مفهوم النسيج الاجتماعي لغة واصطلاحًا
مفهوم النسيج الاجتماعي لغة واصطلاحًا محط اهتمام وأنظار عدد كبير من الأشخاص في شتى المجالات، حيث إن كل مجتمع في كل دولة يتمتع بعدد من القوانين والأنظمة المختلفة وغير الثابتة، وللأفراد بداخله بعض المعايير الاجتماعية التي تجعلهم أكثر تماسكًا وغير متفككين والابتعاد عن انهيار المجتمع؛ لذا من خلال موقعنا سوف نعرض أبرز مكونات النسيج الاجتماعي.
مفهوم النسيج الاجتماعي لغة واصطلاحًا
إن النسيج الاجتماعي يأتي عبارة عن باقة من الروابط والعلاقات، والتي تقوم بدورها على الربط بين الأفراد والمجتمعات، وذلك من أجل التعبير عن وقياس مدى تفاعل أبناء المجتمع الواحد مع بعضهم البعض.
بحيث يكون المجتمع أكثر قوة ومرونة حين يكون التفاعل بين الأفراد يسير في اتجاه إيجابي وحضاري أيضًا، وفي ذات الوقت يكون النسيج ضعيفًا ويسهل انهياره في حال وجود خلافات وعدم اتفاق وصراعات بين أفراد المجتمع، أو إذا فُقد أحد أفراده أو وجود مشكلات مجتمعية وانتشار الجريمة والمجرمين بداخله.
أبرز مكونات النسيج الاجتماعي
هناك مجموعة من المكونات التي يتألف منها النسيج الاجتماعي وتكوين العلاقات والروابط بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، وتأتي أهم تلك المكونات على النحو الآتي:
- الدين: يساعد على تقوية وتعزيز الجوانب الروحية، وهذا بين الأفراد والمجتمع.
- اللغة: تعتبر السبيل الأساسي من أجل الاتصال والتفاعل والتواصل بشكل سهل.
- العادات والتقاليد الاجتماعية: يُشير هذا المكون إلى أسلوب تعامل أفراد المجتمع الواحد خلال المناسبات الاجتماعية والمواقف المختلفة التي يتعرضون لها.
- الثقافة: تُشكل مجمل الخبرات والمعارف المشتركة لجميع أفراد المجتمع، وذلك يكون نتيجة مترتبة على التفاعل بينهم وبين بعض.
- العُرف الاجتماعي: يعتبر المقصود بهذا المكون هو المُعتقدات والظنون والمبادئ المنتشرة والمتعارف عليها بين أفراد المجتمع الواحد.
المقصود بتعزيز وتقوية النسيج الاجتماعي
يُعد المقصود بتعزيز وتقوية النسيج الاجتماعي هو تفاعل أكثر، وبصورة أفضل بين أفراد وأبناء المجتمع الواحد؛ وذلك حتى يستطيعوا تكوين المزيد من الصداقات بصورة أكبر، وكذلك المشاركة سويًا بصورة أكثر وضوحًا داخل المجتمع.
مما يساهم في الإحساس بالسرور والسعادة، وزيادة روح التعاون بين أفراد المجتمع، أو يرغب الأغلب منهم في تقديم المساعدة للآخرين من حولهم عند الحاجة لهذا، وهذا الأمر ينعكس على المجتمع بصورة إيجابية وسليمة، مما يجعل بيئة المجتمع بيئة صحية وأكثر إيجابية ومتعة لتجربة العيش فيه.
عوامل تعزيز وتقوية النسيج الاجتماعي
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض العوامل التي تلعب دورًا حيويًا من أجل تعزيز وتقوية النسيج الاجتماعي، وتأتي أبرز تلك العوامل والأساليب على النحو الآتي:
- وسائل الإعلام المختلفة، والتي من بينهما مواقع التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا”.
- المؤسسات سواء كانت التعليمية أو الدينية، فضلًا عن المؤسسات التربوية باختلاف أنواعها.
- القبائل: تعتبر القبيلة واحدة من أبرز العوامل الاجتماعية الأساسية التي لها تأثير قوي في بناء وتعزيز النسيج الاجتماعي، فهي تساهم في توطيد وتنمية الروابط الاجتماعية.
- المدارس: تُعد المدرسية أكثر مؤثر على غرس قيم الترابط الاجتماعي بداخل نفوس الأطفال منذ الصغر، مما يساعد على تطوير شخصياتهم ليكونوا أعضاء فعالون ولهم تأثيرهم داخل المجتمع.
- الأسر: تُمثل أساس نضخ وتشكيل شخصية الإنسان، وكذلك تؤثر في سلوكه تجاه النسيج الاجتماعي، وهذا يكون عن طريق ما تغرسه من قيم تجاه الانتماء للوطن أو المجتمع.
أهمية المجتمع للأفراد
يُعد التواصل بين الأفراد في النسيج الاجتماعي من أبرز العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية، فمن دون مجتمع وعلاقات وروابط اجتماعية ينهار الشخص معنويًا وجسديًا، حيث إن الشخص منذ صغره وفي الأغلب تكون علاقات اجتماعية أولها مع والدته، ومن ثم أسرته والمجتمع.
بالإضافة إلى أن بقاء الشخص يرتبط ببقائه على قيد الحياة بقدرته على التعايش الاجتماعي، وهذا ما عملت الأبحاث والدراسات الأخيرة على توضيحه.
أهمية المجتمع لدى العلماء والفلاسفة
إن أهمية المجتمع تختلف تبعًا لمنظور كل فيلسوف وكل عالم، بالتالي يمكن توضيح بعض آراءهم، وهذا يأتي على النحو الآتي:
1- أرسطو وأفلاطون
يظن ويرى أرسطو أن المرء بطبعه اجتماعي، وكذلك بحاجة مستمرة للعيش مع غيره، وركزت نظريته ورأيه في المجتمع على الفرد أكثر من الجماعة.
بينما أفلاطون فمن رأيه أن المجتمع أو البلاد هو المتحكم بالفرد، ويؤكد على أهمية المسؤولية الاجتماعية في النطاق الاجتماعي، وكانت نظريته مركزة أكثر على الجماعة من الفرد.
2- لازاروس وستينثال
قام كل من الفيلسوفين لازاروس وستينثال عن مفهوم العقل الجماعي، والذي ركز على فكرة تطور الشخصية على حسب تأثرها بالثقافة والمجتمع المُحيطة.
3- جورج هيجل
تجدر الإشارة إلى أن جورج هيجل هو أول من عرف مفهوم تطور عقل الفرد الاجتماعي، وارتباطه بالمجتمع، مما يترتب على تطور العقل الجماعي فيما بعد.
إن المجتمع بمثابة نسيج اجتماعي من صُنع الإنسان، وهو يتألف من عدة أنظمة وقوانين، والتي بدورها تقوم بتحديد المعايير الاجتماعية التي تعود بآثارها على أفراد المجتمع، والنسيج يكون عبارة عن روابط بينهم وتُشير لمدى تفاعلهم معًا.
Questions & Answers
إن من صاغ مصطلح النسيج الاجتماعي هو "تيم لوريل".
المقصود بالنسيج الاجتماعي "الروابط التي نقيمها مع بعضنا البعض، مما يجعل الجميع جزءًا من الخيط المشترك للمجتمع ككل".
النسيج يعني "إدراك الصحة والكمال كحالة أساسية، والتغلب على عوائق الروابط التي تبدو مكسورة".
تعليقات