كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب .. باب التوبة مفتوح بالعمل؟
البعض يتساءل هل من الوارد أن يقبل الله توبتي بعد أن تأخرت لفترة طويلة أو هل هذا من الممكن أن أتوب توبة يٌمحى من بعدها ما سلف مما ارتكبت من الذنوب والمعاصي، من أسماء الله الرحيم التواب الغفور فهو يغفر الذنوب جميعها إذا عودن إليه وعقدنا العزم على ألا نعود لما بدر منا من أفعال ندمنا عليها.
كيف أتوب من جميع الذنوب
هناك مجموعة من الشروط يجب تحققها حتى تقبل التوبة وفقًا للعلماء:
- أن يكون التائب ملخصًا النية لله غير مرائي، أو ليس منافقًا، أو خوفًا من أن يكشف ستره، أو خوفًا من اللوم والمسائلة.
- أن يترك المعصية التي ينوي التوبة عنها في نفس وقت قرار التوبة دون تراجع أو تردد.
- العزم على ألا يعود في قرارة نفسه بلا ادعاء.
- أن يشعر بالندم على فعل هذه المعصية بشكل فعلي صادق.
التوبة عن مخالفة للآخرين
فلكل منا سقطاته أو أخطاءه فيما يخص نفسه أو معصية يصعب تركها، ولكن التوبة عما صدر منك تجاه الآخرين ليست بسهولة توبتك عن معصيتك فالله سبحانه وتعالى يغفر لك ولكن يجب أن يسامحك العباد كذلك في حقوقهم وهذا من عدل الله.
لذا فللتوبة عن معصية في حق العباد تتطلب نفس الشروط بالإضافة لأن يسامحك العباد، وأن ترجع الحقوق لأصحابها، وإن لم يكن ذلك ممكن فعليك بالدعاء والاستغفار لهم.
ما الذي يساعد على التوبة
هناك بعد قرار التوبة بعض الشروط وكذلك هناك بعد تطبيق تلك الشروط بعض الأمور التي تساعد على الثبات على التوبة:
- من الأمور التي تساعد على التوبة الابتعاد عن مكان المعصية.
- الابتعاد عن أصدقاء السوء أو من كانوا يشجعون أو يرتكبون تلك المعصية.
- مصادقة ومعرفة من يشجعون على العمل الصالح.
- معرفة مدى ضرر تلك المعصية.
التوبة في القرآن والحديث الشريف
نذكر بعض من آيات القرآن الكريم أو بعض من الأحاديث عن التوبة:
- قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. (سورة الفرقان:70).
- قوله تعالى: {وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّى تُبْتُ ٱلْـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}. (سورة النساء:18).
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).رواه الترمذي وصححه ابن القيم.
في النهاية يجب أن ننتبه لما نفعل كل يوم دون أن نتيقظ له أو ندرك أنه قد يكون معصية او قد يغضب الله سبحانه وتعالى، وكذلك يجب أن نفيق جميعًا من غفلتنا وألا ننشغل لحد كبير بالدنيا فالدنيا ما هي إلا مجرد وقت أو اختبار وبعد وقت سنرحل تاركيها فقبل ذلك علينا بالتوبة حتى تتوفر بنا الجاهزية لمقابلة الله.
Questions & Answers
ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا اصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك.
من أعظم آيات القرآن الكريم عن التوبة: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا}. (سورة الزمر: 53)
من أدعية التوبة المناسبة هي: اللهم يا مقلب القلوب، قلب قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب، صرف قلبي على طاعتك.
تعليقات