شرح قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا).. من قائل قصيدة نجوى؟

هناك العديد من الأشخاص يحبّون ويهتمون بالقصائد الوطنية المميزة، حيث يكون بها مجموعة مميزة من المشاعر المختلفة التي تكون بدالها كلماتها ومعانيها القوية التي تذبذب قلوب المحبين لأوطانهم، قصيدة العين بعد فراقها الوطنا هي واحدة من أفضل القصائد المختلفة والمميزة عن الوطن، ومن خلال موقعنا سوف نقوم بشرح قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)، و سنتعرف على من قائل قصيدة نجوى؟

شرح قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)

قصيدة العين بعد فراقها الوطنا هي واحدة من أجمل القصائد التي قيلت عن الوطن، وإليك بعض الأبيات بها وشرحها:

العينُ بعدَ فِراقها الوَطَنا

لا ساكِنًا ألِفَت ولا سَكَنا

رَيَّانةٌ بالدَّمع أقلقَها

ألا تُحسَّ كرًى ولا وَسَنا

ويتكلم الشاعر هنا عن عينه عندما شاهدت فراقها للوطن ولأهله في الوطن، لم تستطيع أن تألف السكّان في المكان الذي أصبح يعيش بها الآن، وأنها دائمة في البكاء والدموع تنهمر منها، وأن العين قلقة دائمًا على الوطن ولا تنعم بالنوم لحظة بسبب ذلك.

كانت تَرى في كلِّ سانحةٍ

حُسنًا وباتَت لا تَرى حَسَنا

والقلبُ لولا أنَّةٌ صَعِدَت

أنكَرتُه وشَكَكتُ فيه أنا

وهنا وضح الشاعر أن العين كانت ترى أن كل الأشياء في الوطن جميل وتوافق عليها مهما كانت، ولكن الآن لا ترى أي شيء جميل، حتى وإن كان مبهرًا للعيون الأخرى، وأن العين والقلب لا يرون أي مميزات في البلاد وأن ذلك سببه أنها غادرت الوطن ولا تريد أن ترى غيره.

ليتَ الذينَ أحبُّهم علِموا

وهمُ هنالكَ ما لقيتُ هنا

ما كنتُ أحسَبُني مُفارقَهم

حتَّى تفارقَ روحيَ البدنا

وهنا الشاعر قد خاطب أحبائه في الوطن محثًا لهم على أن يشعرون بأهمية الوطن، وأن يروا فيه ما هو لا يره بالغربة، محدثًا لهم أنه لم يكن يعلم أبدًا أنه يفار الوطن خاصةً أن أهله وأحبته به.

يا طائرًا غنَّى على غُصُنٍ

والنيلُ يسقي ذلكَ الغُصُنا

زِدني وهِج ما شئتَ من شَجَني

إن كنتَ مثلي تعرفُ الشَّجَنا

ويشاهد الشاعر هنا الطائر على ضفاف نهر النيل، ويناشده بأن يقول له من ألحانه، وهنا به تشبيه بأن الطائر هو شخص ملحن، ألحانه عذبة تثير الحزن بداخله على فراقه للوطن.

أذكَرتَني ما لستُ ناسِيَه

ولرُبَّ ذكرى جدَّدَت حَزَنا

أذكَرتَني بَرَدى ووادِيَه

والطَّيرَ آحادًا به وثُنى

وأحبَّةً أسرَرتُ من كَلَفي

وهَوايَ فيهِم لاعِجًا كَمَنا

أكمل الشاعر مخاطبًا الطائر، وقائلًا له أنه قد ذكره بأمرا قد نسيه، وأنه جدد الذكرى داخل ذهنه وعقله، وهي ذكرى موطنه، فقد تذكر نهر البردي الموجود في سوريا والمنبعث من داخل مدينته دمشق.

كم ذا أُغالبُه ويغلِبُني

دَمعٌ إذا كَفكَفتُه هَتَنا

لي ذكرياتٌ في رُبوعِهُمُ

هُنَّ الحياةُ تألُّقًا وسَنا

إنَّ الغريبَ معذَّبٌ أبدًا

إن حلَّ لم ينعَم وإن ظَعَنا

ويقول الشاعر هنا أن الدموع تنزل من عينيه الآن، بالرغم من أنه كان دائمًا يحاول أن يقوم بكتمانه ومنعه من ذلك، ولكنه يرفض ذلك، وذلك بسبب الذكريات التي هي عن الحياة التي عاشها داخل دمشق، وعن الألم الذي يعيشه بالغربة، ويختم قصيدته في النهاية بأن الغريب هو من غادر وطنه، وأن هذا هو العذاب الأبدي له.

من قائل قصيدة نجوى؟

قصيدة النجوى هي واحدة من القصائد التي تفيض من الرقة والعذوبة، وهي قصيدة من الشاعر خير الدين الزركلي، وهو كاتب ومؤرخ وشاعر، وجنسيته سورية، وكان من أحد المناهضين والمهاجمين ضد الاستعمار الفرنسي.

وتم الحكم عليه في العديد من المرات بالإعدام من قبل القضاء الفرنسي، ولكنه أفلت من الإعدام أكثر من مرّة، كما أنه من الشعراء النابغين بدرجة كبيرة جدًا في اللغة العربية.

الأفكار الرئيسية في قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)

هناك العديد من الأفكار الرئيسية المميزة والمختلفة والبارزة في قصيدة (العين بعد فراقها الوطنا)، والتي تتمثل في:

• العذاب الأبدي للمغتربين عن أوطانهم.
• حب دمشق وأهلها من قبل الشاعر وتذكر كافة الأماكن المميزة بها.
• حديث الشاعر عن حاله بعد أن فارق وطنه.
• غناء الطيور التي تذكر الشاعر بأحبائه.

نشأة خير الدين الزركلي

الزركلي هو شاعر عربي سوري، ولد وعاش في أرض لبنان تحديدًا في مدينة بيروت، وهو كرديّ الأصل، وتنقل بين الدول العربية الكثيرة، وتعلم الكثير من الأمور العلمية والأدبية، كما أنه درس القسم العلمي وذلك في بلده سوريا بمدينة دمشق، ودرس بها في المدرسة الثانوية

وهنا نكون انتهينا من مقالنا والذي قمنا من خلاله بشرح قصيدة العيد بعد فراقها الوطنا، والتي سميت بقصيدة النجوى، كما أوضحنا من قائل هذه القصيدة المميزة عن الوطن وهي قصيدة مليئة بوصف الوطن ووصف كم يحبه الشاعر، وأن المغتربين يتعذبون بالعذاب الأبدي بعد فراق وطنهم.