شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري.. قصيدة قيس بن ذريح في لبنى

من أكثر ما يتم البحث عنه في الأدب أشعار بعض الشعراء التي كان يتم تنظيمها بغرض الحب العفيف والتي من بينها شعر قيس بن ذريح الذي يعتبر شاعر غزل عذري حاز على شهرة واسعة في تنظيمه القصائد العفيفة، والذي نظم الكثير من القصائد في حب لبنى.

شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري

هناك الكثير من الأشعار التي نظمها قيس بن ذريح وصُنفت ضمن الغزل العذري، وكان من بين تلك الأشعار:

1- قصيدة بانت لبيني فهاج القلب من بانا

من بين القصائد الغزلية التي سطرها الشاعر الأموي قيس بن ذريح قصيدة بانت لبيني التي تعتبر من القصائد الغزلية العمودية والتي تقول:

بانَت لُبَينى فَهاجَ القَلبُ مَن بانا ** وَكانَ ما وَعَدَت مَطلاً وَليّانا

وَأَخلَفَتكَ مُنىً قَد كُنتَ تَأمُلُها ** فَأَصبَحَ القَلبُ بَعدَ البَينِ حَيرانا

اللَهُ يَدري وَما يَدري بِهِ أَحَدٌ **ماذا أَجَمجَمُ مِن ذِكراكِ أَحيانا

يا أَكمَلَ الناسِ مِن قَرنٍ إِلى قَدَمٍ ** وَأَحسَنَ الناسِ ذا ثَوبٍ وَعُريانا

نِعمَ الضَجيعُ بُعَيدَ النومُ تَجلُبُهُ ** إِلَيكَ مُمتَلِئً نَوماً وَيَقظانا

لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يَحسَبُكُم **إِلّا عَلى العَهدِ حَتّى كانَ ما كانا

2- قصيدة خليلي مالي قد بليت ولا أرى

نستكمل الاطلاع على قصيدة أخرى من قصائد الشاعر المتيم قيس بن ذريح وهي قصيدة خليلي مالي قد بليت ولا أرى، والتي تقول:

خَليلَيَّ مالي قَد بَليتُ وَلا أَرى ** لُبَينى عَلى الهِجرانِ إِلّا كَما هِيا

أَلا يا غُرابَ البَينِ مالَكَ كُلَّما **ذَكَرتَ لُبَينى طِرتَ لي عَن شِمالِيا

أَعِندَكَ عُلمُ الغَيبِ أَم لَستَ مُخبِري ** عَنِ الحَيِّ إِلّا بِالَّذي قَد بَدا لِيا

فَلا حُمِلَت رِجلاكَ عُشّاً لِبَيضَةٍ ** وَلا زالَ عَظمٌ مِن جَناحِكَ واهِيا

أُحِبُّ مِنَ الأسماءِ ما وافَقَ اِسمَها ** وَأَشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا

وَما ذُكِرَت عِندي لَها مِن سَمِيَةٍ ** مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا

جَزِعتُ عَلَيها لَو أَرى لِيَ مَجزَعاً **وَأَفنَيتُ دَمعَ العَينِ لَو كانَ فانِيا

حَياتَكَ لا تُغلَب عَلَيها فَإِنَّهُ ** كَفى بِالَّذي تَلقى لِنَفسِكَ ناهِيا

أَشوقاً وَلَمّا تَمضِ لي غَيرُ لَيلَةٍ ** رُوَيدَ الهَوى حَتّى يَغُبَّ لَيالِيا

تَمُرُّ اللَيالي وَالشُهورُ وَلا أَرى ** وَلَوعي بِها يَزدادُ إِلّا تَمادِيا

قصيدة قيس بن ذريح في لبنى

استكمالًا للتعرف على شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري نتعرف على قصيدة شعرية سطرها قيس بن ذريح في محبوبته لبني، وهي قصيدة إذا ذكرت لبنى تأوه واشتكى التي تقول:

إِذا ذُكِرَت لُبنى تَأَوَّهَ وَاِشتَكى ** تَأَوُّهَ مَحمومٍ عَلَيهِ البَلابِلُ

يَبيتُ وَيُضحي تَحتَ ظِلِّ مَنيَّةٍ **بِهِ رَمَقٌ تُبكي عَلَيهِ القَبائِلُ

قَتيلٌ لِلُبنى صَدَّعَ الحُبُّ قَلبَهُ ** وَفي الحُبِّ شَغلٌ لِلمُحِبّينَ شاغِلُ

من هو قيس بن ذريح

وصولًا إلى معرفة شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري نتعرف على الشاعر الكبير قيس بن ذريح الذي يعتبر من أشهر شعراء الغزل العذري والذي عاش في عهد الخلفاء الراشدين وما بعده أي في فترة حكم معاوية بن أبي سفيان.

الجدير بالذكر أن نسبه يرجع إلى ذريح بن سنة بن حذافة بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الليثي الكناني.

كما أنه كان شاعرًا من بين شعراء العرب ذات الشهرة الواسعة الذي اكتسب شهرته من قصة الحب التي عاشها مع محبوبته لبنى بنت الحباب الكعبية التي أُطلق عليها أم معمر والتي كانت سببًا في لقبه مجنون لبنى الذي اشتهر به بين العرب إلى أن تُوفي متأثرًا بها عام 680م.

لقاء قيس بن ذريح بلبنى

بعد معرفة شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري نذكر أن قيس نشأت علاقته بلبنى عند مروره ببني كعب احتدم عليه الحر فاستسقى الماء من خيمة منهم فظهرت له امرأة طويلة القامة بهية الطلعة، سهلة المنطق عذبة الماء قامت بإعطائه الماء.

عندما صدر قالت له ألا تبرد عندنا لكنها حينها تمكنت من فوائده فقال نعم فقامت بتمهيد وطاء له واستحضرت ما يحتاج إليه وعندما جاء أباها رحب به ونحر له جزورًا وظل عندهم لبياض اليوم وبعدها انصرف.

حاول كتمان ما يشعر به لكن غلبته مشاعره فنطقت أشعاره وشاع ذلك الأمر عنه، وعندما مر بها ثانيةً نزل عندهم وشكا لها حين تخاليا ما يشعر به فوجد عندها أضعاف شعوره فانصرف وعلم كل واحد بما يكمن به قلب الآخر.

من خلال الاطلاع على شعر قيس بن ذريح في الغزل العذري نذكر أن قيس بن ذريح يعتبر من شعراء الغزل العذري الذي كان له شهرته الواسعة والذي كان يعد أحد القيسيين الشاعرين المتيمين، حيث إن الآخر هو قيس بن الملوح مجنون ليلى.