ما هي عادات وتقاليد الزواج في فلسطين

ما هي عادات وتقاليد الزواج في فلسطين؟ حيث إن هناك تنوع واختلاف بعض الشيء بين المناطق الفلسطينية المتنوعة، وبين القروي والمدن إلا أن هناك تقاليد مشتركة بينها جميعًا، والتي تُميز مراسم الزفاف في هذه الدولة، مما يجعل البعض يهتم بمعرفة تلك العادات التي يمتعون بها؛ لذا من خلال موقعنا سوف نطرح خطوات الزواج في فلسطين.

ما هي عادات وتقاليد الزواج في فلسطين

إن عادات وتقاليد الزواج تختلف من دولة إلى أخرى، وكذلك من منطقة إلى أخرى في نفس البلد، وتتميز كل دولة بتقاليدها الخاصة بها من أجل الاحتفال بالزواج، حيث إن هناك بعض الاحتفالات التي يحكمها الطابع الديني وأخرى الطابع الاجتماعي.

كذلك تختلف تكاليف ومراسم الزواج باختلاف البلدان وكذلك الحالة الاقتصادية الشائعة، وفي الأغلب يتم التجهيز بصورة مسبقة من أجل الزواج حتى تسير الأمور بصورة جيدة، كما أن الشعب الفلسطيني يتمسك بشكل كبير بعاداته وتقاليده، ويهتمون بالحفاظ عليها لأنها روح وذاكرة الشعب.

خطوات الزواج في فلسطين

توجد مجموعة من الخطوات التي يتم اتباعها من أجل إجراء الزفاف أو الزواج في دولة فلسطين، فهي تتمتع ببعض الإجراءات التي يتم اتباعها وتميز الدولة عن غيرها، وهي جاءت على النحو التالي:

1- اختيار العروس

إن مهمة اختيار العروس يتم توكيلها في الأغلب إلى والدة العريس أو إحدى أخواته، حيث إنه لا يوجد في فلسطين ما يُسمى بالمرأة المعروفة في الدول الأخرى باسم “الخاطبة”.

فإذا لم يمتلك العريس ابنة عمم أو خال، أو ابنة عمة أو خالة حتى يتزوجها، تقوم والدته بالاتفاق مع صديقاتها وأقاربها مكن أجل ترشيح بعض الفتيات الموجودة بذات المنطقة أو غيرها من المناطق المجاورة اللاتي يريدن الزواج، كما أن الترشيح يكون حسب شروط ومواصفات يُريدها العريس.

2- خطبة العروس

في الأغلب تذهب والدة العريس بمفردها أو معها إحدى بناتها من أجل الحديث مع العروس ووالدتها بخصوص شروطهم وما يُريدونه من أجل الزواج من ابنها، وكذلك تحديد موعد للطلبة، حيث إنه من تقاليد أهل فلسطين منح أهل العروس مهلة حتى يسألوا عن العريس وأسرته لمعرفة أخلاقهم ودينهم ومدى استقامتهم.

ثم عند انقضاء المهلة التي حددتها والدة العريس ترجع مرة أخرى لأهل العروس من أجل سماع ردهم، وإذا كان بالموافقة يتم تحديد يوم حتى يجلس العريس والعروسة معًا، وذلك قبل تحديد موعد الجاهة والطلبة.

3- جاهة العريس

يقوم أهل العريس بتشكيل الجاهة، وهي شخصية من ضمن الشخصيات الاعتبارية وتكون من كبار العائلة؛ وذلك من أجل طلب العروس للزواج بصورة رسمية أمام الجميع، ويتم بعدها تحديد المهر والمؤخر وغيرها من متطلبات خاصة بإقامة الزفاف.

عقب الاتفاق بين جاهة العريس وأهل العروس يُحدد يوم مهم وهو ما يُعرف بـ “يوم التقبيضة” والذي يتم فيه دفع المهر المعجل لذوي العروس، حيث يتم تقديم الحلويات المشهورة في فلسطين وتوزيع المشروبات والقهوة السادة، وهي خطوة مهمة لإعلان الزواج الرسمي.

4- عقد القران

يتم تحديد موعد عقد القران، وهذا عن طريق إحضار المأذون إلى منزل أهل العروس، ويمكن أن يذهب العروسان أحيانًا للمحكمة الشرعية، وعقد القران أمام القاضي الشرعي الذي يسأل العروس عن موافقتها؛ من أجل التأكد من أنها ليست مجبرة على هذه الزيجة.

5- يوم الصمدة

عقب عقد القران بين العروسين في فلسطين، يتم تحديد يوم يُعرف بـ “يوم الصمدة”، وهو ما يُسمى في الأغلب بحفل الخطوبة، ويتم أهل العروسين بدعوة الأهل والأصدقاء والأقارب لتقديم الشبكة وإتمام الخطوبة.

يتم توزيع الحلويات المميزة والمشروعات على المدعوين، ولا تسمح العادات بأن يختلي العروسين ببعضهما البعض بعد عقد القران، فلا يجلسان معًا ولا يخرجان إلا بوجود أحد الأقارب؛ لأن المجتمع الفلسطيني محافظ.

6- موعد الزفاف

يقوم أهل العريس والعروس بالاتفاق على موعد الزفاف، حيث يقوم العريس بتحضير نفسه جيدًا وتجهيز المنزل الذي سوف يتزوج به، ويقوم بحجز صالة الفرح، ويوزع بطاقات الدعوة.

كما أن هناك ليلة تسبق ليلة الزواج وهي ليلة الحناء لكحل من العروس والعريس باحتفالين منفصلين، ويذبح أهل العريس الولائم ويجهزون الغذاء للمدعوين، ويتوجهون من أجل إحضار العروس من بيت أبيها ويتم تزيين السيارات بالأخص سيارة العروسين بالأكاليل المتنوعة.

مظاهر ومراسم الزفاف في فلسطين

هناك بعض المراسم والمظاهر التي تظهر في الزفاف في دولة فلسطين وهي تُميز شعبها عن غيرها، وهي تأتي على النحو الآتي:

• الدبكة: يُعرف الشعب الفلسطيني بأنواع من الرقصات ومنها الدبكة، وهي بمثابة قفز المشاركون في طابور ويمسكون بأيدي بعضهم البعض.
• الزغاريت: أصوات مميزة تقوم النساء بإطلاقها تعبيرًا عن الفرحة والسرور في هذه المناسبة السعيدة.
• اللباس التقليدي: تتمتع حفلات الزواج في الدولة بالثياب الفلسطينية التقليدية المعروفة.
• حلاقة العريس: من عادات الزفاف في فلسطين أن يقوم أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء بحلاقة شعر العريس ووجه.

التغيرات التي طرأت على العرس الفلسطيني

بالرغم من محاولة أهالي شعب فلسطين الحفاظ على التقاليد والعادات الخاصة بالزواج، إلا أنها تأثرت بموجات الحداثة مع مرور الوقت، حيث إنه في الوقت المعاصر ظهرت معالمها في الموسيقى، وبات وجود الدي جي موجود في أغلب أو جميع حفلات الزفاف.

في الوقت الحاضر يحاول الأهالي تحقيق التوازن المتناغم بين التقاليد القديمة والاتجاهات وما هو معروف في الوقت المعاصر، وتقوم مراسم الزفاف الفلسطينية بتقديم لمحة لا مثيل لها عن عالم يتشابك فيه الحب والعادات والاحتفال مع طقوسها الآسرة.

إن حفلات الزفاف في الوقت الحالي تعكس صمود الثقافة الفلسطينية ومدى جمالها ووحدتها، وذلك في محاولة الحفاظ على التقاليد والعادات الخاصة بهذا الشعب، فهناك تشابك كبير بين أفراد المجتمع من حب وتقاليد يوافق عليها الجميع.