قصة جرير والراعي النميري بالتفصيل .. كم فصل؟

هناك الكثير من الراغبين في الاطلاع على قصة جرير والراعي النميري بالتفصيل، وذلك في إطار أنها تعتبر من القصص التي تحوز على شهرة واسعة التي حدثت في العصر الأموي، حيث إن قبيلة نمير كان قد انطفأ ذكرها لما قاله جرير في بيت من قصيدته التي هجا الراعي النميري بها.

قصة جرير والراعي النميري بالتفصيل

إن قصة جرير والراعي النميري من القصص التي يهتم الكثير من الأشخاص بالاطلاع عليها بالتفصيل، ويمكن معرفة ما هي القصة من خلال الآتي:

1- الراعي يلتقي الفرزدق في سوق المربد

ذكرت كتب الأدب أن الراعي النميري كان شاعرًا من  شعراء العصر الأموي المشهورين، والذي كان له مجلسًا مع الفرزدق في أعلى سوق المربد بالبصرة، الجدير بالذكر أن النميري كان كريمًا بين قومه وأسياد قبيلته، لكنه في يوم دخل بالمعركة التي كانت بين جرير والفرزدق.

حيث إنها قام حينها بتفضيل الفرزدق على جرير في بيت قال به:

يا صاحِبَيَّ دَنا الأَصيلُ فَسيرا ** غَلَبَ الفَرَزدَقُ بِالهِجاءِ جَريرا

كما قال أيضًا في قصيدة له:

رَأَيتُ الجَحشَ جَحشَ بَني كُلَيبٍ ** تَيَمَّمَ حَولَ دِجلَةَ ثُمَّ هابا

كان في تلك الأبيات يقصد جريرًا، وما كان من جرير إلا أنه اشتكى لبعض قومه بأن الراعي هجاه على الرغم من مدحه في بني نمير، وأنه مفضلًا للفرزدق مع أنه يقوم بهجاء بني نمير.

لذلك ظل جرير غاضبًا من الراعي النميري إلى أن قرر الذهاب له لكي يلتقيه ويتحدث معه ويعرف منه السبب وراء هذا التفضيل.

2- لقاء جرير بالراعي النميري وابنه

في يوم من الأيام كان جرير قد خرج ماشيًا ولم يهم بالركوب، وذلك لكيلا يراه أحد، حيث إنه قام بالوقوف في طريق يمر الراعي به عندما كان يعود من المربد، فقام جرير حينها باعتراضه وقام بالسلام عليه.

حينها قام بمعاتبته على تفضيله الفرزدق عليه، وطلب منه أن يشهده هو والفرزدق بالشاعرية، وهذا لكيلا يكون طرفًا في الخصام، لكن تدخل ابنه في هذا الأمر وقام بضرب دابة جرير فقام بإيقاع جرير أرضًا، وكادت حينها تدوس الدابة على قدم جرير.

حينها قال ابن الراعي متحدثًا مع والده: “لا أراك واقفًا على كلب من بني كليب كأنّك تخشى منه شرًّا أو ترجو منه خيرًا“، حينها انتظر جرير لكي يعتذر الراعي عما بدر من فعل مشين من ابنه لكنه لم يفعل، لذلك انصرف حينها جرير غاضبًا مما حدث من الراعي وابنه.

قام حينها بصلاة العشاء ولم يتمكن من النوم إلى أن صار السحر، وعليه جاء بقصيدة ذات تسعين بيتًا أو أكثر وضع بها كل طاقته في الهجاء.

في الصباح الباكر قام جرير بالذهاب إلى سوق المربد على فرسه إلى أن وصل إلى مجلس الراعي النميري والفرزدق، قام حينها جرير بهجاء الراعي النميري وقبيلته نمير، وهجى أيضًا الفرزدق من خلال عدد من أبيات القصيدة، وذلك لأنه كان سببًا من أسباب تلك القصيدة بشكل ما.

الأهم من ذلك أنه نتج عن تلك القصيدة أن الراعي لم يتمكن من الإقامة في قومه حياءً لما لحق بهن، حيث إن تلك القصيدة تسببت في ضياع هيبة بني نمير بسبب الهجاء الذي كان بها.

3- قصيدة جرير في هجاء الراعي النميري

نتطلع الآن على عدد من أبيات قصيدة جرير الهجائية التي تم هجاء الراعي النميري بها، وتتمثل تلك الأبيات في الآتي:

أَتاني عَن عَرادَةَ قَولُ سوءٍ ** فَلا وَأَبي عَرادَةَ ما أَصابا

لَبِئسَ الكَسبُ تَكسِبُهُ نُمَيرٌ** إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيابا

أَتَلتَمِسُ السِبابَ بَنو نُمَيرٍ** فَقَد وَأَبيهِمُ لاقوا سِبابا

أَنا البازي المُدِلُّ عَلى نُمَيرٍ** أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابا

إِذا عَلِقَت مَخالِبُهُ بِقَرنٍ** أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابا

تَرى الطَيرَ العِتاقَ تَظَلُّ مِنهُ ** جَوانِحَ لِلكَلاكِلِ أَن تُصابا

فَلا صَلّى الإِلَهُ عَلى نُمَيرٍ ** وَلا سُقِيَت قُبورُهُمُ السَحابا

وَخَضراءِ المَغابِنِ مِن نُمَيرٍ ** يَشينُ سَوادُ مَحجِرِها النِقابا

إِذا قامَت لِغَيرِ صَلاةِ وِترٍ** بُعَيدَ النَومِ أَنبَحَتِ الكِلابا

وَقَد جَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ** وَما عَرَفَت أَنامِلُها الخِضابَ

إِذا حَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ** عَلى تِبراكَ خَبَّثَتِ التُرابا

وَلَو وُزِنَت حُلومُ بَني نُمَيرٍ** عَلى الميزانِ ما وَزَنَت ذُبابا

فَصَبراً يا تُيوسَ بَني نُمَيرٍ** فَإِنَّ الحَربَ موقِدَةٌ شِهابا

لَعَمروُ أَبي نِساءِ بَني نُمَيرٍ** لَساءَ لَها بِمَقصَبَتي سِبابا

سَتَهدِمُ حائِطَي قَرماءَ مِنّي** قَوافٍ لا أُريدُ بِها عِتابا

في نهاية الاطلاع على قصة جرير والراعي النميري بالتفصيل نذكر أن تلك القصة انتشرت في الكثير من الكتب الأدبية، وذلك في إطار أن الهجاء يعتبر لونًا مهمًا من ألوان الأدب، وأن جرير في عصره كان من أقوى وأبرز الشعراء الهجائين.