عبيد بن الأبرص حياته وشعره pdf

تعرف على عبيد بن الأبرص، الذي يعتبر أحد فحول شعراء العصر الجاهلي، ولقد انضمت واحدة من قصائده الشعرية إلى المعلقات العشرة، إذ أن البيئة التي عاش فيها كان لها دوراً كبيراً في إبراز مواهبه في فن الشعر، حتى أنه لقب “اللسان الناطق لقومه”، وسوف نوضح معلومات عن حياة عبيد بن الأبرص ومعلقته الشهيرة وأسلوبه الشعري.

حياة عبيد بن الأبرص

عبيد بن الأبرص هو أحد أهم شعراء العصر الجاهلي ومن رواد أصحاب المعلقات، فهو من مواليد منطقة نجد في شبه الجزيرة العربية، إذ يروي المؤرخين أن يتبع قبائل بني أسد التي جاءت إلى منطقة نجد وجاورت غيرها من القبائل مثل قبيلة غنيم وقبيلة غطفان.

يجب الإشارة أن إقليم نجد واحدة من أجمل القبائل في الجزيرة العربية من حيث الأرض وجمال الطبيعة، وكان ذلك دوراً كبيراً في نشأة عبيد بن الأبرص، حيث إنه تأثر بها، ولقد برز ذلك بوضوح في قصائده الشعرية التي وصف فيها جمال نجد وما تمتاز به من الطبيعة الخلابة.

لقد شارك قومه في طبيعية حياتهم وتأثر بهم بصورة كبيرة، ولقد عاش معهم معاناتهم مع الملك حجر بن الحارث الكندي، وشارك معهم في الحروب ضد الغساسنة، وأيضاَ الكثير من الصراعات مع القبائل الأخرى، ويمتاز عبيد بن الأبرص بالحكمة حتى أنه أصبح اللسان الناطق لقومه، وكان ذلك سبباً كبيراً في احترافه فن الشعر.

شعر عبيد بن الأبرص

يقول المؤرخين حول سبب إنشاد عبيد بن الأبرص للشعر أنه خرج في ذات يوم لرعي الأغنام مع أخته “ماوية”،  حيث منعه أحد الرجال عن الماء، بل قام بضربه وضرب أخته، وعلى آثر تلك الواقعة رفع يده للدعاء لله لينتقم إليه قائلاً ” “اللهم إن كان فلان قد ظلمني ورماني بالبهتان فأدلني منه”.

ويقال أنه بعد هذه الواقعة نام، وأثناء المنام ألقى فمه ببعض القصائد الشعرية ، حيث قام من النوم وهو يرتجز، ولقد كتب أول قصيدة في هجاء هذا الرجل، وتأتي أول أبيات شعرية كتبها عبيد بن الأبرص في ذلك ما يلي:  أيا بني الزنية ما غرّكم فلكم الويل بسربال الحجر.

ولقد قام بكتابة الكثير من القصائد الشعرية، والتي جعلته أحد أهم شعراء العرب، واللسان الناطق لقومه ورجال قبيلته، وسوف نوضح واحدة من أفضل الأبيات الشعرية التي كتبها ، وهي كالآتي:

لمن الدار أقفرت بالجنابِ

غير نؤيٍ ودمنة كالكتابِ

غيَّرتها الصَّبا ونفح الجنوبِ

وشمال تذرو دُقاق الترابِ

فتراوَحنها وكلُّ مُلِثٍ

دائم الرعد مُرجحنَّ السحابِ

معلقة عبيد بن الأبرص

يعتبر عبيد بن الأبرص واحد من رواد أصحاب المعلقات في العصر الجاهلي، ولقد كتب معلقة شهيرة ضمها العرب إلى المعلقات العشر، ولقد نظمها على البحر البسيط، فهي تتكون من خمسة وأربعين بيتاً، ويجب الإشارة أن المعلقات هي مجموعة من القصائد الشعرية التي من شدة جمالها وحسنها تعلق على جدار الكعبة، وسوف نوضح مجموعة من أبيات معلقة عبيد بن الأبرص.

أقـفَـرَ مِـن أَهــــلِـهِ مَلْـحـوبُ

فـالـقُــــطـبـيَّــات فـالـذَّنـــوبُ

فَــراكِـــسٌ فــثــُعَــيــلٍبـــــاتٌ

فَــذاتَ فَــرقَــيـنِ فـالـقَــلِـيـبُ

فَــعَـــرْدةٌ ، فَــقَــفـــا حِـــبِــرٍّ

لَـيــسَ بِــها مِـنـهُــمُ عَـــريبُ

إن بُـدِّلَــتْ أهْـلِـهـا وُحـوشًـا

وغًــيَّـرتْ حـالَـهـا الخُطُــوبُ

أرضٌ تَـوارَثَـهـــا الــجُــدوبُ

فَـكُـلُّ مـن حَـلَّـهــا مَـحْــروبُ

إمَّــا قَــتــيـــلاً وإمَّــا هَــلْكـًــا

والـشَّـيْـبُ شَــيْـنٌ لِمَنْ يَشِيبُ

عَـيـنــاكَ دَمْـعُـهـمــا سَـروبٌ

كــأنَّ شَــأنَـيـهِـمــا شَـــعِـيـبُ

خصائص شعر عبيد بن الأبرص

يمتاز الأسلوب الشعري لعبيد بن الأبرص بالسهولة ودقة المعاني وقدرته على انتقاء المفردات البسيطة التي يعبر بها عما بداخله، ولقد أبدع في توظيف الحكمة في قصائده الشعرية حول تجاربه الشخصية وخبراته في الحياة.

يمتاز عبيد بن الأبرص بأسلوب الاستطراد في الشعر، وذلك لأنه لا يقتصر على موضوع واحد بل يمتاز بتنوع الموضوعات، وأيضاً يسعى لوصف جمال الطبيعة والبيئة، وتصوير الواقع بشكل بسيط خالي من المبالغة والتعقيد.

عبيد بن الأبرص حياته وشعره pdf

يعتبر عبيد بن الأبرص من أعظم شعراء العصر الجاهلي، ولقد تأثر الكثير بقصائده الشعرية التي تنوعت في الموضوعات، ومن الغريب أن بداية انشاده للشعر جاءت بالصدفة، والتي كانت القدر الذي يجعله واحدة من أهم شعراء العرب، ويمكن الوصول عبيد بن الأبرص حياته وشعره pdf عبر النقر (من هنا),

في ختام مقال الحديث عن عبيد بن الأبرص فإن يتفق المؤرخين أنه أحد أهم شعراء العرب في العصر الجاهلي، وكان أبدع في اختيار الموضوعات التي يختارها في قصائده الشعرية، وامتاز أسلوبه الشعري بالسهل الممتنع.