شروط صحة عقد الزواج في الدول الإسلامية

ما هي شروط صحة عقد الزواج في الدول الإسلامية؟ وما هي شروط المرأة في عقد الزواج؟ يعتبر الزواج هي الحياة الكريمة التي تجمع بين الرجل والمرأة على سنة الله والرسول الكريم أمام الناس وفي العلن، حيث إن الزواج الصحيح يكون له الكثير من الشروط التي يجب العمل بها وتنفيذها عند النكاح والتي لا يصح الزواج بدونها، وسوف نتعرف عليها فيما يلي.

شروط صحة عقد الزواج في الدول الإسلامية

يعتبر العقد ما هو إلا اتفاق ما بين طرفين يلتزم كل منهما تجاهه بواجبات معينة ولكل من الطرفين حقوق عند الطرف الآخر ولكل عقد آثار تترتب عليه ومنهم عقد الزواج الذي يكون له العديد من الضروط التي تتضح فيما يلي:

• شرط عقلانية الطرفين أي أن يكون زوجين عاقلان، فلا يصح عقد الصبي دون 7 ولا يصح عقد المجنون، حيث يكون العقد في هذه الحالة باطل شرعا.
• شرط التراضي: عقد الزواج لا يجوز فيه الإكراه وذلك أنه يتعلق بحياة الزوجين (الرجل والمرأة) ومستقبلهما.
• شرط الولاية: ولاية المرأة بنفسها عقد الزواج مستنكرة فطرة وذوقاً، ووسيلة للفساد والزنى باسم النكاح، الأصل في اشتراط الولي قول النبي ﷺ: [لا نكاح إلا بولي]
• وجود الشاهدان: لصحة العقد أن يشهد عليه شاهدان عدلان.
• يجب أن تكون صيغة عقد الزواج بالألفاظ الصريحة التي تدل على الزواج
• من تسمية المهر في عقد الزواج، ولا يصح إسقاطه على أي حال.

شروط الزوجين في عقد الزواج

ما زلنا في الحديث عن شروط صحة عقد الزواج في الدول الإسلامية، حيث إن هناك العديد من الشروط التي تخص الزوجين والتي تتضح فيما يلي:

• أن يكون كل منهما صالحًا للزواج من الآخر.
• كونها ديِّنة، فهذا هو الأفضل والأوْلى، والذي ينبغي؛ لقوله ﷺ: تنكح المرأة لأربع: لجمالها، ولمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك.
• بأن يكونا مسلمين، أو كافرين، أو مسلم وكتابية.

آثار عقد الزواج

يجب التنويه إلى أنه في حالة صحة عقد الزواج بين الطرفين يجب التعرف على أن هناك العديد من الأمور التي تترتب على هذا العقد والتي تتضح فيما يلي:

• المهر المسمى في العقد فتستحقه الزوجة
• استمتاع الزوجين بالآخر على الطريقة الشرعية في حالة عدم وجود مانع مثل الحيض أو النفاس.
• النفقة وهي الطعام والسكن والكسوة
• نسب الأولاد من هذا الزواج
• العدل بين الزوجات في حقوقهن عند التعدد.
• وجوب طاعة الزوجة لزوجها إذا دعاها إلى الفراش، لقول الله في القرآن الكريم: «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة».
• حرمة المصاهرة وهو أن تحرم الزوجة على أصول الزوج وفروعه وأن يحرم الزوج على أصول الزوجة وفروعها.
• الإرث بين الزوجين ما لم يمنع من ذلك مانع.

المحرمات من النساء على الرجل

من الجدير بالذكر أن ديننا الحنيف وضع العديد من الأسس للزواج والتي من أهمها النساء التي يحرم على الرجل الزواج منها، كما ورد في سورة النساء والتي تتضح فيما يلي:

﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 23].

آيات من القرآن عن الزواج

في صدد عرض شروط صحة عقد الزواج في الدول الإسلامية، لا بد من التعرف على أن هناك العديد من الآيات القرآنية التي خصها الله عز وجل بالزواج والتي بها كافة الشروط وتتضح فيما يلي:

• ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 221].
• ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223].
• ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
• ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [النحل: 72].
• ♦ ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

الزواج هو الأمر الذي أمرنا به الله والرسول في الدين الإسلامي طبقا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من شروط وأحكام يجب أن يتم العمل بها عند الزواج وكتابة عقد النكاح بالإضافة إلى الشروط المتوفرة في الزوجين.