قصة عن صلة الأرحام وأجمل ما يمكن تعليمه للأطفال

صلة الرحم من الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي، والتي تعني عدم القطيعة بين الأقارب والحث على زيارتهم، إذ أنها واحدة من أصول التربية السليمة التي يجب غرسها في الأطفال ، وسوف نوضح لكم قصة عن صلة الأرحام، التي يمكن سردها على الأطفال قبل النوم لفهم أهمية صلة الرحم في حياة الفرد.

قصة عن صلة الأرحام 

لقد أوصى الله تعالى بصلة الرحم ، كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام  “وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ” التي تعكس أهمية صلة الرحم في الإسلام، وسوف نوضح قصة قصيرة عن صلة الرحم للأطفال، وهي كالآتي:

1-نزاع الأخوة لا ينتهي

يسرد أحمد قصة معاناته مع أخوه مروان ، حيث كان هناك نزاع مستمر بينهم، ولا يجمع بينهم روابط المحبة والألفة ، إذ كان أحمد لم يشعر بحب مروان له، ولا يعرف معنى الأخوة الحقيقية، ولا يدرك كيف يكون الأخوة سناً لبعضهم البعض، وقد فشل جميع محاولات الأم في إصلاح الأحوال ، وتوطيد روابط المحبة بينهما، وكان محاولاتها دائماً بدون فائدة ولا جدوى.

2-لوم أحمد على والده

لقد أرجع أحمد سبب الخلافات والكراهية بينه وبين أخوه مروان إلى والده، وأخذ بينه وبين نفسه يلوم والده ، بسبب طريقتها الرسمية في التعامل معه ومع الخلافات التي تقع بينهم.

كان أحمد يخاف من والده ومن طريقة معاملته ، وليس أنه الأب الذي كان يتمناه، حيث لم يشعر تجاه بالحب والحنان ، ولم يقدم والده ولو مرة على احتضانه أو يخبره أنه يحبه.

كان يتعامل مع نزاعاته مع أخوه مروان بطريقة رسمية جادة، ودائماً كانت والدته تلجأ لأبوه لحل الخلاف بينهم، وأن يتخذ موقفاً بسبب حدة الخلافات والنزاعات، ولكن كان الأم يتعامل بطريقة رسمية ويقول لوالدته (سيأتي يوم يعرفون به قيمة بعضهما).

3-تفاقم الخلافات بين أحمد ومروان

لقد كبر أحمد وأخوه مروان ، وتزوج كلاهما وأصبح لهما أسرة مستقلة وحياة خاصة، وهذا جعل النزاع بنيهم ينتهي، والاتصال ينقطع، وكان أحمد يشعر بالسعادة بسبب ذلك، حيث أنه كان يتمنى أن يكون وحيد.

وبالرغم من ذلك أن المشاكل بينهم تعود وتتفاقم كلما التقى أحمد مع مروان في منزل والديهما، ثم تنتقل الخلافات إلى الزوجات ، وكان ذلك له تأثيرات سلبية على الحياة الزوجية لكل من أحمد وأخوه مروان.

لقد انتقل الكراهية بين أجمد ومروان إلى كراهية بين زوجة أحمد وزوجة مروان، كما لو في ساحة حرب، بل أن كل واحدة تقف في صف زوجها ، وتحرضه أن يكسب النزاع.

4-تغير الحياة بسبب النزاعات الأخوية

لقد توفيت والدة أحمد ومروان ، وبعد مرور خمسة سنوات توفى والدهم ، وتبعاً لذلك أخذ كل واحد منهم نصيبه من الميراث والأملاك، وقرر أحمد أن يدخل عالم الأسهم ويستثمر في أمواله، حيث أصبح طامعاً في الثراء والعيش الرغيد.

وكان السبب في ذلك أن الكثير من الأشخاص المحيطة بأحمد أخبره أن الأسهم وسيلة للكسب الوفير، ولكن خسر كل ما يملكه،، حيث خسر المال وهدفه في الثراء ، بالإضافة أنه فقد صحته حيث أصيب بمرض السكري وجلطة ، ووصل الأمر إلى فقدان عينه اليمنى.

5-تفاصيل زيارة صديق إلى أحمد

في ذات يوم جاء صديق قديم إلى أحمد، وكان على دراية بوضعه مع أخوه وكثرة النزاعات بينهم، ولقد أدعى أنه جاء ليطمئن عليه وعلى صحته بعد أن علم بأحواله السيئة، ولقد أعطاه مبلغ كبير يقدر بقيمة 500.000 ريال ، وقال أن يمكن أن يعتبره ديناً لو كان يريد ذلك حتى تتحسن أحواله.

لقد قبل أحمد المساعدة من الصديق القديم، وقدم الشكر لله على البسر الواسع الذي جاء بعد حالة من العسر الطويل ، ولقد تمكن من فتح مشروع خاص به ، وحقق نجاحاً كبيراً، وتحسنت أحواله.

6-زيارة الصديق مرة أخرى إلى أحمد

بعد فترة من الزمن عاد الصديق إليه مجدداً من أجل زيارته، ولكن ظهرت علامات غريب على وجهه، ولقد ظن أحمد أن السبب أنه يريد المبلغ المالي الذي حصل عليه ، وأسرع أحمد في الرد أنه سوف يعطيه المبلغ ، ولقد استثمر المال في مشروع خاص به وتتضاعف المال وحقق أرباح مالية ، وعليه أن لا يقلق.

ولكن أخبره صديقه بالسبب الحقيقي من زيارته، أن المبلغ في الحقيقة كان من أخوه ، الذي هو لم يعلم أي شيء عن أخباره أو أحواله، والذي لم يشعر بالرضا من حاله، فقرر أن يساعده بشكل غير مباشر دون أن يعلم.

7-مرض مروان على فراش الموت

لقد أخبره صديقه أن أحوه مصاب بوعكة صحية ، وأنه على فراش الموت، ويطلب رويته لآخر مرة في حياته، ولقد نزل الخبر على أحمد مثل الصاعقة، ثم أسرع إلى المستشفى لرؤية أخوه ، والدموع منهمرة ، ولقد شعر بالندم على  جميع للحظات التي ضاعت في الخلافات والنزعات والكراهية.

8-موت الأخ والرغبة في حل النزاع

لقد مرت سنوات حياة أحمد وذكرياته مع أخوه مروان أمام عينه كما لو فيلم سينمائي، وكان يشعر بالندم  الشديد والدموع منهمرة من عينه، ولقد وصل أحمد لأخيه مروان في المستشفى في موقف صعب ، حيث كانت جميع الأجهزة الطيبة مخاطة به وبكل جهة من حسمه ، ولقد قبل أحمد جبهة مروان وقال له “سامحني”.

لقد فارق أخوه الحياة ، مما زاد من شعور أحمد بالندم ، وأحذ يقول بينه وبين نفسه  ألا ليت الزمان يعود يومًا ، وأصبح سنداً لأخي، وأخبره عن اشتياقي له، ولا أفعل معه أي نزاعات، ولكن الآن الندم لن ينفع.

في الختام، لقد قدمنا لكم تفاصيل قصة قصيرة عن صلة الأرحام، والتي تحث على حب الأخوة وأهمية روابط المحبة والألفة بينهم، حيث أن الأخوة هم سند لبعضهم البعض في الحياة.