الأواني الحجرية في جازان رمز تراثي يجمع بين الأصالة وروعة الطبيعة

تزخر منطقة جازان بتراث ثقافي غني يجمع بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة وبراعة الإنسان، ويشكّل جزءًا من الهوية المتوارثة عبر الأجيال، لتبقى شاهداً حيًا على أصالة المنطقة وروح الجبال، ومن أبرز معالم هذا الإرث الأواني الحجرية التقليدية التي تُعرف محليًا باسم “المغشّات”، والتي تُستخدم في المطابخ الشعبية لتقديم المأكولات الجيزانية بنكهات تعبق بروائح الأجداد.

وتُصنع هذه الأواني من الحجر الصابوني المستخرج من جبال قيس بمحافظة العارضة، باستخدام أدوات تقليدية مثل الأزميل والقدّوم والمرزبة، وتُشكل بأيدٍ ماهرة إلى أشكال دائرية وبيضاوية تُستخدم في طهي الأطعمة الشعبية مع الحفاظ على الحرارة لفترات طويلة، وفي هذا الإطار أوضح الحرفي عبده مكي من سوق الثلاثاء الأسبوعي بمحافظة صبيا أن هذه الصخور تُحوّل إلى أوانٍ متعددة تشمل “المغشّ”، و”الحِسّية”، و”القدور”، و”الفناجيل”، معبراً عن أن الطعام المطهو فيها يحظى بنكهة خاصة، وتُجيد الأمهات استخدامها بخبرة تراكمت عبر الأجيال.

وأضاف مكي أن الأواني الحجرية تلقى رواجًا واسعًا بين سكان وزوار المنطقة، وتختلف أسعارها وفق الحجم والجودة والزخرفة، مشيراً إلى أنها تحافظ على قيمتها التراثية والجمالية، وتُمثل رمزًا للانسجام بين الإنسان والطبيعة في جازان، كما تظل شاهدًا على براعة الحرفيين الذين حوّلوا الصخور إلى قطع فنية تنبض بالأصالة وتحمل قصة هوية متجذرة لا تبهت مع الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام