موسى و السحرة.. ما موقف السحرة من موسى عليه السلام؟

تتضمن قصص الأنبياء عليهم السلام العديد من العبر والعظات، ومن أبرز تلك القصص قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون والسحرة، فبها الكثير من الدروس المستفادة والعبر، بالإضافة إلى المعجزات التي عزز الله بها سيدنا موسى وكانت سببًا في إظهار الحق والنصرة على الظلم والضلال، ومن خلال هذا المقال نوافيكم قصة موسى والسحرة، بالإضافة إلى ما موقف السحرة من موسى عليه السلام.

قصة موسى والسحرة

قد رغب فرعون في صد البشر عن ذكر الله واتباع ما يدعو إليه موسى عليه السلام، وعندما رأى فرعون المعجزات التي أيد الله بها موسى عليه السلام كالعصا التي تحولت إلى ثعبان وكذلك يده التي خرجت من جيبه بيضاء بغير سوء دون علة أو مرض قد لج فرعون إلى الشعوذة والسحر لتحقيق ما يريد من غايات فقد طلب فرعون من السحرة تحدي موسى عليه السلام وان يأتوا بمثل ما أتى به فلم يتمكن فرعون من التفريق بين السحر والمعجزة.

مواجهة موسى والسحرة

بعد التطرق إلى قصة موسى والسحرة نوافيكم بأن فرعون قد وعد السحرة بأن يكون لهم الأجر العظيم في حال غلبوا سيدنا موسى في التحدي وجاء ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “ وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرعَونَ قالوا إِنَّ لَنا لَأَجرًا إِن كُنّا نَحنُ الغالِبينَ“ وسيكون السحرة فيما بعد من الحاشية المقربة لفرعون إن تمكنوا من غلبة موسى عليه السلام…

طلب سيدنا موسى من السحرة أن يلقوا ما قد جمعوا أولًا وكان فرعون قد جمع السحرة البارعين وقد اختار سيدنا موسى أن يبدؤا أولًا استخفافًا بما سيفعلون وقد أقسم السحرة بعزة فرعون أن يغلبوا موسى عليه السلام فألقوا الحبال والعصي وقد امتلأ المكان بالحبال المتحركة كالثعابين والأفاعي..

قد وقع الخوف في قلب موسى عليه السلام فقد خاف من تصديق الناس لما رأوا من السحرة وقد جاء الوحي الإلهي ليطمئنه في ذلك الوقت بأنه سيغلبهم فقد أمر برمي العصا على الأرض وقد لقفت العصا وأكلت كل ما ألقاه السحرة فقد تحولت إلى ثعبان وقد أكل كل العصي…

ما موقف السحرة من موسى عليه السلام

في ضوء عرض قصة موسى والسحرة نوافيكم بأن السحرة قد دهشوا مما رأوا من سيدنا موسى عليه السلام بشكل كبير، وقد علموا أنه نبي من الله تعالى وقد جاء بعجزة لا سحر فقد سجدوا لله تعالى في تلك اللحظة وآمنوا به دون النظر إلى فرعون أو الخوف منه وقد صدم فرعون عندما أعلن السحرة إسلامهم…

عاقبة سحر فرعون

بعد استيفاء عرض قصة موسى والسحرة نوافيكم بأن فرعون قد حاول وهم السحرة بأن ما قدمه موسى عليه السلام ما هو إلا سحرًا وقد أظهر لهم شبهة أخرى وهي تتضح في قول الله تعالى: “ قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنَّهُ لَكَبيرُكُمُ الَّذي عَلَّمَكُمُ السِّحرَ” وقد تمسك السحرة بالإيمان بالله فقال لهم فرعون كما تبين في قول الله تعالى: ” لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ”.

نتعلم من قصة سيدنا موسى عليه السلام الصبر والإيمان بالله عز وجل والتوحيد، وأن الحق سيظهر ولو بعد فترة طويلة، والإيمان يجعل الإنسان قلبه يتفتح؛ ليصل إلى النجاة من كل شر في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة.