة النبوية

رسولنا الكريم هو خير مثال على نشر التعاون بين الناس، حيث حثنا في سنته الشريفة على نشر التعاون في الأحاديث التالية:

• عن أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى اله عليه وسلم ـ قال “بيْنَما نَحْنُ في سَفَرٍ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى رَاحِلَةٍ له، قالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ، حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ”[صحيح مسلم]
• مَن سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عنْه
• “أنَّ أَبَا قَتَادَةَ طَلَبَ غَرِيمًا له، فَتَوَارَى عنْه، ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقالَ: إنِّي مُعْسِرٌ، فَقالَ: آللَّهِ؟ قالَ: آللَّهِ؟ قالَ: فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عنْه”[صحيح مسلم]

التعاون هو أحد المقومات الأساسية لأي مجتمع ناجح فالإنسان لا يستطيع أن ينجح بمفرده دون اللجوء لأحد، فالتعاون شكل أساسي من أشكال تحقيق التوازن، حيث أنه لا يتم بين البشر فقط بل يحدث التعاون أيضَا بين جميع الكائنات الحية.