قصة عن كف الأذى من الهدي النبوي والدروس المستفادة منها

كف الاذى هو من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي، حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلي بالصفات الحسنة ومساعدة الغير وإماطة الأذى عن الطريق، ويعتبر كف الأذى من الصدقات الجارية التي لها ثواب وأجر عظيم عند الله عز وجل، ونتعرف في مقالنا على قصة عن كف الأذى من الهدي النبوي والدروس المستفادة منها.

قصة عن كف الأذى من الهدي النبوي

على الرغم كرم أخلاق ونبل الرسول صلى الله عليه وسلم تكاثر عليه رجال قريش ألحقوا به الاذى والقلى، وذلك حينما كان يصلي الرسول بقرب الكعبة المشرفة وكان خاشعًا لله عز وجل ويناجيه، انبعث الأشقى عقبة بن أبي معيط ووضع السلا بين كتفي سيد البشر وإمام المرسلين.

ضحك عليه أبو جهل وأصحابه، بينما كان الرسول ساجدًا، وشهد على الموقف الصحابي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لكنه عجز عن فعل أي شئ بسبب قوة أهل قريش، وروى القصة كالآتي:

“بيْنَما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ له جُلُوسٌ، وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بالأمْسِ، فَقالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إلى سَلَا جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ في كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ فأخَذَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ”.

فاطمة وإزالة السلا عن الرسول

وقالَ الصحابي عبد الله بن مسعود: “فَاسْتَضْحَكُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ علَى بَعْضٍ وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ، لو كَانَتْ لي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عن ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَالنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَاجِدٌ ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ حتَّى انْطَلَقَ إنْسَانٌ فأخْبَرَ فَاطِمَةَ، فَجَاءَتْ وَهي جُوَيْرِيَةٌ، فَطَرَحَتْهُ عنْه، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عليهم تَشْتِمُهُمْ.

دعاء النبي على أهل قريش

فَلَمَّا قَضَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ، رَفَعَ صَوْتَهُ، ثُمَّ دَعَا عليهم، وَكانَ إذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وإذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عنْهمُ الضِّحْكُ، وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ بأَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَذَكَرَ السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ. (رواه عبد الله بن مسعود).

استجابة دعاء النبي

استجاب الله عز وجل لدعاء النبي على أهل قريش، حيث ضرع جميعهم يوم بدر خاصة عقبة بن أبي معيط الذي وضع السلا على النبي وجعله الله في قليب بدر بجانب خلانه اصحاب الفجور والفسق، وقد روى عبد الله بن مسعود ” فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالحَقِّ، لقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَومَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إلى القَلِيبِ،  قَلِيبِ بَدْرٍ”.

وفي النهاية نكون تعرفنا من خلال هذا المقال على قصة عن كف الأذى من الهدي النبوي، وذكرنا فاطمة وإزالة السلا عن الرسول، كما تعرفنا على دعاء النبي على أهل قريش واستجابة دعاء النبي.