خصائص مرحلة المراهقة المبكرة للشباب والبنات

تُعد مرحلة المراهقة هي المرحلة التي ينتقل فيها الفرد من مرحلة الطفولة إلى عمر البلوغ، وخصائص مرحلة المراهقة المبكرة للشباب والبنات متعددة، فخلال هذه المرحلة يحدث تغيرات هامة سواء شكلية أو فسيولوجية، ولابد أن يكون الوالدين على وعي بالتغيرات التي تحدث لأبنائهم خلال تلك الفترة، ومن خلال موقعنا سنعرض خصائص مرحلة المراهقة.

خصائص مرحلة المراهقة المبكرة

مع بداية مرحلة المراهقة يحدث تغيرات هامة للمراهقين، بالنسبة لجسدهم وشخصياتهم ونموهم الفكري وغيرها، وفيما يلي أبرز خصائص مرحلة المراهقة المبكرة:

1- النمو الجسدي

تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة في عمر ما بين الحادية عشر إلى عمر الثالثة عشر، ويصاحبها عدة تغيرات جسدية وهي كالتالي:

• تظهر علامات البلوغ من خلال ظهور شعر في الجسم، بالنسبة لكل من الشباب والبنات، وزيادة إفراز الدهون في الجلد والشعر، وزيادة إفراز العرق.
• تبدأ الدورة الشهرية عند البنات.
• نمو معالم الأنوثة والذكورة لدى المراهقين.
• تغير صوت الشباب ليصبح أكثر غلظة.
• زيادة الطول والوزن بشكل ملحوظ.
• بدء الاهتمام بالجنس الآخر.

2- النمو المعرفي

المقصود بالنمو المعرفي هو طريقة التفكير والاهتمامات، التي تلفت انتباه المراهق خلال تلك الفترة، وهي كالتالي:

• التوسع في التفكير في الأمور المجردة.
• التفكير في المستقبل بشكل محدود، مع التركيز على الحاضر بشكل أكبر.
• الاهتمام بالمصلحة الذاتية.
• التفكير أخلاقيًا بشكل متعمق أكثر.

3- النمو العاطفي الاجتماعي

تتطور وتنمو العواطف والاجتماعيات لدى المراهق خلال مرحلة المراهقة المبكرة، فهي تتضمن على ما يلي:

• الصراع الداخلي فيما يتعلق بالهوية الشخصية.
• التأثر بالأصدقاء بشكل أكبر.
• التصادم مع الوالدين في بعض الأمور.
• التقلبات المزاجية.
• الرغبة في الاستقلال والحصول على الخصوصية.
• كسر القواعد.
• التصرف بطريقة طفولية في بعض المواقف، وخاصة عند الشعور بالضغط.
• الشعور بالارتباك بسبب التغيرات الجسدية التي حدثت له.

مشكلات مرحلة المراهقة المبكرة

تعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الشخص، وخلالها يواجه المراهق عدد كبير من المشاكل سواء كان مصدرها داخلي أو خارجي، ومن أبرز هذه المشكلات ما يلي:

1- مشاكل تتعلق بالذات والمظهر الخارجي

يهتم المراهق بمظهره الخارجي بشكل كبير، ويراقب التغيرات الجسمية التي حدثت له، وخلال هذه المرحلة يبدأ المراهق يعيش صراع نفسي مع جسده، فيظهر إما بالغرور أو يقوم بالانسجاب ويتبع حيل دفاعية من أجل تعويض الإحساس بنقص ما، وينتج عن هذا الصراع عدة صفات، أما إيجابية أو سلبية والتي تظهر باستجابات الفرد مع المحيطين.

2- مشاكل ناجمة عن الشعور بالخوف

قد يعاني المراهق من تخوفات عدة تجعله يشعر بالقلق، وقد تكون هذه المخاوف مصدرها الوالدين أو المدرسين، إلى جانب الخوف من الفشل المدرسي، بالإضافة إلى الإحساس السلبي الناجم عن السعي الدائم لنيل الاستقلال والحرية، مما ينتج عنه خلل في التوافق النفسي، والعجز عن تحقيق التوازن، وبالتالي يصبح المراهق أكثر تهورًا وانفعالية، أو يصبح منعزلًا ويتصرف بعدوانية.

3- علاقة المراهق بأسرته

يظهر عادة ما يُطلق عليه صراع الأجيال والاختلاف الكبير في وجهات النظر، وعادة يكون صراع المراهق مع أسرته حول الدراسة وطريقة قضاء أوقات الفراغ، والتقصير في المذاكرة، وأداء الواجبات المدرسية، وهذا الصراع من شأنه أن يخلق لديه الرغبة في الاستقلال التام عن الأسرة.

4- مشكلة عدم التوافق النفسي

من أخطر مشكلات مرحلة المراهقة المبكرة هي مشكلة عدم التوافق النفسي، حيث ينتج عنها عدة مشاعر سلبية مثل القلق، والضيق، والدخول في نوبات من البكاء والانغماس في الحزن، وعدم الشعور بالاستقرار، إلى جانب تذبذب العلاقات مع الآخرين، مما ينتج عنه الشعور بالفراغ والانعزال، والإحساس بالخطر.

والخلل في التوافق النفسي من شأنه أن يؤثر على جوانب التوافق الأخرى مثل التوافق الاجتماعي والتربوي والعضوي، ولابد في هذه المرحلة من العمل على خلق التوازن النفسي والذاتي والاجتماعي والانفعالي من خلال التنشئة الاجتماعية والأسرية السليمة، وتنمية القدرة على التكيف وتقبل الذات.

كيفية التعامل مع المراهقة المبكرة

حتى تمر مرحلة المراهقة المبكرة بسلام ينبغي على الوالدين أن يكون لديهم الوعي الكافي لطريقة التعامل مع هذه المرحلة والتغيرات التي يمر بها المراهق، وطريقة التعامل مع المراهقة المبكرة نعرضها فيما يلي:

1- تهيئة المراهق لاستقبال تلك المرحلة

لابد من إطلاع المراهق على تفاصيل تلك المرحلة، وتوضيح له التغيرات التي ستحدث له، مما يساعد المراهق على تخطي هذه المرحلة بشكل سهل وبأمان.

2- تقديم الدعم والمساندة

يحتاج المراهق إلى الدعم من الوالدين خلال تلك المرحلة، ولابد من تشجيعه إلى طلب المساعدة عند الحاجة إليها، ومساعدته على تخطي حزنه وغضبه عن طريق تقديم الحلول المناسبة، والتحدث معه عن أهدافه وأحلامه، وتقديم الدعم والتشجيع له لتحقيق هذه الأهداف.

3- تجنب النقد

نقد المراهق بشكل دائم يسبب له الغضب والتوتر، ويولد لديه الإحساس بالفشل، خاصة وإن كان المراهق شخصية حساسة، ولذلك لابد من الاستماع إليه جيدًا وعدم إصدار أي أحكام عليه، وتقديم النصح له.

4- تعليمه إدارة الغضب

لابد من منع المراهق من مشاهدة أفلام العنف، فالمراهق مندفع في هذه المرحلة، ويمكنه أن يقلد كل ما يراه، ولذلك يتوجب تعليمه بعض المهارات الحياتية، وطريقة إدارة الغضب، عن طريق الجري أو ممارسة تمارين اليوجا، وغيرها من الطرق التي تساعده على التنفيس عن غضبه.

من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا خصائص مرحلة المراهقة المبكرة للشباب والبنات، تُعد هذه المرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته تتشكل خلالها شخصيته، وينمو جسديًا وفكريًا.