تحتفل السينما المصرية اليوم بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، إحدى أبرز نجمات الفن المصري وصاحبة مسيرة فنية طويلة تركت خلالها بصمة إنسانية خالدة، أبرزها دورها الاستثنائي في فيلم “الخرساء”، حيث قدمت شخصية “نعيمة”، الفتاة الخرساء التي فقدت والدتها منذ الصغر لتتعرض لاحقًا لسلسلة من الظلم والإهانة على يد زوجة الأب، بينما يراقبها عتريس وابنه مستغلًا ضعفها وصمتها، ما جعل الدور أحد أصعب أشكال التمثيل اعتمادًا على لغة الجسد وحدها دون أي حوار صوتي، ونجحت سميرة أحمد في تجسيد الانكسار الداخلي والخوف المكبوت بدقة وصدق إنساني نادر، محوّلة الصمت إلى خطاب كامل يعكس الموهبة الفطرية والتقنية العالية في الأداء.
وعلى مدار مسيرتها، قدّمت سميرة أحمد أدوارًا مميزة في أفلام مثل “البنات والصيف” الذي منحها شهرة واسعة، و”صراع الأبطال”، “أم العروسة”، “قنديل أم هاشم”، و”الشيماء” الذي شكل لحظة توهج كبرى، فضلاً عن أعمال مثل “ليلي وقضبان” و”عالم عيال عيال” الذي أنتجته بنفسها، مؤكدة وعيها الفني ودورها كمنتجة صانعة للسينما.
وفي الدراما التلفزيونية، تألقت أحمد في أعمال منها “غدا تتفتح الزهور”، “امرأة من زمن الحب”، “أميرة في عابدين”، “ضد التيار”، و”ماما في القسم”، لتصبح رمزًا للتمثيل متعدد الأبعاد، بطلة سينمائية ورائدة دراما العائلة، مما يجعل مسيرتها علامة بارزة في تاريخ الفن المصري.
يأتي الاحتفاء بعيد ميلاد سميرة أحمد اليوم كتذكير بإرث فني استثنائي ترك أثره في السينما والتلفزيون على حد سواء.
