قصيدة غزلية بدوية.. من شعر الغزل العذري؟

يشتهر عند الشعراء القدامى والشعراء في البادية الغزل فيما يشعرون، وهو من أطيب أنواع الشعر عند كثير من أهل التذوق الشعري، ولهذا يبحث كثير من الناس عن قصيدة غزلية بدوية، وذلك لما يجدون فيه من تعبير عما بداخلهم لا يستطيعون صياغته على هذا النحو، وسنعرض لكم في الفقرات التالية نماذجًا من هذا القبيل.

أبيات متنوعة من قصيدة خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما

سنتعرف على أبيات متنوعة من قصيدة خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما، وذلك فيما يلي:

خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما

عَلى عَذبَةِ الأَنيابِ طَيِّبَةِ النَشرِ

فَإِنَّكُما إِن عُجتُما لِيَ ساعَةً

شَكَرتُكُما حَتّى أُغَيَّبَ في قَبري

أَلِمّا بِها ثُمَّ اِشفِعا لي وَسَلِّما

عَلَيها سَقاها اللَهُ مِن سائِغِ القَطرِ

وَبوحا بِذِكري عِندَ بُثنَةَ وَاِنظُرا

أَتَرتاحُ يَوماً أَم تَهَشَّ إِلى ذِكري

فَإِن لَم تَكُن تَقطَع قُوى الوُدّ بَينَنا

وَلَم تَنسَ ما أَسلَفتُ في سالِفِ الدَهرِ

فَسَوفَ يُرى مِنها اِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ

بِبَينٍ وَغَربٌ مِن مَدامِعِها يَجري

وَإِن تَكُ قَد حالَت عَنِ العَهدِ بَعدَنا

وَأَصغَت إِلى قَولِ المُؤَنِّبِ وَالمُزري

فَسَوفَ يُرى مِنها صُدودٌ وَلَم تَكُن

بِنَفسِيَ مِن أَهلِ الخِيانَةِ وَالغَدرِ

يعبر الشاعر عما بقلبه لحبيبه بأسلوب راقي فيه من التفنن ما فيه، ويعبر أن حبه يستمر في قلبه حتى الممات، ويعبر عن حدة الشوق والولع لها في الغياب ويتساءل هل ستبادله الشعور أم لا، ويشدد على أنه إذا لم تصن العهد واستمعت للواشين فهو أقرب للصدود عنها منها وما له في الغدر سبيل.

أبيات متنوعة من قصيدة تَقولُ بُثَينَةُ لَمّا رَأَت

سنتعرف على أبيات متنوعة من قصيدة تَقولُ بُثَينَةُ لَمّا رَأَت، وذلك فيما يلي:

تَقولُ بُثَينَةُ لَمّا رَأَت

فُنوناً مِنَ الشَعَرِ الأَحمَرِ

كَبِرتَ جَميلُ وَأَودى الشَبابُ

فَقُلتُ بُثَينَ أَلا فَاِقصُري

أَتَنسينَ أَيّامَنا بِاللِوى

وَأَيّامَنا بِذَوي الأَجفَرِ

أَما كُنتِ أَبصَرتِني مَرَّةً

لَيالِيَ نَحنُ بِذي جَهوَرِ

لَيالِيَ أَنتُم لَنا جيرَةٌ

ألا تَذكُرينَ بَلى فَاِذكُري

وَإِذ أَنا أَغيَدُ غَضُّ الشَبابِ

أَجُرُّ الرِداءَ مَعَ المِئزَرِ

وَإِذ لِمَّتي كَجَناحِ الغُرابِ

تُرَجَّلُ بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ

فَغَيَّرَ ذَلِكَ ما تَعلَمينَ

تَغَيُّرَ ذا الزَمَنِ المُنكَرِ

يتفنن الشاعر في التغزل بمحبوبته وأنها كبرت وصار محل نظر الشباب لها، ويذكرها بماض كان بينهما، ولعل في الذكريات ما يؤلف القلوب ولهذا اتجه لهذا الباب.

أبيات متنوعة من قصيدة خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا

سنتعرف على أبيات متنوعة من قصيدة خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا، وذلك فيما يلي:

خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا

قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ

وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها

وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ

وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما ذ

ُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ

وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا

وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ

وَما أَنصَفَت أَما النِساءُ فَبَغَّضَت

إِلينا وَأَمَّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِ

يعبر الشاعر عن حبه لحبيبه وأنه له أكثر مما يظن، ويعبر عن حبه لها وأنه لم يكن يعرف قبلها ما البكاء ولاما يسبب وجع القلب، ويختم بوصف سمة في النساء لاقاها وا،ها بالنوال ضنت، وهذا مما يعبر به الشاعر عما يجد في قرارة نفسه.

أبيات متنوعة من قصيدة لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ

سنتعرف على أبيات متنوعة من قصيدة لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ، وذلك فيما يلي:

لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ

مَغانٍ وَرَسمٌ قد تَقادَمَ ماصِحُ

بِذي المَرخِ وَالمَسروحِ غَيّرَ رَسمَها

ضَروبُ النَدى قَد أَعتَقَتها البَوارِحُ

لِعَينيكَ مِنها يومَ حَزمِ مَبَرَّةٍ

شَريجانِ مِن دَمعٍ نَزيعٌ وَسافِحُ

أَتيٌّ وَمَفعومٌ حَثيثٌ كَأَنَّهُ

غُروبُ السَواني أَترَعَتها النَواضِحُ

إِذا ما هَرَقنَ الماء ثُمَّ اِستَقينَهُ

سَقاهُنَّ جَمٌّ مِن سُميحَةَ طافِحُ

لَيالي مِنها الوادِيانِ مَظِنَّةٌ

فَبُرَقُ العُنابِ دارُها فَالأَباطِحُ

لَيالِيَ لا أَسماءُ قالٍ مُوَدِّع

وَلا مُرهِنٌ يومًا لَكَ البَذلَ جارِحُ

يعبر الشاعر عن مدى حبه لحبيبته وأن الشوق قد بلغ منه مبلغ الدمع، ويصف الدمع المنهمر بشكل مبالغ فيه، ويتفنن في وصف مبلغ الدمع للشوق لها حتى وكأنها تملأ أنهارًا ووديان، ويصف الوفاء في قلبه أنه سماء وما له عن تغييره سبيل.

كان هذا ختام مقالنا عن قصيدة غزلية بدوية و من شعر الغزل العذري، تعرفنا من خلاله على عدد من الأمثلة على هذا اللون من الشعر الراقي والطيب، ولعلنا قدمنا لكم ما ترغبون على الوجه المطلوب، وفقنا الله و إياكم لكل خير.