ما هو دور الصبر والتسامح في تماسك الأسرة والمجتمع

الأسرة من أهم المقومات التي يقوم عليها المجتمع بشكل كبير، ولا ترى مجتمعًا متفككة فيه الأسرة إلا وكان فيه من الفساد الشيء الكثير وضاعت فيه قيم كثيرة، وصار يسأل كثير من الناس عن ما هو دور الصبر والتسامح في تماسك الأسرة والمجتمع، وذلك للبحث العلمي في تلك المسألة للوصول لهدف سامي وأسباب الفساد ودور هذه الصفات، وستتوفر لنا معلومات عن هذا الأمر في فقرات المقال التالية.

آثار التسامح على الفرد في الدنيا

التسامح من الصفات الجميلة التي تعطي صاحبها عزة وقدرًا بين الناس، وسنتعرف على آثار التسامح على الفرد في الدنيا، وذلك في النقاط التالية:

• الشعور بالراحة النفسية ويجد الهنا والسرور في قلبه أنه لا يكن لأحد من عباد الله كرهًا أو بغضًا.
• استقرار يجده في أسرته وحياته فليس ينغص عليه في معيشته شيء بعدما سامح وانتهى الأمر قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” سورة التغابن.
• التعامل مع الناس بوجه بشوش وبسماحة في التعامل بالبيع والشراء، فقد روي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” رَحِمَ اللهُ عبدًا سَمْحًا إذا باعَ ، سَمْحًا إذا اشْتَرى ، سَمْحًا إذا قَضَى ، سَمْحًا إذا اقْتَضَى” أخرجه البخاري.
• التسليم بما يقدر له ويحدث له بقلب راض وسليم.

آثار التسامح على الفرد في الآخرة

للتسامح قيمة كبيرة في ميزان الفرد وثقل وينتفع به صاحبه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وسنتعرف على آثار التسامح على الفرد في الآخرة، وذلك في النقاط التالية:

• ينال رضا الله تبارك وتعالى ومحبته” وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” سورة المائدة.
• ويصرف عنه من العذاب ويغفر له وذلك الفوز العظيم، قال الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى ” وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا” سورة النور.
• يدخل الجنة لحسن خلقه والفضل الذي تعامل به مع الناس خاصة عند العفو والتسامح، فعنْ مُعاذ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ” مَنْ كظَمَ غَيظاً، وهُو قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالَى عَلَى رُؤُوسِ الْخلائقِ يَوْمَ الْقِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ” رواه أَبُو داوُدَ، والتِّرْمِذيُّ.

آثار التسامح على أفراد المجتمع

المجتمع الذي تنتشر فيه القيم والفضيلة يظهر عليه ذلك في أفراده وسمات الناس فيه، وسنتعرف على آثار التسامح على أفراد المجتمع، وذلك في النقاط التالية:

• التسامح من أهم الأخلاق التي لو غابت عن المجتمع تحول لغابة.
• التسامح يزيل الأحقاد من قلوب الناس وينشر المحبة بين الناس.
• التسامح يصلح المشاكل بين بعض الناس وبعض فلا يبقى بينهم ما يستدعي المقاطعة والشحناء والبغضاء.
• يقي التسامح من مشكلات كبيرة ومشاجرات بين أفراد المجتمع، ولهذا أجر المسامح عظيم عند فقد قال المولى عز وجل ” وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” سورة الشورى.
• يحفظ التسامح الود بين الناس حتى بعد الانفصال، قال الله عز وجل ” وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إن الله بما تعملون بصير” سورة البقرة.

مظاهر التسامح الديني مع المسلمين

التسامح من أبرز ما جاء به الإسلام، والتسامح من القيم التي وصى بها الإنسان المسلم مع أخيه المسلم، وسنتعرف على مظاهر التسامح الديني مع المسلمين، وذلك في النقاط التالية:

• الإسلام أمر اتباعه للتسامح والعفو فيما بينهم وانتظار الثواب من الله تعالى.
• من مظاهر العفو بين المسلمين التغاضي عن الزلات.
• السماحة في التجارة من صورة تسامح الإسلام بين المسلمين.

مظاهر التسامح الديني مع غير المسلمين

الدين الإسلامي أحسن التعامل مع غير المسلم المسالم غير الحربي وأصوى له بالبر والقسط، وسنتعرف على مظاهر التسامح الديني مع غير المسلمين، وذلك في النقاط التالية:

• الإسلام دين التسامح بشكل لا نظير له حتى مع غير المسلم فلم يكره أحدًا على الدخول في الدين غير راض فقال تعالى ” لا إكراه في الدين” سورة البقرة.
• أمر الإسلام بمجادلة أهل الكتاب بالحسنى فقال تعالى ” ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم” سورة العنكبوت.
• أجاز الإسلام أكل طعام أهل الكتاب والزواج من محصناتهم، فقال الله عز وجل ” الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ” سورة المائدة.
• لم ينهى الإسلام عن التعامل ببر وقسط مع أهل الذمة وغير الحربي فقال تعالى في محكم آياته ” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” سورة الصف.

كان هذا ختام مقالنا عن ما هو دور الصبر والتسامح في تماسك الأسرة والمجتمع، تعرفنا من خلاله على عدد كبير من المعلومات في هذا الشأن والذي يهم شريحة كبيرة من الناس، وفقنا الله تعلى لما فيه الخير والصلاح للناس عامة والمجتمع ككل.