ما هي قصة قوم لوط؟ وكيف انتهت وما الدرس المستفاد منها؟
قصص الأنبياء هي ما نأخذ منه العبرة والعظة، ما هي قصة قوم لوط؟ وكيف انتهت وما الدرس المستفاد منها؟ ذُكرت هذه القصة في القرآن الكريم، هؤلاء القوم الذين عاقبهم الله عز وجل عقابًا رادعًا جراء ما ارتكبوه من جرم عظيم، ومن خلال موقعنا سنعرض قصة سيدنا لوط كاملة.
ما هي قصة قوم لوط
أرسل الله عز وجل نبيه لوط عليه السلام بعدما هاجر مع إبراهيم عليه السلام إلى مدينة سدوم من أرض غور زُغر، فدعا قومه إلى عبادة الله وترك الشرك، ونهاهم عن ارتكاب الفواحش والمحرمات، وخاصة فعل اللواط، ولكنهم قابلوا دعوته بالرفض، وأصروا على فعلتهم وكفرهم، فأرسل الله عز وجل عليهم عذابًا من عنده.
وقال تعالى: “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ“ [القمر: 33]، فكانوا أول قوم ارتكبوا فعل اللواط، وقد أنزل الله عليهم عقابه جراء كفرهم وشركهم، وقوم لوط هم قوم سكنوا سدوم، وهي قرية تقع في شرق النهر في غور الأردن عند البحر الميت، وكانوا يعبدون الكثير من الآلهة، واشتهروا بفعل اللواط، وكان الله قد أنعم عليهم بالكثير من النعم.
ولكنهم استغلوها في معصيته، فوصفهم الله عز وجل بقوله تعالى: “وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ“ [الأنبياء: 74]، حيث كانوا يجاهرون بالمعصية وبفعلتهم، حتى بعث الله لهم سيدنا لوط، ولكنهم استمروا على المعصية.
نبذة عن سيدنا لوط
كان لوط عليه السلام من الذين آمنوا بدعوة عمه إبراهيم عليه السلام، وهاجر معه إلى الشام، ثم عاد إلى سدوم، وتزوج منهم، فأرسله الله عز وجل إليهم، فآمن معه ابنتاه، وكفرت به زوجته، وكانت تنقل أخباره إلى قومها، ودعا لوط عليه السلام قومه إلى التوحيد ولكنهم كذبوه وهددوه بالطرد من القرية، ولكنه استمر في دعوتهم، وقام بنصحهم، وتحذيرهم من عذاب الله فاستهزئوا به.
ذهاب الملائكة لسيدنا لوط
أرسل الله عز وجل عددًا من الملائكة لسيدنا لوط على هيئة رجال يمشون على أرجلهم فخاف عليهم من قومه، وسارعت زوجته لتخبر القوم بأمر الرجال، وكانت تصف لهم حُسنهم، فجاؤوه يطالبونه بالرجال فنصحهم بالزواج من بناته فهن أطهر لهم، أي أن هذه هي الفطرة السليمة، ولكنهم سخروا منه وطالبوه بالرجال.
فلجأ إلى الله عز وجل، فطمأنته الملائكة أنهم رسل أرسلهم الله عز وجل لهلاك قومه، قال تعالى: “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ” [هود: 81].
فسار لوط عليه السلام مع بناته ومن آمن معه في الليل، وفي الصباح أرسل الله على قومه العذاب فهلكوا جميعًا.
نهاية قوم لوط
أهلك الله عز وجل قوم لوط بالحصباء، وهي الحجارة فدمرتهم جميعًا، فنجا لوط عليه السلام وبناته ومن آمن معه، ومن العذاب الذي طالهم أنه قد قُلبت الأرض عليهم فأصبح عالي قريتهم أسفلها، وأمطرت السماء عليهم بحجارة من طين متصلب، وجعلها الله مجاورة لبعضها كالصف الواحد، وقيل إن جبريل عليه السلام هو من خسف بهم الأرض وجعل عاليها سافلها عليهم.
الدروس المستفادة من قصة قوم لوط
هناك عدة دروس مستفادة من قصة قوم لوط، تُنبه المسلمين إلى عدة أمور هامة، وهي كالتالي:
- اجتناب موضع الشبهات وتجنب مواضع الفواحش والمعاصي.
- يتوجب علينا أن نمتثل لأمر الله عز وجل وطاعته، فلم يحرم الله عز وجل أمرًا إلا وفيه ضرر لنا.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- البلاء يكون على قدر محبة الله عز وجل لعبده، فالله لا يبتلي إلا عباده الذين يحبهم ليختبر صبرهم.
- عدم مخالفة الفطرة التي خلقنا الله عليها، وهي زواج الذكر من الأنثى.
- إن الجهر بالمعصية والإصرار عليها عند الله هو أشد وأعظم من ارتكاب المعصية نفسها.
- إن الله يكون مع الذين آمنوا ويرعاهم ويحيطهم بلطفه.
قصة قوم لوط توضح لنا العذاب الذي طال هؤلاء القوم بسبب ما ارتكبوه من ذنب وتفاخرهم بفعلتهم وإصرارهم عليها، فكانت نهايتهم هي الهلاك، ونجاة سيدنا لوط عليه السلام ومن آمن معه، فالله يحفظ المؤمنين ويحيطهم بلطفه.
Questions & Answers
كان قوم لوط كفار من جهات، من جهة استحلال الفاحشة، ومن جهة الشرك، ومن جهة تكذيب الرسل.
امرأة لوط كانت تسر الكفر وتظهر الإيمان.
ثبت قطعًا أن البحر الميت هو مكان خسف قرى قوم لوط.
تعليقات