يخلق من الشبه أربعين ما هو موقف هذا المثل

هناك عدد من المهتمين بالأمثال الشعبية الباحثين عن أصل مثل يخلق من الشبه أربعين وما هو موقفه، وذلك لأن الأمثال الشعبية هي في الأصل عبارة عن قصص لها معنى يتم أخذ منها عبرة، وتكون تلك العبرة مثلًا يتناقل من جيل إلى آخر، كما أنه تعكس ثقافة الشعوب، ويرجع ذلك لسرعة انتشارها.

يخلق من الشبه أربعين ما هو موقف هذا المثل

يعتبر مثل يخلق من الشبه أربعين من بين الأمثال الشعبية التي تتداول بين العامة منذ وقت طويل، لكن غير مستدل على قائلها، لكنه يُقال عند رؤية شخص يكون شبيهًا لشخص آخر بشكل كبير لدرجة التطابق، وذلك على الرغم من عدم وجود أي صلة قرابة فيما بينهم.

حيث إن الجدل محسومًا بأن لكل شخص آخر يشبهه وكأنه توأمه، وذلك دون الاعتبار للاختلافات التي قد تكون في الفكر والثقافة والميول، إذ إن الشبه قد يكون بالسلوكيات، فإننا نرى أشخاصًا يشبهون المشاهير من المغنين والفنانين الرؤساء أحيانًا.

ما أصل كلمة أربعين

تزامنًا لمعرفة موقف مثل يخلق من الشبه أربعين نذكر أنه يمكن شرح أصل كلمة أربعين، حيث إن أصلها يرجع فارسيًا، وهو أصل المثل أيضًا، وهي تعني الكثير وليس مقصودًا بها 40.

بل إنها كلمة يتم استخدامها بغرض المبالغة، وتم استخدام لفظة 40 في الكثير من الأمثال العربية للغرض نفسه، ولذلك أصبح الرقم أربعين يتم استخدامه من أجل الإشارة إلى الكثرة، وذلك مثل أصل الكلمة الفارسية.

حكم قول يخلق من الشبه أربعين

استكمالًا للتعرف على جوانب مثل يخلق من الشبه أربعين نذكر أنه شرعًا لا بأس في قوله، ويرجع ذلك إلى أنه مثل شعبي دارج، وليس نصًا شرعيًا، حيث إن قول تلك الكلمة لا تُجزم بأنه هناك عدد معين من الأشخاص المتشابهة، فلقد خلق الله عز وجل ما يشاء، ولذلك لا يوجد تعارض مع المثل.

يُذكر أنه جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” الأرواحُ جنودٌ مُجنَّدةٌ؛ فما تعارَف منها ائتَلَف، وما تناكَر منها اختَلَف” [الراوي: علي بن أبي طالب، المصدر: الضعفاء الكبير].

نجد في هذا الحديث دلالة على أن التشابه من الأمور المتعارف عليها منذ وقت طويل، وأنه لا يتعارض مع المعتقدات الإسلامية، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليها، ولم يحذرنا منه أو يمنعنا عن الحديث عنه.

استخدامات مثل يخلق من الشبه أربعين

وصولًا إلى تفسيرات مثل يخلق من الشبه أربعين يمكن الاطلاع على استخدامات المثل من خلال الآتي:

• يتم استخدام هذا المثل عند التعجب من تشابه فردين أو أكثر.
• المزاح حول التشابه بين فردين أو عدة أفراد.
• التعبير عن فكرة وجود تشابه بين عدة أشخاص.

المشبهون بالرسول صلى الله عليه وسلم على مر العصور

على سبيل الاطلاع على تفسير مثل يخلق من الشبه أربعين نذكر أنه هناك عدد من الصحابة والأنبياء الذين قيل عنهم إنهم مشابهين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم ما يلي:

• سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كان من أولى العزم من الرسل، وكان يشبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل كبير.
• الحسن بن علي بن أبي طالب: هو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالدته هي السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ويُذكر أنه كان يشبه الرسول ما بين الصدر إلى الرأس.
• مصعب بن عمير سفير الإسلام الذي استشهد في غزوة أحد على يد قتله ابن قمئة عندما ظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• كابس بن ربيعة بن مالك الذي قال أهل البصرة عنه للخليفة معاوية بن أبي سفيان أنهم فُتنوا به على أنه يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما أتى به قام له معاوية وقبله بين عينيه إكرامًا له لشبهه الكبير برسول الله صلى الله عليه وسلم.

في نهاية الاطلاع على دلائل مثل يخلق من الشبه أربعين نرى أن الأمثال تعتبر من الأشكال التعبيرية الشعبية التي تنتشر بين الناس، والتي تعبر عن الثقافة ومشاعر الشعوب باختلاف انتمائهم، فهي تجسد عادات وتقاليد منذ مر الزمان.