ما الفرق بين السنة والعام في القرآن؟

ما الفرق بين السنة والعام في القرآن؟
السنة والعام في القرآن

ما الفرق بين السنة والعام في القرآن، يعد من أكثر المواضيع التي تتصدر وتشغل جميع محركات البحث في الفترة الأخيرة بسبب أهميتها وأنها تعتبر من المواضيع الهامة التي يهتم بها الكثير من الأشخاص حول العالم حيث يثير فضولهم لمعرفة ما هو الفرق بين العام والسنة وبشكل خاص من خلال القرآن الكريم، في هذا المقال سنقدم لكم أبرز المعلومات الخاصة بتلك الموضوع.

لفرق بين السَّنَة والعام في القرآن

السنة والعام في القرآن

تعدّدت أقوال المفسّرين في تفسير لفظَيْ: العام، والسَّنَة، وبيان أقوالهم فيما يأتي

القول الأوّل: أتفق بعض العلماء على ان لفظَيْ سَنَة وعام في القرآن الكريم يتضمنان على معنى واحدا، وهو يعد تلك الاختلاف الذي يوجد في طبيعة الامر بين اللفظ ما هو إلّا لبلاغة القرآن الكريم، من أجل ثراء ألفاظه، ودقّة وَصْفه، وذلك يكون من أجل الابتعاد عن تكرار كلمة واحدة بمواضع مختلفة ومتنوعة، ومن الأشخاص الذين اتفقوا على هذا الرأي هو الإمام الزمخشريّ، وصاحب التحرير والتنوير.

القول الثاني: يوجد أيضا بعض من العلماء الآخرون اتفقوا فيما بينهم على اختلاف المعنى بين السَّنَة والعام؛ حيث أن يعتبر لفظ السنة يحمل في معناه الشقاء، ولفظ العام يحمل في معناه الرّخاء والخصب، ومثال ذلك: قَوْل الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)،

فمن المتعارف عليه أيضا من قبل لفظ السَّنَة أنه قد يدل على السِّنين التي أمضاها نبيّ الله نوح -عليه السلام- في دعوة قومه، وما كانت تتضمن تلك السنوات أبدا على بعض المظاهر السيئة التي تتمثل في الكذب، والإعراض، والأذى، ثمّ يظهر لنا الطريقة التي قام الله سبحانه و تعالى بمعاقبة المكذبين من خلالها عذاب الله بالمكذّبين؛ حيث قام الله سبحانه بأرقهم، وأرسل عليهم الطُّوفان نتيجة لظُلمهم وكُفرهم، ثمّ استُعمل لفظ عامٌّ للدلالة على ما كان بعد نجاة نوح -عليه السلام-، ومن آمن معه، ومن العلماء المتفقين على هذا الرأي العالم الراغب الأصفهانيّ، إذ قال: “الْغَالِبُ اسْتِعْمَالُ السَّنَةِ فِي الْحَوْلِ الَّذِي فِيهِ الشِّدَّةُ وَالْجَدْبُ وَلِهَذَا يُعَبَّرُ عَنِ الْجَدْبِ بِالسَّنَةِ وَالْعَامُ مَا فِيهِ الرَّخَاءُ وَالْخِصْبُ”.

وقد كَثُرَ ذِكر لفظ عامٍ في القرآن الكريم بما يدلّ على أمور الخير؛ كقَوْله -تعالى- في سورة يُوسف: (ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعصِرونَ)،وقَوْله -تعالى-: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،وقَوْله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هـذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّـهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّـهَ عَليمٌ حَكيمٌ)، وقَوْله -تعالى-: (إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذينَ كَفَروا يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا).

القول الثالث: وكان يوكد رأى آخر مختلف تماما وهو أن بعض العلماء يروا إمكانية إطلاق لفظ عامٍ على السَّنَة؛ وذلك لعَوْم الشّمس؛ أي سباحتها في السماء، استدلالاً بقَوْله -تعالى-: (لَا الشَّمْسُل يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).

 الفرق بين العام والسنة بشكل عام

يتمثّل الفرق بين العام والسنة في النقاط الآتية:

 1-من حيث الاستخدام والمعنى

أتفق بعض العلماء فيما بينهم أن لفظ سنة من الممكن ان نقوم باستخدامه مثلا في الشدّة والحرب، وهذا الرأي يصحبه دليل يثبته من قول العرب، حيث أعتاد العرب على استخدام كلمة سنة في حيث أنهم أرادوا وصف الشدّة في بلد فيقولون “أصابت البلدة سنة” أيّ: جدب وشدّة، وبالإضافة إلى ذلك قد أستدل العلماء بقول الله عز وجل (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ) أيّ الشدة والجدب أيضاً.

أما عن لفظ عام فهو يكون دلالة على أنه يأت يعلى عباد الله محمل بالخير والرغد والرخاء، وهذا ما قاله العلماء بعد أن قاموا بالاستدلال بقول الله عز وجل في سورة يوسف (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)، فحينها أستخدم لفظ عام بدلا من استخدامه لفظ سنة حيث أن سياق الآيات تتحدث عن فترة الخصب والرفاهية التي سيتمتع بها الناس في تلك الفترة.

2-من حيث الزمن

من المتعارف عليه أن السنة قد تبدأ من اليوم الذي يبدأ منه العدّ وصولاً إلى مثله، فغلى سبيل المثال حين ان نأن قول أن هذا اليوم هو تلك اليوم الأول من كانون الثاني عام 2022م، فإنّ السنة تتحقق عند حلول الأول من كانون الثاني عام 2023م، ويشترط أن يتكون العام من فصلي الصيف والشتاءً، فحين أن يجتمع فصلي الصيف والشتاء معاً في هذه الحالة يطلق عليه عام، كما من المتعارف عليه يمر على السنة نصف الصيف ونصف الشتاء.

3-من حيث العموم والخصوص

مما تم ذكره في النقاط السابقة نتوصل إلى أن معظم لعلماء بل جميعهم تقريبا قد اتفقوا فيما بينهم على أن العام هو عبارة عن اجتماع الصيف والشتاء معاً، وبالتالي فإنّ لفظة العام يكون أكثر خصوصية من لفظ السنة، كما أنّ العام يدخل في السنة، وبالتالي يجب علينا القول أنّ كل عام سنة وليس كل سنة عام.

4-بلاغة ألفاظ القرآن

فمن المتعارف عليه أن القرآن الكريم يحتوي في مضمونه على الكثير من الألفاظ والكلمات، التي تضمن على  العديد من المعاني المختلفة، التي عَجِزَ العرب الذين يعدوا هم أهل اللغة و البلاغة بل عجز العالم كله عن التفسير ومحاولة الإتيان بلفظٍ واحدٍ من مثل ألفاظ القرآن، وقد بيّن الله -تعالى- ذلك في كتابه العزيز، قائلاً: (أَم يَقولونَ افتَراهُ قُل فَأتوا بِسورَةٍ مِثلِهِ وَادعوا مَنِ استَطَعتُم مِن دونِ اللَّـهِ إِن كُنتُم صادِقينَ)، حيث أن اللفظ القرآني ويتّصف كالعادة بخصائص وأساليب مختلفةٍ ومتنوّعةٍ، وتكون أيضا مليئةً بالمعاني البلاغيّة العميقة، نتيجة لذلك فإنّ دراسة القرآن الكريم تعتبر من أعظم العلوم التي لا تقتصر فقط بطبيعة الامر على جانبٍ واحدٍ من جوانب التفسير.

في نهاية هذا المقال سنقدم لكم أبرز المواضيع وأهم النقاط والإجابة على جميع الأسئلة التي تكون ذات صلة ما الفرق بين السنة والعام في القرآن، بما لمساعدة جميع الأشخاص الذين يهتمون بمعرفة ما هو الفرق بين العام والسنة من خلال القرآن الكريم.

الأسئلة الشائعة

لماذا نقول عام ولا نقول سنة؟

فالعام هو السنة عند أكثر أهل اللغة، قال ابن منظور في اللسان: السنة واحدة السنين، قال ابن سيده السنة العام.

ما هو العام في القرآن؟

عام: هو اللفظ المستغرق لما يصلح له من غير حصر وقد اختلف العلماء في معنى العموم، أله في اللغة صيغة موضوعة له.

لماذا نقول كل عام وليس كل سنة؟

العرب تستعمل كلمة «العام» إذا كان عام رخاء في العين والحياة، وتطلقه كذلك في الزمن المستقبل المجهول على سبيل التفاؤل ليكون أيضاً عام رخاء.