ما هي ثقافة حقوق الإنسان في الدول العربية

أن حماية حقوق الإنسان من أهم القضايا المجتمعية التي من شأنها ضمان للإنسان أن يحيا حياة كريمة ويتمتع بالكرامة، فهي تقوم على أساس المساواة بين مختلف الأفراد في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الدين أو اللغة أو غيره، وسوف نتعرف معاً على مفهوم ثقافة حقوق الإنسان في الدول العربية وأهم قضايا حقوق الإنسان، والتي ترتبط بزيادة الوعي بكرامة الإنسان.

ثقافة حقوق الإنسان في الدول العربية

لقد برز أهمية حقوق الإنسان بعدما أصدرت الأمم المتحدة وثيقة للإعلان عن اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وسوف نوضح مفهوم ثقافة حقوق الإنسان في الدول العربية:

• تعرف ثقافة حقوق الإنسان بأنها ثقافة بناء الحقوق والعلاقات المدنية بين الأفراد، فهي لا تعني الحرية الفردية، حيث أنها تقوم بناءً على مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب أن تنتشر بين جميع أفراد المجتمع.
• تعتمد على بعض الأسس التي تتعاون الحكومات والدول مع بعضها البعض من أجل حماية حقوق الإنسان والتصدي للانتهاكات ضد حقوق الإنسان منها زيادة الوعي بين أفراد المجتمع وتعريفهم بأهمية حقوق الإنسان ومبادئها الأساسية.

معايير تطبيق ثقافة حماية حقوق الإنسان

أن ثقافة حماية حقوق الإنسان في مختلف دول العالم تقوم على عدد من الأسس والمبادئ التي من شأنها حماية حقوق جميع المواطنين في مختلف المجتمعات، وتلك المبادئ هي كالآتي:

• نشر الوعي بين أفراد المجتمعات حول نص القانون الدولي، الذي يتضمن مبادئ حماية حقوق الإنسان، الأمر الذي يعزز ثقافة الأفراد بثقافة حقوق الإنسان وأهميتها.
• وضع معايير تضمن التعامل على أساس المساواة بين أفراد المجتمع، وتحمي من أسلوب العنف.
• المساعدة المشتركة بين صناع القرار والحكومات والمؤسسات المعنية لحقوق الإنسان لوضع قوانين من شأنها التصدي لأي انتهاك ضد حماية حقوق الإنسان.
• توقيع اتفاقيات بين البلاد تنص على أهمية احترام حقوق الإنسان وتنفيذ متطلباتها من الناحية السياسية والقانونية.
• توقيع اتفاقيات بين البلاد تنص على حماية الأطفال من الاعتداءات السائدة في عدد من الدول.
• زيادة الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية مشاركة المرأة في الحياة المجتمعية، وخلق فرص لها، وتمكينها في المجتمع، وإبراز دورها في المشاركة في صناعة القرار.
• تعليم الأطفال منذ الصغر أساسيات الحفاظ على حقوق الإنسان، وتحسين سلوكياتهم لمعالجة التنمر وغيرها من الانتهاكات التي تتعارض مع حقوق الإنسان.
• إجراء المزيد من البحوث حول أهمية الحفاظ على حقوق الإنسان ثم نشرها لزيادة الوعي بها بين أفراد المجتمعات.

قضايا ثقافة حماية حقوق الإنسان 

لقد أصدرت الأمم المتحدة وثيقة لتعريف أهمية حقوق الإنسان وحماية كرامة الإنسان وأهمية تطبيق المساواة بين أفراد المجتمع، ولقد عرف هذا اليوم أنه يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 ميلادياً، ليتم الاحتفال به في العاشر من شهر كانون الأول من كل عام في جميع دول العالم، وسوف أهم قضايا حماية حقوق الإنسان:

1-تلبية احتياجات الإنسان الأساسية

هي أول القضايا الأساسية لحماية حقوق الإنسان، والتي تكمن في تعيين نشطاء لهم مسئوليات تلبية احتياجات الإنسان الأساسية التي يحتاج إليها الفرد، والتي تتضمن حق المسكن، وحق المأكل، وحق المأوى، وحق الدواء، والتي هي حقوق أساسية، ولكن يفتقر البعض إليها.

2-حماية حقوق الفئات الضعيفة

تنطوي على تعيين نشطاء لهم مسئوليات حماية حقوق الفئات الضعيفة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم، وذلك يضمن حمايتهم من انتهاكات أصحاب النفوذ والسلطات، بالإضافة لضمان عدم تجاهلهم كفئات مهمة من حقها المشاركة في المجتمع.

3-الوقوف ضد الفساد المجتمعي

يكمن أهمية حقوق الإنسان في حق الإنسان في التصدي ضد جميع أشكال الفساد المجتمعي مثل الحكومات أو بيئة العمل، وأيضاً الحق في التحدث والتعبير عن التعرض لأي شكل من أشكال الإساءة أو القمع أو الظلم أو غيرها من أوجه الفساد والتجاوزات.

4-حرية ممارسة الشعائر الدينية

مع تعدد أساليب الإرهاب والحروب والقمع والظلم تحت اسم الدين، كان من الضروري أن تتضمن حقوق الإنسان حماية ممارسة الشعائر الدينية جميعها أياً كانت، والتي تتضمن السماح أن تمارس بأمان وسلام.

5-حماية حق الكلام والتعبير للإنسان

يحق لجميع المواطنين في مختلف الدول التعبير عن آرائهم وأفكارهم وإظهار مشاعرهم أمام أفراد المجتمع وأمام جميعه المؤسسات، وأيضاً حماية الإنسان من كافة أشكال التهديدات المجتمعية أيا كان نوع هذه الجهة أو سلطتها في الدولة.

6-حماية حق المرأة في المجتمع

تؤكد ثقافة حماية حقوق الإنسان على أهمية احترام حق المرأة باعتبارها من أهم فئات المجتمع، ولها الحق في الحصول على فرصة عمل والمشاركة المجتمعية، ويتم التأكيد على قضايا الزواج بشكل خاص، فلا يجوز إجبارها على الزواج حيث ان من حقها اختيار شريك الحياة دون أن نوع من الضغط عليها من الأهل.

7-تشجيع فكرة تكافؤ الفرص

تمكن حماية حقوق الإنسان أن جميع الأفراد لديهم حق العمل في كافة المؤسسات سواء القطاع العام أو القطاع الخاص، وذلك دون التعرض لأي نوع من الظلم أو التحيز أو سوء المعاملة، كما يشمل هذا تشجيع المساواة بين جميع الموظفين.

8-توفير حق التعليم للإنسان

مع انتشار الفقر والأمية في عدد كبير من الدول لاسيما المجتمعات الفقيرة، كان من الضروري تدعيم حق التعليم للإنسان بمختلف الطبقات والفئات الاجتماعية، مع أهمية التصدي للفقر، حيث يجب على جميع المواطنين الحصول بدون استثناء.

مبادئ حماية حقوق الإنسان في الدول

تعتبر حقوق الإنسان هي السبيل الذي يحافظ على كرامة المواطن في المجتمع، حيث أنه ينطوي على عدد من المبادئ، وهي كالآتي:

• مبدأ المساواة وعدم التمييز بين أفراد المجتمع سواء على أساس الجنس أو الدين أو العمر أو غيرها، حيث أن التمييز أمر مرفوض تماماً بكافة صوره وأشكاله.
• مبدأ المشاركة لجميع المواطنين في صنع القرارات التي تتعلق بحياتهم ومستقبلهم، بما في ذلك المشاركة في المجتمعات المحلية والمدنية وغيرها.
• مبدأ الثبات لأن حماية حقوق الإنسان هو من القضايا الثانية في كل مكان وفي كل مكان، حيث يولد جميع الأفراد أحرار يتمتعون بالمساواة في الكرامة والحقوق.
• مبدأ المسؤولية لجميع دول العالم تقع عليها مسئولية حماية حقوق الإنسان وتوفير له احتياجاته الأساسية.
• مبدأ الترابط بين جميع قضايا حقوق الإنسان، والتي من شأنها الحفاظ على كرامة الفرد في المجتمع.

في الختام، يجب الإشارة أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينطوي على مجموعة من البنود، يأتي في أولوياتها الحق في عدم التمييز، والحق في المساواة، والحق في الزواج، وحق في تكوين أسرة، والحق في الملكية الخاصة، والحق في الحماية من التعذيب، والحق في اللجوء لدول أخرى في حالات القمع والاضطهاد.