شرح قصيدة حب نزار قباني بلا حدود

تُعد قصيدة “حب بلا حدود” للشاعر العربي الكبير نزار قباني من أجمل وأروع ما كتب عن الحب والعشق؛ ففي هذه القصيدة، ينقل نزار قباني مشاعره الجياشة تجاه محبوبته، مصوراً إياها كنبع لا ينضب من المشاعر والعواطف مزجاً بين الرقة والقوة، ليصور عمق وامتداد هذا الحب الذي لا حدود له، فالنتحدث اليوم عبر المقال التالي عن هذه القصيدة عبر السطور التالي.

الشرح الفني في حب بلا حدود نزار قباني

إن قصيدة “حب بلا حدود” هي قصيدة رومنسية تم تنظيمها على “شعر التفعيلة”، وقام نزار قباني “وكالعادة” في معظم أشعاره بمحاولة توظيف كلمات الشعر للتعبير عن مشاعره في محبوبته بالاضافة الى الايقاع الموسيقي الرنان للقصيدة مع وجود بعض الصور الفنية ومنها:

• ذهب الأحلام
• غابات رخام
• نهر الحب

شرح الأسلوب لقصيدة حب بلا حدود لنزار قباني

عرف نزار قباني باسلوب شعري تفرد به عن باقي الشعراء حيث يمكن وصف شعره بالسهل الممتنع؛ فالألفاظ في الابيات والمقاطع لديه ليست غريبة أو صعبة حيث يتم استخدام هذه الألفاظ في الحياة اليومية بشكل شبه مستمر لكنه قام بتوظيها لتكون بشكل سلس وعذب يخدم المعنى التي يريد الشاعر إيصاله، بالاضافة الى ذلك فقد استخدم بعض الأساليب الانشائية كالنداء والنهي.

 بداية نص قصيدة حب بلا حدود

تتكون قصيدة حب بلا حدود للشاعر نزار قباني من 15 مقطعًا تحدث فيها عن حبه لمحبوبته، قال نزار قباني في أول مقطعين:

يا سيدتي:
كنت أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأةٍ
بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.
أنت امرأةٌ..
صنعت من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام..
يا سيدتي..

يالمغزولة من قطن وغمام

يا أمطارًا من قطن وغمام.

يا أنهارًا من نهاوند

يا غابات رخام

يا من تسبح كالأسماك بماء القلب

وتسكن في العينين كسرب حمام

 شرح اول مقطع قصيدة حب بلا حدود

بدأ نزار قباني قصيدته مستخدمًا اسلوب النداء أثناء مخاطبته لامرأة ويصفها على أنها “سيدته” حيث أنه بهذا الوصف يعلي من شأنها ويلمح للسامع ان علاقته بهذه السيدة ليست مجرد علاقة عابرة إذ أنها قد وصلت هذه المرأة إلى حد السيادة والتملك.

بعد مناداته لتلك المرأة “سيدتي”، يعلن الشاعر على كون المرأة التي يوجه الكلام لها على أنها اهم امرأة في الدنيا بالنسبة له في العام الفائت لتظل كذذلك بعد دخول سنة جديدة، فحبه لهذا المرأة حب غير مقرون بوقت معين بل يحبها ولن يفقد حبه لها بمرور الوقت.

كرر نزار قباني كلمة امرأة بشكل ملحوظ حيث جاء هذا التكرار لعمق محبته لها، ولأن فيها صفات المرأة التي يحبها وترضيه؛ فلم تعد كل النساء في عينه يمتلكن صفات الأنوثة التي كان يعشقها نزار قباني كهذه المرأة التي سكنت جسده، فهي لا تنفك عنه حيث أصبحت مثل اعضاء جسده لا يفارقه.

الحب بالنسبة لنزار قباني كان كالحياة بعد الموت حيث دبت في روحه بعد أن كان آلة من الغزل في النساء من حوله حتى قيل عنه “شاعر النساء” لتسيطر هذه السيدة على مشاعره بشكل كبير ويحبها لا فقط بالأقوال كباقي النساء التي أحبها؛ بل بالأفعال أيضًا.